مرحباً يا خير داع
مرحباً يا خير داع
ان ما حدث في الثاني عشر من ربيع الاول1444هـ ليس ظاهرة كونية ولكنها جاذبية علاقة بشرية ولوحة محمدية يمانية إيمانية رسمها شعب الأنصار باحتفائه واحتفاله هذا العام بالمولد النبوي الشريف الذي ازداد بهاءً وحضورا وحقق النجاح الأكبر والأضخم من جميع النواحي.
فمن حيث العدد احتل اليمن مكانته اللائقة بين دول العالم نصرة وتعزيرا وتوقيرا وتعظيما للرسول الاعظم مستقبلين الفعالية مجسدين عشقهم وحبهم وشغفهم ولهفتهم بالاحتفال بهذه المناسبة العظيمة لانهم يمن الايمان كما وصفهم الرسول بذلك ولا إيمان لهم حتى يكون الرسول صلى الله عليه وآله وسلم احب إليهم من أهلهم، ذلك الحضور المليوني جعله يحتل المرتبة الأولى عالميا ليتصدر الحضارات الإسلامية عبر منبعها الأصيل.
واليمن بإذن الله هي من ستقود العالم بعالمية الرسول الاعظم وبعالمية القرآن الكريم لأنهم أهل لذلك ومن معهم من الخيرين المناصرين لقضايا الامة الاسلامية في هذا العالم.
لقد خرج الملايين إلى ميادين الرسول الأعظم في صنعاء وبقية المحافظات المحررة لم يمنعهم انقطاع المرتبات والحصار الذي فرضته قوى الكفر والعدوان وتدميرهم للمنشئات والبنى التحتية ،ونهب موارده النفطية كل ذلك واجهه اليمنيون بصبر وصمود وجهاد، لان التفافهم حول الرسول الاعظم وولائهم له هو مصدر العزة والنصر والتمكين.
شارك الجميع متحديين الظروف المادية والاوضاع المعيشية لأن تلك الحشود المليونية وحضورها المحمدي لم يكن بالأمر السهل لأن ثلثي جغرافية اليمن يمثل مناطق ريفية وقرى متناثرة في رؤوس الجبال وبطون الاودية وفي السهول والصحاري وطرقها الترابية والمسافات البعيدة التي تؤدي الى أماكن الفعاليات، كان حضورا فريدا من نوعه.
هل تستطيع مملكة نجد ودويلة الامارات وبما تمثله من امكاناتها المادية بأن تحشد نصف أو أقل من نصف المشاركين فقط في ميدان السبعين لإقامة أي فعالية دينية؟ فنحن نتحداها ان تنجح في ذلك لان فاقد الشيء لا يعطيه، ولأننا نقول بأن البركة هي من الله وفي الولاء لله و للرسول وحديث الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم الذي قال (بارك الله في يمننا وشامنا).
نجحت الفعالية لان الجميع تحمل المسؤولية رسميا وشعبيا وشكلوا فريق عمل واحد وتشكيل لجان رئيسية وفرعية في المحافظات في التحضير للفعالية مثل تجهيز ميادين الاحتفال وتأمينها ، وكذلك التحشيد والتعبئة والتوعية عبر وسائل الاعلام المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي وكذلك في المساجد والمدارس تحث الجميع بضرورة المشاركة في الفعالية، وكذلك الدور المجتمعي في التوعية من أصحاب الوجاهات والمشايخ والاعيان للعامة بضرورة إحياء هذه المناسبة، رجال الامن لهم دور كبير في الحفاظ على أمن وسلامه المحتفلين والذي قدر عددهم خمسة وعشرين الف جندي وهم عيون ساهره تحافظ على حياة ضيوف رسول الله، ولا ننسى دور الفريق الصحي من خلال توفير المستشفيات الميدانية والاسعافات في ميادين الاحتفالات.
كما ان اللجان التربوية كل عام لها دور كبير في الاستقبال ويجسدون فيها صورة رائعة للإحسان للوافدين بالابتسامة والبشاشة والكلمة الطيبة وكذلك تنظيمهم وتوزيعهم في المربعات، حرائر اليمن تجلت لديها مظاهر الكرم كإعدادها الطعام لضيوف رسول الله واخرى تصنع الحلوى والكيك مكتوب عليها لبيك يا رسول الله وتقوم بتوزيعها على النساء ابتهاجا وفرحا وصلاة على محمد وعلى آله.
اللون الاخضر كان ظاهرا في الربيع المحمدي عن طريق الزينة الضوئية وكذلك القماشية شارك فيها الفقراء عن طيب خاطر فوق اسطح منازلهم وفوق المحلات والاسواق والشوارع العامة والمساجد ؛ عبارات المناسبة وآيات قرآنيه نجدها في جدران المؤسسات والشوارع العامة تنافس في كتابتها الجميع.
اليمنيون بحق اثبتوا بأنهم رجال حول الرسول يجسدون قول شاعر الثورة
يا طيبة النور عفوا فالرسول هنا
شد الرحال وأضحى يسكن (اليمنا)
رغم المعوقات شارك الجميع كبار وصغارا مسؤولين ومواطنين وبسطاء ، لم يتخلف العامل البسيط ولا المزارع والغني والفقير لأن الجميع هم بحاجة ماسة لرسول رب العالمين.
شارك فيها العالم والمتعلم الاكاديمي والمثقف ،واسهم في نجاحها الخطباء والمرشدون والمثقفون والادباء والشعراء شكلوا جميعا لوحة محمدية لا نظير لها في العالم، من خلال الانشطة المختلفة التي تزامنت مع التدشين كالمسابقات الثقافية المختلفة والندوات والمحاضرات وغير ذلك والاستعداد للفعالية المركزية، الجميع يبادر في هذه المناسبه, بالبر والاحسان مثل رعاية الفقراء والمساكين والمعونات المادية للمعاقين والجرحى ،وتبني الاعراس الجماعية عن طريق الهيئة العامة للزكاة، الحملات الرسمية والشعبية للنظافة في شوارع المدن وحاراتها وكذلك تفقد احوال السجناء واطلاق سراحهم عبر اعانة المعسرين والغارمين وغير ذلك من مظاهر الإحسان.
وهكذا اثبت اليمنيون بأنهم أكثر ولاءً والتفافا حول الرسول الأعظم؛ في الوقت الذي يظهر فيها الاعراب المطبعين مع الصهاينة بأنهم أكثر انبطاحا وأشد كفرا ونفاقا.
وصلى الله على محمد وعلى آل محمد