إنزعاج سعودي من عودة العلاقة بين حماس وسوريا
إنزعاج سعودي من عودة العلاقة بين حماس وسوريا
يمني برس:
عودة محمودة للعلاقات بين الدولة السورية وحركة المقاومة الفلسطينية حماس، القطيعة التي استمرت عشر سنوات أفرحت دول كثيرة على صلة بالعدو الإسرائيلي، وعلى العكس فقد أثارت العودة غضب الدول ذاتها على رأسها السعودية التي حاولت عبر إعلامها تشويه الخطوة ووصفتها بالخطيئة.
تقول حماس إن عودة العلاقات ستعطي دفعة لمسار المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة ككل، بينما يعتبرها الإعلام السعودي خطوة باتجاه إضعاف القضية الفلسطينية وكأن فلسطين باتت الشغل الشاغل للسعودية.
يرى كثير من المراقبين أن خطوة عودة العلاقات تأخرت كثيراً خاصةً وأن مصلحة القضية الفلسطينية تقتضي تعزيزها بدلاً من القطيعة ، فسوريا البلد الذي احتضن المقاومة قبل الحرب الكونية لا تزال على الموقف نفسه وقد دفعت الثمن لأكثر من عشر سنوات ولا تزال.
في المقابل، لا ترى حماس أي تأثير من قبل الدول العربية الساخطة فهي لم تكن في يومٍ إلى جانب المقاومة بل وقفت ضدها بكل الوسائل وعملت علناً الصالح الكيان الصهيوني، وسخط تلك الدول لا يرتبط بتأثيرات تخصها بل يرتبط حصراً بالعدو الإسرائيلي.
العلاقات بين سوريا وحركات المقاومة الفلسطينية تدفع باتجاه تعزيز دور محور الجهاد والمقاومة وتسقط رهانات المحور الأمريكي الإسرائيلي على فصل المكونات الفلسطينية عن حاضنتها العربية، وفي توقيتها هي خطوة لها ما بعدها من حيث تنسيق العمل المقاوم إنتهازاً للفرصة في ظل متغيرات دولية ستسقط الأحادية القطبية.
(تقرير : بندر الهتار – قناة المسيرة)
واستقبل الرئيس السوري بشار الأسد يوم أمس الأربعاء، وفداً يضم عدداً من قادة وممثلي القوى والفصائل الفلسطينية.
وخلال اللقاء، دار الحديث حول آخر التطورات والمستجدات في الأراضي الفلسطينية وحالة النهوض الشعبي في مقاومة الاحتلال ومواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الشعب الفلسطيني وانتهاكاتها السافرة للمقدسات الإسلامية والمسيحية وممارسات الاحتلال الرامية إلى محاولة فرض الأمر الواقع على الفلسطينيين وتهجيرهم من أراضيهم وخاصة من القدس بهدف تغيير الطابع الديموغرافي للمدينة وهويتها العربية.
وعرض أعضاء الوفد نتائج حوارات المصالحة بين الفصائل الفلسطينية التي جرت في الجزائر مؤخراً مؤكدين أن خيار المقاومة هو القاعدة والأساس لاستعادة الأراضي المحتلة والحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني.
في هذا اللقاء، أكد السيد الرئيس بشار الأسد أن القضية الفلسطينية هي جوهر الصراع العربي الإسرائيلي، ويجب أن تكون العامل الأساس في العمل العربي المشترك مشدداً على أن وحدة الصف الفلسطيني على أساس الثوابت الوطنية هي الضمانة لاستعادة الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها تحرير الأرض وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وحق العودة.
وجدد الرئيس الأسد وقوف سورية ودعمها لنضال الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الإسرائيلي المتواصل والذي يستهدف حاضر الأمة العربية ومستقبلها، ويستوجب بالتالي موقفاً عربياً فاعلاً لمواجهة مشاريع الاحتلال الاسرائيلي وداعميه وخاصة الإدارة الأمريكية في الهيمنة على المنطقة، مؤكداً على أن المقاومة هي السبيل الوحيد لتحرير الأرض وطرد المحتلين.
من جانبهم عبر أعضاء الوفد عن التقدير العالي لمواقف سورية التاريخية ودعمها المتواصل لنضال الشعب الفلسطيني، والتضحيات التي قدمتها سورية في سبيل دعم القضية الفلسطينية.
كما أعرب الوفد عن الاعتزاز بصمود سورية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد في مواجهة المؤامرة التي تعرضت لها مؤكدين أن العدوان الإرهابي يستهدف أساساً تغيير مواقف سورية الوطنية والقومية وخاصة إزاء القضية الفلسطينية، مشددين على أن صمود سورية شكل رافعة في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني.
وبعد لقاء الفصائل الفلسطينية بالرئيس بشار الأسد، أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس، خليل الحية، أن اللقاء مع الرئيس السوري بشار الأسد إيجابي وتاريخي، وانطلاقة جديدة للعمل الفلسطيني السوري المشترك في ظل حاضنة سوريا لشعبنا ومقاومته.
وقال الحية في مؤتمر صحفي أمس الأربعاء، عقب لقائه الرئيس السوري “إن وفد الفصائل التقى فخامة الرئيس السوري بشار الأسد، وكان إيجابيًا وتاريخيًا، مشيرًا إلى أنه يمثل انطلاقة جديدة للعمل الفلسطيني السوري المشترك، وإضافة جديدة لمحور المقاومة.”
وأضاف: “وجدنا الرئيس بشار الأسد مصمم بقناعة راسخة على دعم شعبنا ومقاومته، مشيرًا إلى أنه يعبر عن أن سوريا كانت وما زالت داعمة لشعبنا”.
وعبّر الحية عن سعادته بلقاء الرئيس الأسد الذي يأتي في ظل انتفاضة شعبنا في الضفة والقدس، والعدوان المتكرر على القدس والمسجد الأقصى، مؤكدًا أن مقاومة شعبنا ستتعاظم وتدحر الاحتلال عن أرضنا.
وتابع: “هذا يوم مهم، ونستأنف حضورنا لسوريا والعمل المشترك مع القوى الفلسطينية ومع سوريا دعمًا لقضيتنا ووحدة واستقرار سوريا”، مؤكدًا أن حركة حماس مع سوريا الموحدة، وضد استهداف سوريا من أي عدوان.
وشدد على أن حركة حماس تعود لسوريا بقرار واضح وبقناعة وبإجماع وبصف موحد وبتفهم من محبي حماس، مردفًا: جئنا وكلنا قناعة بصوابية هذا المسار لتفادي الماضي للمستقبل.
وأكد الحية أن “اللقاء مع الرئيس السوري تعبير صادق عن أن روح المقاومة ومحورها العصي على الانكسار، وهو اليوم يتجدد بقوة ويتآلف من جديد، لنقول للاحتلال والمشاريع المشبوهة هذا رد أمة موحدة في وجه المشاريع الصهيو أمريكية”.
وحول شكل وجود الحركة في سوريا، قال الحية إن الحركة ستكمل مع الإخوة السوريين ترتيبات وشكل وجود الحركة، مؤكدًا أن قرار استعادة العلاقات مع سوريا يمثل إضافة جديدة لمحور المقاومة.
وتمنى الحية لسوريا المعافاة التامة والاستمرار في عملها المهم دعمًا لقضايا الأمة، مؤكدًا أننا مع سوريا الأرض والشعب الواحد.
وأشار إلى وجود تأييد وارتياح عام بين قيادة حركة حماس وكوادرها لإعادة العلاقات مع سوريا.
واعتبر عضو المكتب السياسي لحركة حماس أن الرد الطبيعي على العدو الصهيوني الذي يتغلغل في المنطقة بالتطبيع، هو أن نقوي جبهة المقاومة، لذلك كانت هذه الخطوة المتمثلة في إعادة العلاقة مع سوريا.