المنبر الاعلامي الحر

“نيويورك تايمز” الأمريكية: الوحوش والسحرة ولصوص البنوك يستولون على مدينة الرياض السعودية

“نيويورك تايمز” الأمريكية: الوحوش والسحرة ولصوص البنوك يستولون على مدينة الرياض السعودية

يمني برس- وكالات/

“العاصمة السعودية تحتضن مخلوقات من عوالم أخرى.. مخلوقات تبدو وكأنها استولت على المدينة، كانت الوحوش والسحرة ولصوص البنوك هناك”.. هكذا وصف تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، المشهد في شوارع الرياض والذي استبق احتفالات الهالوين في المملكة العربية السعودية هذا العام. ما أثار حالة من الجدل الواسع في الشارع السعودي و العربي. و تصدر هشتاج “ويكند الرعب” و”زي الشر”، موقع تويتر حيث نشر السعوديون صورهم بينما يرتدون أزياء تنكرية مرعبة خلال الفعاليات التي تنظمها الهيئة العامة للترفيه.

 

واستمرت احتفالات الهالوين في السعودية على مدار عدة أيام، وظهر فيها الرجال يرتدون الملابس الخليجية، والأقنعة التي تدل على الرعب، وهو ما جعل الكثيرون يوجهون النقد إلي ذلك.

 

التقرير أشار إلى مظاهر الاحتفال بعيد الهالوين في شوارع الرياض، والتي عكست التغير الحاصل في المملكة، حيث كانت تعتقل كل من يفكر في إحياء هذه “المناسبة الغربية”.

 

مظاهر التحول “المخيفة” وفق الصحيفة، تؤشر على التغييرات التي طرأت على المملكة منذ أن بدأ ولي العهد  الأمير “محمد بن سلمان”، الذي أصبح الآن وريث العرش ورئيس الوزراء، في الصعود إلى السلطة عام 2015، وبدأ في التخلص من القيود الاجتماعية واحدة تلو الأخرى.

 

و للمفارقة ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أنه قبل بضع سنوات فقط كان الاحتفال بالهالوين في المملكة يؤدي إلى الاعتقال باعتباره أمرا محظورا. يذكر أنه في عام 2018، داهمت الشرطة السعودية حفلة عيد الهالوين واعتقلت أشخاصًا، وأمرت نساء كن يرتدين ملابس غريبة “بستر أنفسهن”. و أشارت الصحيفة إلى أنه “في المملكة الإسلامية المحافظة كان يُنظر إلى الهالوين على أنه عطلة أجنبية لعيد وثني”. لكن الآن يسمى “ويكند الرعب” ويتم برعاية الحكومة السعودية، من خلال هيئة الترفيه.

 

وعقبت الصحيفة على احتفالات الهالوين لهذا العام “كان المشهد في الرياض علامة صارخة ومخيفة بعض الشيء، بسبب التغييرات التي مزقت السعودية، منذ أن بدأ ولي العهد محمد بن سلمان بالتخلص من القيود الاجتماعية واحدة تلو الأخرى، بعد صعوده إلى السلطة”.

 

ما هو عيد الهالوين و حكمه في الإسلام

 

في المسيحية الغربية يعد الهالوين هو اليوم السابق لعيد جميع القديسين ويعتقد أنه تطور من عيد سامهاين الذي تم الاحتفال به كبداية العام الجديد في أوائل العصور الوسطى في أيرلندا، وبالتالي مع مرور الوقت فقد الهالوين هذه الشخصية الدينية وبدأ ينتشر تدريجيًا من أوروبا وأمريكا الشمالية إلى أجزاء أخرى من العالم، وأصبح احتفالًا غير ديني في الغالب، كما تنبع أجواء السحرة من مهرجان Samhain، وعندما يُعتقد أن القتلى عادوا إلى منازلهم في تلك الليلة لذا ارتدوا أقنعة وأشعلوا النيران لطرد الأشباح.

 

الهالوين غير مسموح به في الإسلام، هذا لأنه خاص بالمسيحية، حيث تتطلب الشريعة الإسلامية مراعاة الشعائر وعدم المشاركة في الأعياد غير المذكورة في الشريعة الإسلامية

 

هالوين القنصلية السعودية ..قتل خاشقجي الأكثر رعباً

 

في حين تحاول السعودية من خلال الاحتفالات التنكرية و أعياد الهالووين التخفي وراء أقنعة لكنها في الحقيقة تظهر الوجه المفزع والحقيقي لهذا النظام المجرم حيث  كان قد أطلق مغردون على مواقع التواصل الاجتماعي عام 2018 بالتزامن مع يوم هالوين العالمي، حملة ضد السعودية بسبب مقتل الصحفي السعودي “جمال خاشقجي” داخل قنصلية بلاده بإسطنبول. ومن خلال وسم “هالوين القنصلية السعودية” ربط المغردون ما حدث داخل القنصلية وكأنه أحد طقوس الهالوين في العالم حيث يتنكر الكثيرون بأزياء عالمية لشخصيات مرعبة ومخيفة.

 

ورأى المغردون أن ما حدث في القنصلية من قتل وتنكيل إنما هو جريمة مخيفة وبشعة تستحق أن تكون “طقسا هالوينيا”، ناشرين صورا لولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” حاملا في يده منشارا وتقطر منه الدماء.هالوين السعودية إلهاء الشعب عن التحديات الاقتصادية.

 

وعلى الرغم من توجهات السلطات السعودية حسب زعمها بافتتاح عهد جديد لإدارة المملكة في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية، إلا أنها لم تُفعِّل الخطوة ذاتها فيما يتعلق بالحريات العامة.

 

وقد أشارت عدد من التقارير الدولية إلى أن هناك فجوة بين الحريات العامة والحريات الخاصة؛ نتيجة التحولات الحالية، ومنها تقرير لمنظمة “هيومن راتيس واتش” الصادر في مايو 2018، والذي لفت إلى وجود حالات من الاعتقالات التعسفية، والاحتجاز من دون محاكمة، وخضوع البعض لمحاكمات لا تراعي حقوق المدعى عليهم.

 

إلهاء عن التحديات الاقتصادية

 

تعمل الحكومة السعودية على تعبئة المجتمع نحو الاحتفال بالهالوين بسرعة كبيرة، وهي استراتيجية فوضوية شبيهة بالكرنفالات التي يُسمح لها بالاندلاع لفترة وجيزة في مناسبات مختلفة.

 

من جانبها أبرزت صحيفة الـ New York Times الأمريكية وجود إجماع في الشارع السعودي الهدف الأساسي لفعاليات الترفيه؛ ينطوي على إلهاء الشعب عن التحديات الاقتصادية. وذلك مثل ارتفاع معدل البطالة بين الشباب، والتحديات السياسية، مثل الافتقار إلى حرية التعبير وسحق الحريات العامة.

 

وتعمل السلطات السعودية طوال الفترة الماضية على  استخدم مزيجاً من التلاعب والسيطرة على وسائل التواصل الاجتماعي؛ ما أدى إلى خطاب موحد بشكل متزايد يبجل ابن سلمان وخطته “رؤية 2030”.

 

من جهة أخرى، خلصت دراسة أصدرها مركز الفكر الاستراتيجي للدراسات أن الانقلاب الذي تقوده هيئة الترفيه في السعودية يهدد بآثار اجتماعية وخيمة في ظل الرفض الشعبي الواسع له. واستعرضت الدراسة قصور التأثير الاقتصادي الحاصل لهيئة الترفيه في المملكة على الرغم من إنفاق المليارات على أنشطتها ضمن رؤية 2030 التي يروج لها ولي العهد محمد بن سلمان.

 

رفض شعبي لفعاليات الترفيه

 

قوبلت أنشطة هيئة الترفيه برفض شعبي واسع كونها تتنافى مع الروابط الدينية ولا تراعي القيم الدينية والمجتمعية.

 

وقد تصاعدت المعارك الكلامية على وسائل التواصل الاجتماعي، والمقالات الصحفية والمواقع الإخبارية من قبل معارضي الهيئة تنديدًا بأدائها، وانتقادًا لأنشطتها.

 

وأطلق  العديد من السعوديين بعض الأوسمة على تويتر من بينها “هيئة الترفيه تسعى للتغريب” و”نبرأ لله من هيئة الترفيه” و”نحو ترفيه بناء” و”هيئة الترفيه تخالف الدستور”.

 

وذلك بهدف التعبير عن وجهة نظرهم التي ترى أن الأنشطة القائمة سببًا من أسباب نشر الرذيلة والفساد في المجتمع؛ لكونها تقوم برعاية فعاليات غنائية وترفيهية مختلطة لم يعتد عليها المجتمع السعودي.

 

كما ظهر  على الجانب الآخر فريق من المؤيدين لأنشطة هيئة الترفيه بأوسمة مثل: “كلنا هيئة الترفيه” و”هيئة الترفيه تجمعنا” و”هيئة الترفيه تسعدنا”، والتي تعبر عن دعمهم للهيئة وتأييدهم لها.

 

وتُظِهر الأوسمة المتضادة حالة من الانقسام الحاد داخل المجتمع، الذي ظل متماسكًا على مدى العقود الماضية، ففي كل مرة تعلن فيها هيئة الترفيه عن مواسم ترفيهية أو مهرجات تفاعلية، تبرز ملامح الخلاف والغضب بين شرائح المجتمع السعودي على منصات التواصل الاجتماعي.

 

وفي حال لم يتم تدارك هذا الأمر، واستمر التباين على ما هو عليه، فإنه قد يُحدث اضطرابًا ثقافيًا واجتماعيًا، ينعكس سلبًا على الاستقرار داخل المملكة، خاصة إذا ما تداخل مع سوء الأحوال الاقتصادية.

 

وعند مراجعة فعاليات هيئة الترفيه نجد أن أغلبها يتركز في إقامة الحفلات الموسيقية والأمسيات الطربية المفتوحة، تلك التي لطالما وقف المجتمع السعودي ضدها، وأصبحت عنده من الممنوعات، نتيجة حالة الانسجام بينه وبين المؤسسة الدينية من جهة، وبين المؤسسة الدينية ومؤسسة الحكم من جهة أخرى.

 

هل استطاعت مواسم الترفيه التغطية على انتهاكات ال سعود

 

فضحت المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان، زيف الإصلاحات الجارية في السعودية في ظل ما تشهده المملكة من انتهاكات جسيمة وتكريس للحكم السلطوي.

 

واعتبرت المنظمة الأوروبية السعودية أن التغييرات التي تتفاخر آل سعود بأنها حصلت خلال السنوات الخمس الماضية كان من بينها مضاعفة أعداد عمليات القتل بأحكام إعدام، والتي وصلت إلى ألف حكم، بينها أحكام قتل بحق أطفال. وقالت المنظمة في بيان إن المسار التصاعدي للانتهاكات خلال السنوات الأخيرة، من خلال الاعتقالات التعسفية، والأحكام المطولة، والإعدامات غير العادلة، والتهجير وسحق مؤسسات المجتمع المدني وعدم اشراك الشعب في الرقابة والتشريع وسياسة الإفلات من العقاب، إلى جانب السياسات الاقتصادية التي تهمش رأي المواطنين وتنتهك حقوقهم الأساسية، لا يمكن أن تعتبر تغييرا إيجابيا وإصلاحات.

المصدر/ الوقت التحليلي/

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com