محاولة اغتيال مسؤول روسي في أفريقيا الوسطى واتهامات تطال فرنسا
محاولة اغتيال مسؤول روسي في أفريقيا الوسطى واتهامات تطال فرنسا
أعلن الملحق الإعلامي في السفارة الروسية في بانغي، عاصمة أفريقيا الوسطى، اليوم الجمعة، عن نقل مدير البيت الثقافي الروسي دميتري سيتي إلى المستشفى عقب تعرضه لمحاولة اغتيال.
وقال الملحق الإعلامي لوكالة “سبوتنيك” إنّ “محاولة اغتيال ضد مدير البيت الروسي دميتري سيتي جرت صباح اليوم، وهو الآن في المستشفى”.
وعقب ذلك، أفادت البعثة الدبلوماسية الروسية بأنّ حياة سيتي ليست في خطر، مبينةً أنّ الحادث لم يقع داخل السفارة الروسية.
وأوضحت السفارة الروسية أنّ “سيتي الآن مصاب وفاقد للوعي، وطبعاً لا يستطيع التحدث. حياته ليست في خطر، لكن الأطباء يقولون إنّه فقد كمية كبيرة من الدماء. نأمل أن يبقى على قيد الحياة”.
واتهم مؤسس قوات “فاغنر” الروسية، يفغيني بريغوزين، فرنسا بالضلوع في محاولة اغتيال مدير البيت الروسي في جمهورية أفريقيا الوسطى، مضيفاً أنّه طلب من الخارجية الروسية إعلان فرنسا دولة “راعية للإرهاب”.
بدورها، اعتبرت شرطة جمهورية أفريقيا الوسطى محاولة الاغتيال “عملاً إرهابياً”.
يشار إلى أنّ العلاقات الروسية الأفريقية تعززت كثيراً في الآونة الأخيرة، إذ جرى تبادل الزيارات الرسمية مراراً، وكانت جولة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في تموز/يوليو الماضي، إلى أفريقيا تعد من أبرز الخطوات التي قامت بها موسكو لتعميق علاقاتها بدول القارة السمراء، حيث تمت مناقشة الأجندة الدولية والإقليمية والتعاون الثنائي.
وبسبب تعثّر السياسات الغربية في أفريقيا في جلب الاستقرار والأمن والازدهار، ولا سيما في مناطق النزاعات الدائرة منذ زمن، يقوم العديد من الأنظمة بالتوجه نحو روسيا للمساعدة في مواجهة الجماعات المسلحة خطر الإرهابيين، الذين تتّهم بعض الحكومات دولاً غربية بشكل مباشر في دعمها ومساعدتها على توسيع نفوذها.
وفي خضم أزمة الغذاء في العالم، أكدت موسكو عزمها مساعدة الدول الأفريقية بشأن إمدادات الحبوب. وفي 31 تشرين الأول/أكتوبر، أفاد المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وأفريقيا بأنّ بلاده ستساعد الدول الأفريقية.
وفي هذا الإطار، أعلن رئيس الأمانة العامة لمنتدى الشراكة الروسية الأفريقية أوليغ أوزيروف، في 30 تشرين الثاني/نوفمبر، أنّ “الولايات المتحدة تحاول التنافس مع روسيا في عقد قمم بمشاركة زعماء أفريقيا، لكن موسكو لديها ميزة عددية”.
ومنذ أيام، أشارت نائبة المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية سابرينا سينغ إلى أنّ البنتاغون “يرى زيادة تواجد روسيا شمالي أفريقيا”، معقبةً بأنّ “الدفاع الأميركية تراقب باستمرار تصرفات روسيا في تلك المنطقة، لكنها ليست مستعدةً بعد للحديث عن إجراءات ردّ محتمل”.
وكانت الولايات المتحدة كشفت، في آب/أغسطس الفائت، إعادة صياغة شاملة لسياستها في أفريقيا جنوبي الصحراء، بحيث تعتزم “مواجهة الوجود الروسي والوجود الصيني، وتطوير أساليب غير عسكرية ضد الإرهاب”.