مسيراتُ “الحصار حرب”.. زلزالٌ يدُكُّ أركان البُغاة
مسيراتُ “الحصار حرب”.. زلزالٌ يدُكُّ أركان البُغاة
من المعلوم أن مبدأَ الحصار والتجويع كان ولا يزال أحدَ البنود المنهجية في استراتيجيات الحرب، التي تسير عليها قوى الهيمنة والاستغلال العالمية؛ بهَدفِ إخضاع وتركيع الشعوب لسطوتها وهيمنتها، والسيطرة على قراراتها ونهب ثرواتها ومقدراتها، لذلك عملت جاهدةً ابتداءً بتبني سياسات العنف والإجرام والقتل والدمار، ضمن مسار (سياسة الأرض المحروقة)، وتالياً، إذَا لم تؤثر تلك السياسة في الشعوب المستهدفة، تنتقل هذه القوى إلى استراتيجية الحصار والتجويع، وكم سمعنا ورأينا من الشواهد التي تُدلل على إبداعها هذا الجانب.
هُنا.. وخلال ثمان سنوات من عدوانه على اليمن، عكف تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي الصهيوني، على تجريب كافة الوسائل ومختلف الأساليب، ومنها اعتماد استراتيجية الحصار والخنق، واتباع سياسة التجويع الممنهج والإفقار المنظم، لكل أبناء الشعب اليمني شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً، دون استثناء، وذلك في إطار مسلسلٍ طويلٍ من الجرائم والانتهاكات المركبة ضد بلدنا وشعبنا، والمنافية لكل الشرائع السماوية والقوانين والأعراف الإنسانية.
ويأتي قتل الشعب اليمني ومحاصرته في علاجه وقوته الضروري، على مرأى ومسمع من العالم كله، بما فيه المنظمات الأممية، والدوائر الحقوقية العالمية، التي ما فتئت تغض الطرف عن معاناة كُـلّ اليمنيين وأوجاعهم، بل وتتاجر بآمالهم وآلامهم، وهو ما شجع ويشجّعُ تحالُفَ العدوان بقيادة أمريكا على الاستمرار في فرض هذا الواقع المعيشي المُر والحالة الإنسانية المتخمة بالجراح والآلام والمعاناة والأزمات المعيشية اليومية المتراكمة.
تحالف العدوان بقيادة أمريكا وتواطؤ الأمم المتحدة يسعى من خلال الحصار الخانق إلى فرض حياة معيشية قاسية وصعبة على الشعب اليمني، وأضحى يساوم اليمنيين على سفرهم وعلاجهم وعلى أقواتهم وشرابهم وعلى مرتباتهم واستحقاقاتهم، ليقدموا له التنازلات تلو التنازل مقابل كُـلّ رحلةٍ ينشدوها أَو سفينةٍ ينتظروها أَو مرتبٍ يأملون وصوله لسد جزءٍ من رمق احتياجاتهم المثقلة بالمتاعب، إلا أن شيئاً لم يحدث.
لكن هذا الأمر بات يشكّل مساراً مزعجاً، ليس للقيادة الثورية والسياسية في صنعاء فحسب، بل ولكافة أبناء اليمن الأحرار، على الرغم من سريان الهُــدنة الأممية “العسكرية والإنسانية” أكثر من تسعة أشهر، إذ لم يتمخض عنها سوى المزيد من مضاعفة القتلى والضحايا، إن لم يكن بسلاح العدوان، فبحصارهم وتجويعهم وتوسيع دوائر معاناتهم وتضييق المعيشة عليهم جراء إفقار شرائح واسعة من الشعب، وتعكير صفو حياتهم في كُـلّ النواحي والاتّجاهات.
والقيادة اليمنية في صنعاء، “أنصار الله”؛ كونها أخذت على عاتقها مقاومة ومجابهة العدوان بكل أدواته ومشاريعه منذُ اليوم الأول؛ وكونها القوة اليمنية الحرة التي جاءت بها ثورة 21 سبتمبر 2014م، والتي حملت أفكاراً صريحة وحازمة، وأعلنت في مشروعها الرفض التام للتواجد الأمريكي وللوصاية الأمريكية على القرار؛ لذا فتحالف العدوان بقيادة أمريكا، اليوم لا يسعى للقضاء عليها فحسب، بل ويسعى للانتقام من الشعب اليمني عُمُـومًا، وذلك؛ بهَدفِ القضاء على هذا المشروع وهذه الفكرة من التغلغل في وجدان ووعي اليمنيين.
لذلك بات من المنطقي على الجميع أن يدرك حقيقة أن هذه الحرب المفروضة على اليمن، لا تفرق بين فصيل عن فصيل، أَو تختص بفرد أَو جماعة دون أُخرى، هي مفروضة على كُـلّ أبناء الشعب اليمني، وأصبحت مواجهتها فرض عين، وهو الأمر الذي دعت إليه الحشود الجماهيرية في كُـلّ المحافظات اليمنية الحرة في مسيرات “الحصار حرب”.
وعليه.. فَـإنَّ الاستعداد الشعبي والتأهب التام لإسناد ودعم قرارات القيادة السياسية والعسكرية وتوجّـهاتها القادمة، قائمة على أَسَاس الإرادَة الشعبيّة الحرة، والتي تمثل زلزالاً يدك أركان البغاة المعتدين، وطوفاناً يجرف الغزاة المحتلّين، وباستمرار التعبئة الشاملة والاستنفار الكامل نحو جميع الجبهات وإسنادها بالرجال والمال، سيتحقّق النصر المؤزر بإذن الله تعالى.