حوار جريئ وشامل مع عضو سياسي أنصار الله هناء العلوي عن المرأة وأساليب الغرب في تمزيق الأسر وتدميرها
حوار جريئ وشامل مع عضو سياسي أنصار الله هناء العلوي عن المرأة وأساليب الغرب في تمزيق الأسر وتدميرها
تثبت المرأة اليمنية في كُـلّ مرحلة، وأمام كُـلّ مستجد بأنها زهراوية الفكر والمنهج، فاطمية الخطوة والموقف، ولذا فَـإنَّ العدوّ يستهدفها وجميع النساء المؤمنات في محاولةٍ منه لمسخ هُــوِيَّة الشعوب والمجتمعات وتفكيكها والانزلاق بها إلى أحط مستوى؛ باعتبار المرأة نصف المجتمع، وهي المربية للنصف الآخر وبالتالي فهي “كُلّه”، وفي مواجهة هذه المؤامرات وللحصول على السّلام الحقيقي، الحل بالتوجّـه نحو القدوات والارتباط بهم، وعلى رأسهم بالنسبة للمرأة “السيدة فاطمة الزهراء” -عليها السلام-.
وهذا ما أشَارَت إليه وأكّـدته لنا عضو المكتب السياسي لأنصار الله ووكيل وزارة الشباب والرياضة هناء العلوي، في حوارنا معها بمناسبة اليوم العالمي للمرأة المسلمة، وإلى نص الحوار:
حاورتها/ هنادي محمد
ونحن اليوم في مناسبة ميلاد سيدة نساء العالمين الزهراء، ماذا تعني لكم هذه المناسبة؟
– إن هذه المناسبة تعني لي ولكل امرأة مسلمة في كُـلّ أنحاء العالم أن نتعلم الدروس والعبر وأن نقتدي ونرتبط بالسيدة الزهراء -عليها السلام- التي بلغت سلم الكمال الإيماني والأخلاقي والسلوكي والتربوي فإحياء مناسبة ذكرى مولد الزهراء -عليها السلام- هو إحياء للقيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية، إحياء للرسالة المحمدية، وارتباط بالله ورسوله ومن أمرنا أن نتولاهم وارتباط بالمنهج القرآني.
برأيكم لماذا غُيّبت شخصيةُ السيدة فاطمة الزهراء -عليها السلام- ومن تحملون مسؤولية تغييبها؟
– غيبت الزهراء -عليها السلام- في المناهج التعليمية والتربوية وفي كُـلّ الوسائل الفكرية والثقافية لكي يتم فصل النساء المسلمات المؤمنات عن القدوات وسيدات نساء العالمين وفي مقدمتهن الزهراء -عليها السلام-، غُيِّبت الزهراء وجميع آل البيت حتى لا يكون للأُمَّـة ارتباط بهم؛ لأَنَّ الارتباطَ بهم يعني الارتباطَ بالمنهج والرسالة الإلهية، يعني الارتباط بالله ورسوله وهذا نتيجته حتماً هو انتصار الحق على الباطل، انتصار الرسالة المحمدية على الكفر والطغيان.
ماذا تقولون للمرأة في مجتمعنا المحلي والمجتمع الإسلامي؟
– أقول لهن وخُصُوصاً النساء اللواتي يعانين مما نعانيه نحن في اليمن، عدوان جائر ظالم وحصار قاتل للإنسانية: إذَا أردنا السلام الحقيقي والمشرف لشعوبنا لن يكون إلا إذَا اتبعنا القدوات الذين اصطفاهم الله وطهرهم تطهيراً، واقتدينا بهم سلوكاً وعملاً، وارتبطنا بهم ارتباط هداية وتطبيقاً لقول الرسول -صلوات ربي عليه وعلى آله وسلم-: (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً، كتاب الله وعترتي آل بيتي فقد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فمن تمسك بهما نجا ومن تركهما ضل وهوى)، الارتباط بالقدوات هو ارتباط بالرسول وهو الاعتصام بالله، قال تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾، واعتصام الأُمَّــة الإسلامية يعني وحدتها، يعني انتصارها على أعداء الدين.
ما الفرق بين رؤية الإسلام للمرأة ورؤية الغرب للمرأة؟
– لا مقارنةَ بين القرآن والإسلام وبين رؤية الغرب؛ لأَنَّ القرآن والإسلام كرم المرأة وخلقها من نفس واحدة هي والرجل ففي الوقت الذي كان بنو إسرائيل يحتقرون المرأة يصطفي الله سبحانه وتعالى مريم -عليها السلام- أول سيدة نساء العالمين ويجعل منها نبيه عيسى ﴿وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ﴾، وفي الوقت الذي كانت المرأة تدفن بين التراب أثناء الجاهلية يأتي الإسلام ليكرم المرأة بتكريم الرسول -صلوات ربي عليه- بفاطمة البتول الزهراء ليجعل منها الذرية المباركة والطاهرة.
القرآن والإسلامُ أعطى حَقَّ المرأة في الميراث في الحياة الزوجية والاقتران بالرجل، الأهم من ذلك أنه لم يفرق بينها وبين الرجل في المسؤوليات العامة وفقاً لقوله تعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ، يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ﴾، مسؤوليات عامة يتحملها الجميع في إطار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإن اختلفت تلك المسؤوليات فقد تختلف بين الرجال أنفسهم، إذَا هي مسؤوليات وليس كما تروج له الرؤية الغربية تحت عناوين حقوق المرأة في الوقت الذي تنتهك كُـلّ حقوق المرأة في الغرب ولا تجد ما يحميها، فالمرأة في الغرب سلعة ترويجية لسلع شركاتهم والمرأة في الغرب سلعة للإتجار بها وبجسدها مثلها مثل الحيوان الذي يباع في الأسواق، والمرأة في الغرب هي من يتحمل أعباء أسرتها، ومحرومة من أبسط الحقوق، يتم قتلها واغتصابها، وهناك إحصائيات مفزعه لمن يتم اغتصابهن في عامٍ واحد في الغرب على عكس الإسلام كيف حفظ كرامة المرأة وصانها.
ما أهميّة أن تجسد المرأة منهج الزهراء في إيمانها وسلوكها؟
– أهميّة كبيرة وخُصُوصاً في هذه المرحلة التي يسعى العدوّ بكل وسائله إلى استهداف المرأة؛ لأَنَّه يعلم أن استهداف المرأة هو استهداف لكل المجتمع وهو تفكيك للمجتمع، وهو انحطاط وهو غياب لدوره في مواجهة الأعداء وتراجع عن القيم والمبادئ الإسلامية، وانحطاط ومسخ الشعوب عن هُــوِيَّتها الإيمانية.
أمريكا وقّعت مؤخّراً على قانون الشواذ بما يسمى زواج المثليين؟ المخالف للفطرة الإنسانية ما تعليقكم على هذا؟
– أمريكا هي المؤسِّسُ والمصدِّرُ لكل الفساد والإفساد الذي يستهدفُ شعوبَ العالم، فليسَ بغريبٍ ولا جديدٍ أن تقر زواجَ الشواذ “المثليين” وتتبناه عبرَ قانون لكي توفرَ لهم الحمايةَ الكاملة وربما سنشهدُ دولاً تتولى أمريكا تقومُ بنفس ما قامت به؛ بهَدفِ مسخ هُــوِيَّة الشعوب ومزيد من الانحطاط الأخلاقي والسلوكي والقيمي لكي تكون سهلة حين تتجه أمريكا لضربها والاستيلاء على ثرواتها ونفطها وحين تنتزع منها قرارها السياسي والاقتصادي والأمني، هذا ما تريد أن تصل إليه أمريكا.
يسعى أعداء الأُمَّــة من الأمريكيين والإسرائيليين للتفريق بين المرأة والرجل، وتقديم أنفسهم بأنهم أنصار المرأة والمطالبين بحقوقها، وتحريضها على الرجل؛ باعتباره مقصياً للمرأة وعدواً لها؟ برأيكم ما هو الهدف من انتهاجهم لهذه السياسة؟
– الهدفُ من هذه السياسَة هو تفريقُ الأُمَّــة وتمزيق شعوبها وتمزيقُ الكيان الجامع “الأسرة” التي إن صلح حالُها صلحت المجتمعات والشعوب والأمَّة، وَإذَا نظرنا إلى تلك المصطلحات الرنانة لوجدناها مُجَـرّد دعاية ومظلة تنفذ من خلالها الأدوات الصهيونية وإلا أين حقوق المرأة التي دفنت تحت الركام في اليمن لمدة ثمانية أعوام، أين حقوق الطفل الذي يموت في كُـلّ ساعة عشرات الأطفال نتيجة سوء التغذية وعدم وصول الدواء، أين حقوق الأطفال الذين يموتون بالسرطان وأمراض الكلى نتيجة الحصار وإغلاق المطار، أين حقوق الأطفال في التعليم، أين حقوق المدنيين الذين استشهدوا تحت الركام نتيجة عدوان أمريكا وبريطانيا وأدواتهما في المنطقة، أين حقوق المرأة في فلسطين، أين حقوق المرأة في سوريا التي تنتهك من قبل داعش أدوات أمريكا؟!، لم نرَ إلا ضجيجاً كاذباً، أما بخصوص الرجل والمرأة فهم من نفسٍ واحدة عليهم مسؤوليات واحدة وإن تدرجت كما ذكرت سابقًا في حديثي.
ما هو الفارق بين رؤية الإسلام في بناء الأسرة والمجتمع، ووجود أسرة قوية متماسكة؟ وما لدى الغرب من ضياع الأسرة، والتفكك المجتمعي؟
– الإسلام دينُ محبة وتربية للنفس البشرية، وقد شرّع الكثيرَ لحماية الأسرة وتماسكها وكيف تكون الطاعة للوالدين والإحسان إليهم والعطف على الأبناء وتربيتهم والحفاظ عليهم في أوساط بيئة تحفظهم من كُـلّ الاختراقات، بينما ما نراه في الغرب باختصار لا يوجد شيء اسمه أسرة والكل يعيش بمفرده بعيد عن جو الأسرة وتكتظ دور العجزة بالمسنين نتيجة بعد الأبناء عنهم.
كلمة أخيرة؟
– بمناسبة اليوم العالمي للمرأة المسلمة ميلاد الزهراء -عليها السلام-، أبارك لكل نساء العالم المؤمنات وأخص نساء وأُمهات وبنات الشهداء العظيمات في اليمن وفي دول محور المقاومة وأقول لهن: أنتن فواطم العصر في صبركن وثباتكن وتضحياتكن.
*نقلا عن صحيفة المسيرة.