المعسكر الأمريكي ما بعد الزلزال: شيطنة الدولة السورية وتلميع صورة الخوذ البيضاء
المعسكر الأمريكي ما بعد الزلزال: شيطنة الدولة السورية وتلميع صورة الخوذ البيضاء
منذ وقوع كارثة الزلزال، يعمد المعسكر الأمريكي والدول الغربية والعربية التابعة له، من خلال تصريحات وتصرفات مسؤوليه، ومن خلال الوسائل الإعلامية التابعة له، لتسييس ملف المساعدات الإنسانية في منطقة شمال سوريا، الخاضعة لسيطرة الميليشيات الإرهابية وفي مقدمتهم هيئة تحرير الشام (الاسم الحالي لجبهة النصرة)، وآخر جهودهم في هذا الإطار، كانت جلسة مجلس الأمن الدولي التي لم تُسفر عن أي قرار.
فبعدما أعلنت الدولة السورية خلال الاسبوع الماضي، استعدادها لإرسال مساعدات الى شمال سوريا المحتل من قبل المجموعات الإرهابية. رفضت هيئة تحرير الشام استقبال قوافل المساعدات، وصرّح مصدر من الهيئة لوكالة رويترز: “لن نسمح بمساعدات من المناطق التي يسيطر عليها النظام”، حاصراً قرار قبول المساعدات، بتلك التي تأتي من الجهة التركية فقط.
حملة ضخمة لشيطنة الحكومة السورية
ولم تقتصر جهود المعسكر المعادي للدولة السورية على موضوع المعابر فقط، بل واكبها حملة ضخمة لشيطنة الحكومة السورية، من خلال مؤسسات الاعلام الأمريكي الناطقة باللغة العربية فضلاً عن الجيوش الالكترونية القطرية والسعودية. حيث اتهمت هذه الوسائط حكومة دمشق بالبدء فوراً ببيع المساعدات التي وصلتها، وعجت وسائل التواصل بصور مركبة لمواد غذائية ووسائل تدفئة، ادعت الحسابات أنها معروضة للبيع على وسائل التواصل، وقد شارك في هذه الحملة كبار أركان قناة الجزيرة ومن يصفون أنفسهم بالمعارضة، وناشطون سعوديون وأردنيون وعراقيون وحتى فلسطينيين (أغلبيتهم من مناصري تنظيم الأخوان المسلمين).
كما تركز الجهات المعادية جهودها، نحو تشويه وشيطنة الرئيس السوري بشار الأسد، ولكافة الجهاز الإداري المعني بمعالجة الأضرار الناتجة عن الزلزال. وتعتمد كل وسائل الاحتيال وعمليات التضليل، لتثبيت هذه الشيطنة وهذا التشويه في أذهان الجمهور السوري والعربي.
وفي هذا المجال ثمة حملة متزامنة ولافتة، على الدول التي استجابت سريعاً لطلب الحكومة السورية بالإغاثة، كالجزائر وإيران والعراق، وذلك ببث الفتنة المذهبية تارة والجهوية أخرى، ونشر فبركات معظمها يصب في خانة الفتنة وتثبيط هذه الدول من خلال خلق رأي عام ضاغط في بلادها.
وهنا نذكر بعض التغريدات التي جاءت في هذا السياق:
_أنور مالك (ضابط جزائري سابق، وكاتب صحفي ورئيس “المرصد الدولي لتوثيق وملاحقة جرائم إيران”): ماذا تعني زيارة #بشار إلى بعثة #الجزائر؟ هي رسالة شكر واضحة ومفضوحة على ما حمله طيران #العسكر من مخازن ثكنات جزائرية بينها التابعة للدفاع الجوي ولن تتأخر هذه “المساعدة” في الظهور لما يعود النظام لاستهداف مدن سورية ولن يسلم جيش #تركيا وغيره.. الأيام بيننا سجال #واذكروا_كلامي_جيدا.
_فيصل القاسم (إعلامي في قناة الجزيرة): النظام السوري يبيع المساعدات القادمة الى ضحايا الزلزال في عموم المحافظات السورية بدل ان يوصلها للمنكوبين.
_سفيان السامرائي: إيران وعصاباتها ضمن محور كيان العدو الصفوي تستعد للتمدد في شمال سوريا وكوردستان السني تحركات مريبة في سنجار ومحيطها بالإضافة الى إستعدادا لتحركات للمليشيات الشيعيه نحو مدن الشمال السوري مع تركيا مستغلين إنهيار خطة إجتياح شمال العراق وسوريا من قبل تركيا بعد #زلزل_شرق_المتوسط.
_عمال إغاثة أردنيون وصلوا إلى حلب: الميليشيات الإيرانية تسيطر على المدينة وتعيق عملنا وتسرق المساعدات.
الترويج لمنظمة الخوذ البيضاء
وفي سياق متصل، من اللافت جهود هذا المعسكر الواضحة، نحو تلميع صورة منظمة الخوذ البيضاء، المشهورة بفبركاتها حول اتهام الدولة السورية بشن هجمات كيميائية في مناطق سيطرة المجموعات الإرهابية.
فقد أعلنت وزارة الخارجية والتنمية البريطانية خلال أسبوع واحد، عن تقديم المملكة المتحدة 3.8 مليون جنيه إسترليني، لمساعدة الخوذ البيضاء بعمليات البحث والإنقاذ، معللةً حصر التقديمات بهذه الجهة، بأن متطوعي الأخيرة “يؤدون دورًا حيويًا بإنقاذ الأرواح في سورية بأكثر الظروف صعوبة بعد وقوع الزلازل، وأن بريطانيا تفتخر بشراكتها الطويلة معهم”، معتبرة أن أولويتها هي “تقديم مساعدات منقذة للأرواح”، وبأن “متطوعو الخوذ البيضاء هم أفضل من يمكنهم تقديم تلك المساعدة في شمال غرب سورية”.
أما الإدارة الأمريكية، فقد أفاد بيان على موقع الرئاسة الامريكية وسم بعنوان “ورقة حقائق”، بأن مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) “سامانثا باور”، تحدثت مع رئيس “الخوذ البيضاء”، وأبلغته بأن وكالتها نشرت فريق الاستجابة للمساعدة في حالات الكوارث (DART) في منطقة الزلزال، والذي يضم مديري الطوارئ ذوي الخبرة، وعمال البناء، وفنيي المواد الخطرة، والمهندسين المرخصين وأطباء طب الطوارئ، واللوجستيين، والمسعفين، والمخططين، والمتخصصين في البحث والإنقاذ.
وهذا ما يشير الى اهتمام أمريكي واضح في الرهان على هذه المجموعة مستقبلاً، خاصةً مع انتشار دعوات كثيفة على وسائل التواصل، لترشيح الخوذ البيضاء لجائزة نوبل للسلام.