الشهيد القائد.. من الذين أنعم الله عليهم
الشهيد القائد.. من الذين أنعم الله عليهم
من سنن الله تعالى الثابتة والدائمة والمستمرة في كل زمان ومكان أنه يهدي من عباده المؤمنين ويصطفي منهم ويختار من يرى فيهم صدق الإيمان الوجداني النفسي والإخلاص في العبادة له وحده فتكون عبادتهم قائمة على الطاعة له ولرسوله ممن يهمهم امر الدين وأمر الناس فتكون أقوالهم منسجمة مع أعمالهم ويكون رضى الله هدفهم الوحيد وممن تكون مواقفهم الإيمانية العملية قائمة على الإحسان والبر والمسؤولية وممن هم على ارتباط وثيق ودائم بالله في كل تحركاتهم وأعمالهم يخشونه ويطمعون في رحمته ويستمدون منه الهداية ويستعينون به ويطلبون منه التوفيق والعون والسداد والرعاية، فكل همهم رضى الله وكل أهدافهم متجهة وفق ما أرشد الله إليه ممن هم على علاقة متينة وقوية بكتابه ووحيه فيتلونه حق تلاوته ويؤمنون به ويعملون وفق ما أمر الله به ووجه إليه في كتابه فيحصلون على الهدى وعلى التقوى وعلى الحكمة ويمنحهم الله النور ويمنحهم العلم فيتحركون في أوساط عباده على أساس هدى الله ومن أجل الله ولما فيه مصلحة الناس في الدنيا والآخرة ونفوسهم خالية من المقاصد الشخصية المادية والمعنوية وهم على استعداد كبير لبذل أرواحهم في سبيل الله وفي سبيل المستضعفين من الناس فيتدخل الله في بناء شخصياتهم إيمانيا ومعنويا ويجعل لهم مودة في نفوس الناس فينهضون بمسؤوليتهم على أرقى مستوى وتكون نتائج أعمالهم مثمرة ومباركة لأنها كلها مرتبطة بالله تعالى قائمة على الطاعة العملية فهم كما وصفهم الله تعالى في سورة النساء بقوله (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا).
الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي – رضوان الله ورحمته وسلامه عليه – ارتبط بالله تعالى ارتباط عبادة قائمة على التوحيد والإيمان والثقة وتحالف مع القرآن الكريم تحالف تلاوة وتدبر وإيمان وعمل والتزام وتطبيق وسلك الصراط المستقيم الذي أمر الله بالسير عليه في سورة الفاتحة واستمد من الله النور والعلم والهدى من خلال كتابه الذي يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام وعرف الله من خلال نعمه ووعده ووعيده وعرف سنن الله وقوانينه وسار على أساسها فكان من المحسنين وكان من الصادقين وكان من المتقين وكان من المخلصين وكان ممن يمسكون بالكتاب ويقيمون الصلاة ومما رزقهم الله ينفقون، فكان يعرض نفسه دائماً في محراب عبادته لله يعرضها لرحمة الله وهدايته وعلمه وحكمته ولطفه ويأخذ بالأسباب ويستعين بالله على كل شؤونه ويطلب منه وحده التوفيق والرضوان فكان إيمانه بالله إيمانا عملياً خالصا، إيمان خشية وحب وعبادة وتوحيد وأعمال ومواقف وجهاد واستشهاد ودعوة إلى الخير وامر بالمعروف ونهي عن المنكر وتواص بالحق والصبر فكان قوله مقروناً بعمله منسجماً تماماً مع ما تضمنه القرآن الكريم.
بقدر إيمانه الكبير جداً بالله تعالى كان أيضاً كافراً بالطاغوت بكل ما هو طاغوت كان كافراً بالشيطان الرجيم وكان كافراً بأمريكا وكان كافراً بإسرائيل كان كافراً بكل ما حذر الله منه ونهى عنه من فساد وظلم وباطل كانت تتجسد فيه آية قرآنية بهذا الخصوص هي قول الله تعالى ( فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم )، هكذا كان الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي مؤمناً بالله تعالى كافراً بالطاغوت مستمسكاً بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها وعلى أساس ذلك الإيمان الراسخ بالله وكتابه ومن منطلق ذلك الكفر المعلن الجهوري العملي بالطاغوت تحرك الشهيد القائد تحركاً إيمانياً عملياً فكرياً تربوياً توعوياً وصرخ بالموت لأمريكا وإسرائيل وجهر باللعنة على اليهود وجعل من القرآن منهجاً ومن نور هديه ثقافة شاملة كما أراد الله، وصنع أمة جهادية لا تخشى في الله لومة لائم وأسس مسيرة قرآنية ربطها بحبل الله رأساً ولم يربطها بشخصه، فذهب إلى ربه شهيداً وبقيت المسيرة تشق طريقها تواجه الطاغوت والاستكبار.
الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي – رحمة الله وسلامه ورضوانه عليه، كان يتحرك بحركة القرآن الكريم وفق ما نصت عليه السور والآيات القرآنية التي انزلها الله على رسوله هدى للناس أجمعين، فكان واسع الأفق وكان عالمي الرؤية والنظرة والاهتمام، فلم ينحصر أبداً اهتمامه أو نظرته أو توجهه في محيطه الشخصي، ولا في محيطه المذهبي، ولا محيطه الجغرافي، ولا محيطه العشائري، ولا بأي مقياس من المقاييس المحدودة والصغيرة؛ لأنه استنار بالقرآن الكريم، فكان فعلاً من الذين انعم الله عليهم بالهدى والوعي والبصيرة فنهض بمسؤوليته الإيمانية قولاً وعملاً على أرقى مستوى رغم الظروف الصعبة ورغم التحديات وبذل ما بوسعه في سبيل الله وفي سبيل النهوض بمسؤوليته الدينية تجاه أمته ودينه وتجاه كتاب الله وهديه وضحى بروحه ودمه في سبيل الله والمستضعفين فكان بحق وحقيقه شهيد القرآن الكريم.