الاصلاح في اختبار صعب
قدَّم الاصلاح نفسه كأفضلِ متعاونٍ مستقبلي مع الأطراف الاقليمية والدولية المتحكمة بالوضع في اليمن، في انتهازيةٍ عُرفَ بها هذا الحزب في أكثر من موقف.
غازل أميركا عدوة الشعوب وقال: مكنينا من الحكم ونحن سنثبت لكِ أننا أفضل من الرئيس صالح من حيث التعاون في كل المجالات بما فيها محاربة الارهاب.
طاوع السعودية في القضاء على الثورة والإبقاء على نظام صالح سعياً وراء المشاركة في السلطة فحال دون اكتمال مشوار الثورة بتدليسه وتضليله.
نافق القادة العسكريين وتحديدا “علي محسن” شريك اجرام النظام السابق، وحولهم من مجرمين إلى أبطال ثوريين نصراء للمستضعفين من الشعب.
وحين رضي عنه المتحكمون باللعبة في اليمن كان قد قطع على نفسه التزامات عديدة كلها تبرزه حزباً غاياته تبرر وسائل الوصول إليها وإن كانت تتنافى مع شرع الله، فتنازل عن حدِّ القصاص ومنحَ قتلةَ الشعب قانون الحصانة، وبادر إلى اقرار اجازة السبت استرضاءً لليهود الذي هو يوم عيدهم، وخذل الشعب الثائر بطعنة جرعة رفع أسعار المشتقات النفطية البنزين والديزل، وسمح لأميركا بقتل اليمنيين في المحافظات الجنوبية دون ان ينبس ببنت شفة، وسمح لأميركا والسعودية بانتهاك الأجواء اليمنية كل يوم، ورهن القرار الوطني بهما فأخذ يطبق املاءات المبادرة الخليجية، وكذب على الشعب والثوار فقال: نحن ثرنا لإسقاط صالح وليس النظام، واعتدى على شباب مسيرة الحياة القادمة من تعز متناغماً مع تصريحات السفير الأميركي بشأنها، أطلق ميليشياته للاعتداء على شباب الثورة في ساحات التغيير..
وحين كان شباب الصمود يُسيرون مظاهراتٍ تنطلق وتعود إلى ساحة التغيير بصنعاء منددةً بحرق جنود أميركيين للقرآن الكريم في أفغانستان، أو للمطالبة بطرد السفير الأميركي كان الإصلاحيون يصرخون في المتظاهرين هاتفين (وعلى عينك يا حوثي)..
كفَّرَ هذا الحزبُ الناشطين الثوريين الرافضين للمبادرة ولسطو الاصلاح على الثورة..
أليس هذا الحزب من دعا الشبابَ إلى غزو غرف نوم الرئيس لكنه كان يغزو خيم الثوار في ساحة التغيير؟
اليوم ـ وبعد أن مارس الاصلاح كلَ الأساليب الرخيصة في مواجهة الثوار ـ لم يخجل حتى من أن يقدم نفسَه أداةً بيدِ مشاريع الفتنة الدينية الطائفية والمذهبية، كسلاحٍ يهودي أميركي قد يقود إلى تناحر المسلمين فيما بينهم..
فمن أجل الوعد الذي قدمه لأميركا وهو (إخلاء الساحات) وجه الإصلاحُ الليلةَ نداءً إلى الشعب اليمني لجهاد الحوثيين في ساحة التغيير تحت مبررٍ رخيصٍ مختلقٍ كما هي عادته في الخصومة (فجور وفجور) على طريقة قنوات الفتنة الفضائية ذات التمويل اليهودي السعودي..
فلماذا هذا كله؟
ولماذا يبيع الإصلاح الوطنَ والدينَ بثمنٍ بخس؟ ألم يتعظ من تجربة شريكه المؤتمر في الارتهان لأميركا؟
بقدر ما أشعر بالخطرِ على وطني من انزلاق حزب الإصلاح إلى هذا المستنقع إلا أن ثقة كبيرةً لدي أن الأمور ستجري على نحو مغاير مصداقا لقول الله تعالى (ولا يحيق المكرُ السيئُ إلا بأهله) أشعر أن كلَ مؤمنٍ سينتفض ليقوم بواجبه في ردِّ هذا الجنون الذي دافعه حب الدنيا والتهافت عليها.. والله حسبنا ونعم الوكيل..