لماذا الحوار والثورة قائمة !
يمني برس :
بقلم / علي السيد
[email protected]
تحرك الشعب اليمني في الثورة السلمية شأنه شأن أي بلد عربي إسلامي سعى صوب التغيير والانتفاضة ضد الأنظمة والطغاة والعملاء .. فانتهج الشعب اليمني خيار الثورة السلمية وخرج إلى الشوارع والى ساحات الاعتصام يهتف بصوت الحرية والخلاص من نظام ظالم وعميل حكم البلاد بالحديد والنار .. ومارس الظلم والتجبر والقمع على أبناء الشعب دون أن يراعي فيهم إلا ولا ذمه بل أشعل الحروب في الشمال والجنوب وأضرم الفتن بين أوساط المجتمع اليمني ودأب على السرق والنهب لثروات الشعب وجعل البلاد في مهب الريح ..
فعبد أن نجحت ثورتي تونس ومصر سارع الشعب اليمني إلى الولوج إلى الثورة الشعبية السلمية وتوحد أبناء الشعب اليمني على كلمة سواء وهتفوا بشعار الحرية “الشعب يريد إسقاط النظام “..هنا تحرك النظام اليمني الظالم في قمع الثورة واستخدام القوة والتجبر والتغطرس الذي مارسه طيلة ثلاثة وثلاثين عاما ..
فهو لم يتعظ بما جراء في تونس ومصر ولم يدرك أن أرادة الشعوب هي الأقوى وانه مهما حاول فأنه لن يحول دون نجاح الثورة الشعبية .. ولن يستطيع أن يكبح جماح هذه الثورة المباركة لان الشعب اليمني أصبح واعيا ويدرك ما يقوم به ويتحرك لأجله .. ففعلا اثبت الشعب اليمني انه قادر على التغيير حتى لو كلفه الأمر بأن يقدم تضحيات جسيمة وهذا ما حصل .. فمجزرة الكرامة وما جرى في ساحة تعز كانت كفيلة بأن تسقط النظام منذ أو وهلة للثورة الشعبية ..
فقدم الشعب اليمني تضحيات جسيمة وكبيرها وصمدوا صمود الرجال الأبطال وأعلنوها ثورة سلمية لن يثنينا عن مواصلة الثورة أي شيء حتى تتحقق كل مطالب الثورة وترحل العصابة المجرمة والمنظومة الفاسدة ويقدم القتلة إلى المحكمة .. لكي ينالوا جزائهم وما اقترفته أياديهم الإجرامية وبذلك ينتقل الشعب اليمني الى بناء دولتهم المدنية التي تسع الجميع دون وصاية خارجية أو انغماس في مستنقع العمالة والإجرام ..
في المقابل تحركت أمريكا والنظام السعودي للحيلولة دون نجاح الثورة الشعبية التي أقضت مضاجعهم وأقلقتهم .. وهم بهذا التحرك يريدون أن يحافظوا على عملائهم وان لا يأتي تغيير حقيقي في النظام اليمني الفاسد والعميل فأوحوا إلى بعض القيادات العسكرية والقبلية والسياسية أن تأيد الثورة الشعبية وبذلك ينشق النظام إلى نصفين ومن ثم يبدؤن المؤامرات على الثورة .. فتارة يقحموها إلى صراع مسلح كما حصل في الحصبة وتعز وأرحب ونهم وتارة أخرى يقطعون الكهرباء والغاز وترتفع المواد الغذائية لكي يعاقبوا الشعب ويثنوه مما خرج له وطالب به ..
فرأينا بعد ذلك المد والجزر بين شقي النظام فحولوا الثورة الشعبية إلى أزمة وفي نفس الوقت كان التدخل الخارجي بارزا وسيد الموقف .. فكلا الطرفين لا يتحركان حتى يستأذنا سفير أمريكا يهودي الأصل وكأن هذا السفير الحاكم الفعلي للبلاد وكذلك نشاط الاستخبارات الأمريكية في اليمن بشكل كبير وملفت للنظر وانتهاك للسيادة اليمنية .. حيث نرى طائرات بلا طيار تجوب سماء المدن اليمنية وتقتل اليمنيون بذريعة مطاردة ما يسمى القاعدة المؤدلج أمريكا ..
وفي خضم هذه المؤامرات التي استهدفت الشعب اليمني وثورته الشعبية المباركة رأينا التحرك الأمريكي الحثيث لأنها جذوة هذه الثورة بأي شكل من الأشكال فتوصلوا إلى مبادرة صيغت للمحافظة على النظام ليس إلاّ ..
ومن ثم توجه شقي النظام إلى الرياض وتم التوقيع على عليها وأعلنوا بعد ذلك تشكيل حكومة وفاق وطني التي هي في الأصل حكومة وفاق شقي النظام الذي خرج الشعب اليمني في الانتفاضة عليه والمطالبة برحيله ورحيل كل المنظومة الفاسدة والعميلة وتقديم المجرمين والقتلة إلى محكمة الشعب .. ومن ثم يقرر الشعب مصيرهم وتقدم ملفات فسادهم وإجرامهم لكي ينالوا جزاء ما اقترفوه طيلة 33عاما من الفساد والإجرام والقتل لأبناء الشعب في الشمال والجنوب ..
هنا نتسأل هل أتت المبادرة في ظل تصعيد ثوري شعبي ام أتت للمحافظة على النظام الظالم والعميل ؟!
وهل لبت هذه المبادرة مطالب الشعب اليمني وطموحاته التي خرج من اجلها ؟
فعندما يتحدث النظام الذي هو – هو لم يتغير ويخاطب الشعب بأن يشرعوا إلى الحوار الوطني الذي دعاء له فكيف ثورة قائمة على نظام ظالم وعميل وهو يدعوهم للحوار وهل هذا الحوار يفضي إلى تغيير جذري للمنظومة الفاسدة والعميلة التي ثار الشعب عليها وطالب برحيلها ؟؟
أم أن هذا الحوار يشرف عليه ويتزعمه ممن قتلوا الشعب اليمني وظلموه طيلة عقودا من الزمن أمثال اللواء علي محسن الأحمر وغيرهم من الفاسدين والمجرمين والقتلة ؟
ألا يستحي هؤلاء مما يقومون به فهم بذلك يتجاهلون الشعب اليمني ويستهزؤن به ويأمرون عليه لكن ..هنا نريد أن نذكرهم بأن الشعب اليمني أصبح يعي ما تقومون به ويعرف تأمركم عليه وعلى ثورته فقد جربكم 33عاما ولن يجدي ما تعملوه حتى لو معكم أمريكا والنظام السعودي .. فالشعب اليمني متوكل على الله وسيتمر في ثورته حتى يأذن الله بنصره لان الله يقف مع المظلومين فيكفينا كشعب مسلم أن يكون الله معنا فهو القوي العزيز ..
أخيرا نذكر كل الثوار من أبناء شعبنا اليمني انه لا بد من الحذر من كل المؤامرات والعوائق والأشواك التي تزرعها أمريكا ودول الاستكبار العالمي أمام الثورة الشعبية للحيلولة دون نجاح هذه الثورة وان نستمر في الثورة حتى يرحل كل الظالمين والطغاة والمجرمين والقتلة ..
وكذلك على العملاء والمجرمين أن يدركوا أنهم راحلين لا محالة حتى ولو وقفت معهم أمريكا وسعت للمحافظة عليهم فأن أمر الله لا يقف أمامه أي قوة في العالم .. فقد ولى زمن الذلة والهون والضعف وان هذا الزمن هو زمن المستضعفين الذين وعدهم الله بأن يرثوا الأرض ومن عليها ويقيمون القسط والعدل في هذه الأرض وهذه سنة إلهية ..