لماذا يختلف العالم الإسلامي في تحديد موعد بداية شهر رمضان المبارك؟
لماذا يختلف العالم الإسلامي في تحديد موعد بداية شهر رمضان المبارك؟
تحديد بداية شهر رمضان ونهايته
يبدأ الشهر القمري في التقويم الإسلامي مع ظهور القمر الجديد (الهلال)، مما يعني أن شهر رمضان يبدأ وينتهي مع ظهور هلال بداية الشهر، ويمكن القول إن تعيين موعد بداية شهر رمضان وموعد انتهائه يعتبر واحداً من الخلافات الدائمة بين دول العالم الإسلامي، ومردُّ ذلك إلى اختلاف الطرق التي تتبعها الدول في تحديد رؤية الهلال، ويخضع أيضاً لطرق تأويل النص الشرعي، وبعض الدول تعتمد في تحديد بداية الصوم ونهايته على دول أخرى تمثل مرجعية دينية لها.
طُرق تحري هلال شهر رمضان
تختلف طرق رؤية هلال رمضان من بلد إلى آخر، حيث تعتمد دول عربية وإسلامية على الرؤية بالمنظار، فيما تلجأ دول أخرى إلى الحسابات الفلكية، وهناك من يعتمد على الرؤية بالعين المجردة.
وتكون طريقة تحري الهلال على 3 مراحل؛ وهي:
- المرحلة الأولى: ولادة الهلال، وتكون قبل غروب الشمس، والمقصود بها انتهاء دورته الشهرية حول الأرض وبدء دورة جديدة، وقد تولّد الهلال هذا العام صباح يوم الجمعة عند الساعة 9:30 بتوقيت مكة المكرمة.
- المرحلة الثانية: تقوم على أن يبقى الهلال موجوداً فوق الأفق الغربي بعد غروب الشمس.
- المرحلة الثالثة: أن يمكث الهلال في السماء بعد غروب الشمس زمناً لا يقل عن نصف ساعة.
وتتم مراقبة الهلال في أول الشهر وليس في آخره، ولا يمكن رؤية الهلال بالعين المجردة إن لم يكن قد مضى على ولادته 15 ساعة و12 دقيقة لمشاهدته بالتلسكوب.
ولرؤية الهلال بشكل واضح يجب المراقبة من أماكن مرتفعة بعيداً عما يحجب الرؤية من جبال وتلال ومبانٍ عالية، أو عوامل طبيعية، مثل السُحب والرطوبة والغبار، والتي تؤثر على امكانية رؤية الهلال بشكل صحيح.
سبب اختلاف بداية شهر رمضان بين دول العالم الإسلامي
يتفق معظم الفقهاء المسلمين فيما بينهم على أن رؤية الهلال العينية ضرورية، خاصة أن كلمة “رؤية” مذكورة باللفظ في حديث نبوي يستند إليه كثيرون ممن يرون بوجوب أن تكون الرؤية بالعين المجردة، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوما).
وتعتمد معظم الدول الإسلامية في تحري الهلال على لجان مكونة من فقهاء وعلماء فلك ومواطنين عاديين، حيث يقوم هؤلاء باستطلاع الهلال يوم الـ29 من شعبان في كل مكان ممكن، عملاً بمبدأ الرؤية المكانية، ونظرًا لأن القمر الجديد (الهلال) لا يُرى بسهولة في سماء الليل، فقد اصبحت التقنيات المساعدة (المراصد) تستخدم للتأكد من رؤية الهلال، بينما تتمسك دول بضرورة الرؤية المجردة للهلال، ومن بينها سلطنة عُمان.
لكن طريقة التحري لا تكون سهلة دائما بسبب وجود ما يحجب الرؤية مثل السُحب، وقد يكون هناك صعوبة في ايجاد القمر في بعض المواقع، وهذا أدى إلى اختلاف في موعد بدء شهر رمضان بين دولة وأخرى.
اليوم ، لدينا حسابات علمية دقيقة تخبرنا بالضبط متى يبدأ القمر الجديد، في الواقع ، كانت الحاجة إلى تحديد الموعد الدقيق لظهور الهلال أحد دوافع العلماء المسلمين قديما لدراسة علم الفلك.
إلا أن بعض العلماء المسلمين يعتقدون أنه لا يزال يتعين علينا الانتظار حتى ظهور الهلال في سماء الليل ورؤيته بالعين المجردة، وعدم الاكتفاء بالحسابات الفلكية، لذلك تبقى عملية تحري هلال شهر رمضان إحدى السمات التي تميز شهر رمضان في كل عام.