نص خطاب قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي في الذكرى الثامنة لليوم الوطني للصمود 1444هـ -2023م
نص خطاب قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي في الذكرى الثامنة لليوم الوطني للصمود 1444هـ -2023م
أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ المُبين، وَأشهَدُ أنَّ سَيِّدَنا مُحَمَّدًا عَبدُهُ ورَسُوْلُهُ خَاتَمُ النَّبِيِّين،
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وارضَ اللَّهُمَّ بِرِضَاكَ عَنْ أَصْحَابِهِ الْأَخْيَارِ المُنتَجَبين، وَعَنْ سَائِرِ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وَالمُجَاهِدِين.
أَيُّهَــــا الإِخْــــوَةُ وَالأَخَوَات: السَّــلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَــةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُــه؛؛؛
كلمتنا اليوم بمناسبة يوم الصمود الوطني، والذي تزامن هذا العام مع شهر رمضان المبارك وأيامه المباركة، وكل أيام شعبنا صمود، منذ بداية العدوان، وإلى اليوم، يترجم شعبنا في صبره، وفي تماسكه، وفي ثباته، وفي جهاده، وفي مرابطته في الجبهات، يترجم صموده، ويجلي صموده بشكل واقعي وعملي.
هذه المناسبة هي مناسبةٌ سنويةٌ مهمةٌ؛ لإبراز نقاط مهمة، تتعلق بالعدوان على شعبنا، وتتعلق أيضًا بصمود شعبنا بشكل عظيم، نتيجةً لاعتماده على الله “سُبحَانَهُ وَتَعَالَى”، وبإيمانه، ووعيه، وتمسكه بقضيته العادلة.
أول ما نبدأ به في هذه المناسبة: هو التوجه إلى الله “سُبحَانَهُ وَتَعَالَى” بالشكر، على معونته، ونصره، وتأييده، وجميل وعظيم رعايته الواسعة والشاملة لشعبنا العزيز، فشعبنا الذي اعتمد على الله، ووثق بالله، وتوكل على الله “سُبحَانَهُ وَتَعَالَى”، واتخذ قراره بالتصدي للعدوان، بالاستناد- بالدرجة الأولى- على هذا الإيمان، بالتوكل على الله “سُبحَانَهُ وَتَعَالَى” والثقة به، لمس كل هذه السنوات الرعاية العجيبة من الله، والتأييد، والمعونة، والألطاف العجيبة، فنحن نشكر الله “سُبحَانَهُ وَتَعَالَى”، الذي أعاننا، ووفقنا، وسددنا، وثبتنا، وأيدنا، والذي له الفضل أولًا وأخيرًا في صمود شعبنا.
ثم نؤكد على النقطة المهمة: وهي قيمة وأهمية هذا التوكل على الله “سُبحَانَهُ وَتَعَالَى”، الذي لمسنا فيه- حقيقةً- قول الله تعالى: {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ}[الطلاق: الآية3]، في مقابل ما عاناه شعبنا من تخاذل محيطه العربي والإسلامي، الكثير منهم وقف مؤيدًا للعدوان، والقلة القليلة منهم سكتت، وتخاذلت، لكن عشنا قول الله “سُبحَانَهُ وَتَعَالَى”: {وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا}[النساء: من الآية45]، وباستثناء الأحرار من أبناء الأمة، الذين كان لهم موقف واضح لمساندة شعبنا العزيز، فالكثير كما هو حالهم مع بقية قضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، كانوا متخاذلين، ومتفرجين، وساكتين، بالرغم من حجم العدوان، وبالرغم من وضوح المظلومية لشعبنا العزيز.
في هذه المناسبة عادةً ما نركِّز- بدايةً- على إيضاح موقف شعبنا- لترسيخه وللتأكيد عليه– موقفه الحق، والمشروع، والواجب، بكل الاعتبارات: الدينية، والوطنية، والإنسانية، والأخلاقية، في الصمود في مواجهة العدوان الظالم الإجرامي الوحشي، الذي شنه تحالف العدوان الأمريكي السعودي على بلدنا وشعبنا، والتصدي له كمسؤولية وأولوية فوق كل الأولويات، كان من توفيق الله “سُبحَانَهُ وَتَعَالَى” لشعبنا: أن يتبنى هذا الموقف، تجاه العدوان، موقف الصمود، والمواجهة، والتصدي، بكل ثبات، بكل استبسال، بكل تفانٍ، بكل جدية، وهذه مسؤوليةٌ- كما قلنا- إيمانية، دينية، وطنية، أخلاقية، إنسانية، ولذلك فهو الموقف الصحيح، الموقف الحق، الموقف المشروع، الذي كان على شعبنا أن يتبناه، وتبناه.
حرب تحالف العدوان على شعبنا وبلدنا: هي عدوانٌ ظالم، بكل ما تعنيه الكلمة، ولا مبرر له، ولا مشروعية له، وممارساته إجرامية، منذ اللحظة الأولى، التي بدأ بها عدوانه على بلدنا، أمَّا أهدافه فهي:
احتلال بلدنا.
والسيطرة التامة على شعبنا.
والمصادرة لحريتنا واستقلالنا.
يعني: الاستعباد لنا.
الممارسات اليومية لتحالف العدوان في كل السنوات الثمان، التي مضت، لم تخرج عن ذلك الإطار: ظلم، احتلال، عدوان، وجرائم بشكلٍ يومي، كل يوم ارتكاب جرائم متنوعة؛ ولذلك فلا يمكن أبدًا تبرير وشرعنة ذلك العدوان، مهما شهد له شهود الزور، الذين يحاولون أن يشرعنوه، أو استخدموا له مصطلحات معينة، ومسميات معينة، فمهما كانت تلك المصطلحات، والعناوين، والأسماء، فهي لا تشرعن تلك الجرائم الوحشية الرهيبة الفظيعة، التي يندى لها جبين الإنسانية، وهي لا تشرعن تلك الأهداف غير المشروعة، أهداف الاحتلال لبلدنا: السيطرة على شعبنا، والمصادرة لحريتنا، واستقلالنا، والانتهاك لكرامتنا، هذه أمور لا تشرعنها مصطلحات، ولا يشرعنها شهود الزور، والأفَّاكون، والمبطلون، والدجالون، مهما قالوا، مهما فعلوا.
الطريقة الأمريكية والإسرائيلية في الاستباحة للشعوب: هي الطابع لهذا العدوان؛ لأنه بإشراف أمريكي، هو في الأساس عدوانٌ أمريكي، شنته أمريكا عبر عملائها الإقليميين، الذين اعتمدت عليهم؛ لتفادي الخسائر في تنفيذ هذا العدوان، ويضاف إلى الدور الأمريكي الأساسي: الدور البريطاني، والدور الإسرائيلي المساهم؛ أمَّا الدور الأساس فهو الدور الأمريكي، الدور البريطاني، الدور الإسرائيلي المساهم، في التحريض، في الدفع، في التخطيط، في أشكال متنوعة من المساهمة في هذا العدوان.
فيما يتعلق بشعبنا العزيز، فهو الذي يمتلك الشرعية الحقة في موقفه، موقفه في التصدي للعدوان، والمواجهة للمعتدين، هو الموقف المشروع حقًا، ويمتلك الشرعية القرآنية، شرعية القرآن، شرعية الحق في التصدي للعدوان، موقف شعبنا المظلوم، المعتدى عليه، يستند إلى آيات الله، إلى كتاب الله، إلى الإذن الإلهي، الله “سُبحَانَهُ وَتَعَالَى” هو الذي قال لنا في القرآن الكريم: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}[الحج: الآية39]، هو القائل “سُبحَانَهُ وَتَعَالَى”: {وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ (41) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}[الشورى:41-42].
أمَّا تحالف العدوان الذي استند إلى الغطاء الأمريكي، على المستوى السياسي، والدبلوماسي، والإعلامي، وفي بعض المؤسسات الدولية، التي تتغاضى عن تحالف العدوان، وعن جرائمه، وعن أفعاله، وعن أهدافه، وعن مساعيه الباطلة، فلا قيمة لها، لا اعتبار لها، هي من جهةٍ تمارس الظلم، والاستباحة للشعوب، وتحتل البلدان، وترتكب أبشع الجرائم بحق الإنسانية، فموقف شعبنا هو موقفٌ مشروع، وعادل، وهو أيضًا جهادٌ مقدس بكل ما تعنيه الكلمة، ولذلك فهو الموقف المشرف، الموقف الذي نصمد عليه، ونثبت عليه؛ باعتباره مسؤولية، وباعتباره جهادًا في سبيل الله “سُبحَانَهُ وَتَعَالَى”.
أمَّا كل محاولات التشويه، والتشويش على هذا الموقف، فهي مفضوحة، ومنها: تصوير العدوان على بلدنا؛ وما يحصل معه، وكأنه مجرد مشاكل داخلية بين اليمنيين، وتوجيه الخطاب لهم من هنا أو هناك بأن يتفاهموا، بأن يتصالحوا، بأن يحلوا مشكلتهم الداخلية، محاولات مفضوحة، في مقابل الوضوح التام: أن هناك عدوان خارجي، معلنٌ من يومه الأول من جهاتٍ معروفة، ومن الخارج، هذا العدوان أُعلن عنه من واشنطن، قبل أن يتبناه أي طرف من الداخل اليمني، أُعلن من واشنطن، والإعلان سعودي من واشنطن، في خطوةٍ لا سابقة لها- ربما- في العالم بكله، أن تعلن دولة الحرب على دولةٍ أخرى من دولةٍ ثالثة، تذهب إلى واشنطن لتعلن الحرب على اليمن، هذه الخطوة هي كشفت، {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ}[يوسف: من الآية21]، كشفت طبيعة الدور الأمريكي، أنه الأساس في هذا العدوان على بلدنا.
ولذلك أُعلن العدوان من هناك (من أمريكا) باللغة الإنجليزية، أُعلن العدوان على بلدنا من أمريكا، بإشرافٍ أمريكي، والدور الأمريكي في العدوان على بلدنا- كدورٍ أساسيٍ- هو واضح، ومكشوف، في اعترافات لمسؤولين أمريكيين، وتصريحات، والتدخُّل واضح، السلاح الذي يُقتل به أبناء شعبنا معظمه سلاحٌ أمريكي، القنابل التي مزقت أشلاء أطفالنا، وقتلت أبناء شعبنا في مختلف المحافظات اليمنية، هي قنابل- معظمها- أمريكية، وشنتها مقاتلات وطائرات أمريكية، بتدريب أمريكي، بإشراف أمريكي، حتى تحديد الأهداف على الأرض من الجانب الأمريكي، الأدوار الأمريكية الواضحة والمكشوفة، هي فوق أن يمكن تغطيتها، أو إخفاؤها؛ إنما جرت عادة الأعداء أن يحاولوا إثارة التشويش، والتشويه للموقف الوطني، الذي هو يواجه عدوانًا أجنبيًا، بكل ما تعنيه الكلمة.
الأمريكي بعدوانه، عبر وكلائه، عبر عملائه- وليسوا حتى في مرتبة وكلاء- يسعى بوضوح من اليوم الأول إلى احتلال بلدنا، والسيطرة على جزره ومياهه، وموانئه، ومطاراته، ومنابع الثروة النفطية فيه، ومواقعه الاستراتيجية؛ لتكون قواعد عسكرية، هذا شيء واضح، من اليوم الأول، وما حدث في (سقطرى، وجزيرة ميون)، وما حصل في المهرة، وما حصل في حضرموت، يكشف بكل وضوح هذه الحقائق ويشهد لها.
أمَّا دور الخونة من أبناء البلد، فهو لا يختلف عن غيرهم من الخونة في أي بلدٍ يعاني من احتلالٍ وعدوانٍ خارجي، هو في إطار التجند في صف العدوان، ضد وطنهم، وضد شعبهم، والقتال في سبيل تمكين التحالف من احتلال البلد، ثم الحراسة لقواعده العسكرية ومقراته، وكذلك التبني للإجراءات الشنيعة، كالحصار للشعب، وكذلك تبني المساندة الإعلامية، والتبرير لجرائم الأعداء، مثلما حصل- سابقًا- في من وقفوا مع بريطانيا أيام احتلالها لأجزاء من البلد، أجزاء واسعة من البلد، فقاتلوا معها، وعملوا معها، وكانوا من ولاتها، وحشَّدوا لها، ودجنوا المجتمع لها، لا يختلف عن ذلك الدور بأي شيء.
فهذه الحقائق المتعلقة بموقف شعبنا العزيز، وأنه الموقف المشروع، والموقف الحق، والقضية العادلة والمسؤولية الإيمانية، والدينية، والإنسانية، والأخلاقية، والوطنية، وأنه بتوفيقٍ من الله “سُبحَانَهُ وَتَعَالَى”، وهو موقف في مواجهة عدوانٍ خارجيٍ، من قِبَل أعداء الأمة الاسلامية بكلها، الذين يستهدفون الأمة بكلها.
من النقاط الهامة، التي جرت العادة أن نركز عليها في هذه المناسبة: هي إبراز الجرائم الرهيبة والوحشية، التي ارتكبها تحالف العدوان بحق شعبنا:
وهي التي لِهَولِها، وفظاعتها، وكثرتها، وصلت إلى درجة استحال إنكارها، أو التغطية عليها، واضطر العالم بالاعتراف بفظاعتها، بالرغم مما قُدِّم من أموال هائلة جداً، للتغطية على تلك الجرائم والتبرير لها، لكن أصبح من المعروف في كل العالم أن تحالف العدوان ارتكب بحق شعبنا أفظع الجرائم، جرائم رهيبة جداً جرائم هي شاهدة- بكل وضوح- على مظلومية شعبنا، وعلى ظلم وباطل تحالف العدوان، أنه الظالم، أنه المعتدي، أنه المجرم، وأن شعبنا هو المظلوم، الذي يقف موقف الحق، في الدفاع عن نفسه، والدفاع عن أرضه، والدفاع عن كرامته، والدفاع عن حريته واستقلاله، والدفاع عن حقوقه المشروعة.
شملت جرائم تحالف العدوان بحق شعبنا: جرائم الإبادة الجماعية، والقتل الجماعي لشعبنا العزيز، والاستهداف المباشر بالقنابل، ووسائل الفتك والقتل والتدمير، للأحياء السكنية، والمنازل، والأسواق، والمناسبات الاجتماعية، والمدارس، والمساجد، والمستشفيات، والطرقات، في أغلب المحافظات اليمنية؛ بهدف قتل أكبر عددٍ من الناس، وتم نشر المشاهد المأساوية، التي وَثَّقت بالفيديو ما خلفته تلك الغارات، وتلك الاعتداءات، من شهداء، وجرحى، ومشاهد مؤلمة، تستثير العواطف الإنسانية لمن بقي فيه ذرةٌ من الشعور الإنساني، والوجدان الإنساني، والكرامة الإنسانية، وتستفز الضمائر الحية، وشملت جرائم القتل تلك الآلاف من الأطفال والنساء، ووُثِّقت، ونشرت، وشاهدها العالم، فبأيٍّ شيءٍ منها تكذِّبون؟! ولأيٍّ منها تبِّررون؟!
شملت جرائم التحالف: الحرب الاقتصادية:
بالحصار، والمؤامرات على شعبنا في معيشته، وحرمانه من ثروته الوطنية، والسعي لتجويعه.
وعرقلة وصول المواد الغذائية والطبية إلى المحافظات، إلَّا بعناءٍ شديد، وتكاليف كبيرة، وأسعار مرتفعة، يعجز الكثير من أبناء الشعب عن شرائها.
وكذلك التدمير للأسواق، والقاطرات، ووسائل النقل، التي تحمل البضائع.
والاستهداف للجسور، وطرق النقل، والمصانع، والموانئ، والمزارع، وللثروة الحيوانية، كمزارع الدجاج، وللأبقار، والأغنام، والماشية التي يمتلكها البدو، حتى في القفار، والاستهداف لتلك الماشية.
والسعي أيضًا إلى حرمان شعبنا من كل ثروته الوطنية، وتجفيف الإيرادات، وسرقة الثروة الوطنية، وحرمان الموظفين من المرتبات.
وكل هذه حقائق واضحة ومعروفة، والمشاهد لتلك الجرائم الفظيعة نُقلت، ووثقت بالفيديو، ونُشرت، وشاهدها العالم، فبأيٍّ منها تكذِّبون؟! ولأيٍّ منها تبرِّرون؟!
شملت جرائم تحالف العدوان: منع المواطنين من السفر والتنقل للعلاج، ولشؤون حياتهم، جوًّا وبرًّا، وتسبب ذلك في معاناة كبيرة، منها: الوفيات للآلاف من المرضى؛ نتيجة:
عجزهم عن السفر.
ومنعهم من السفر.
وعدم توفر المستلزمات الطبية في البلد.
وهذه حقائق واضحة، وثابتة، وموثقة بالفيديو، فبأيٍّ منها تكذِّبون؟! ولأيٍّ منها تبرِّرون؟!
شملت جرائم تحالف العدوان: الاستهداف للصحة، والتعليم:
قصفت ودمرت الكثير من المدارس، والبعض من الجامعات.
وقصفت ودمرت الكثير من المستشفيات والمراكز الصحية.
وعملت على تجفيف التمويل، عبر الاستهداف الاقتصادي للصحة والتعليم.
وهذه حقائق واضحة، ثابتة، موثقة بالفيديو، معروفة للجميع، ويعرف بها كل العالم، فبأيٍّ منها تكذِّبون؟! ولأيٍّ منها تبرِّرون؟!
شملت جرائم تحالف العدوان: الاستهداف لخدمات المياه، من خزانات التوزيع، والآبار… وغير ذلك، وهدفت إلى أن تصنع معاناة للأهالي، حتى في الحصول على الماء، حتى في شربة الماء، وحتى في الحصول على الماء لاحتياجاتهم الأساسية، وهذه حقائق واضحة، ثابتة، وموثقة بالفيديو، فبأيٍّ منها تكذِّبون؟! ولأيٍّ منها تبرِّرون؟!
شملت حالات الاستهداف من تحالف العدوان: لكل مظاهر الحياة، حتى مراكز إيواء المكفوفين، ومدارس الأطفال، ومدارس تعليم القرآن، وشملت الآثار، والمعالم الإسلامية، والمقابر، والمساجد (بيوت الله المقدسة)، ووثقت مشاهد الدمار، والمساجد مدمرة، والمصاحف مبعثرة وممزقة، فبأيٍّ منها تكذِّبون؟! ولأيِّ شيءٍ منها تبرِّرون؟!
هذه عناوين فقط، تحدث الإخوة المعنيون، في مختلف مؤسسات الدولة- هذه الأيام- عن إحصائياتها الكبيرة بالآلاف، الأرقام المهولة، فيما حصل في كل هذه العناوين، من تفاصيل كبيرة، ويعرفها شعبنا، الذي يعيشها واقعًا ومعاناةٍ ملموسة.
يوم الصمود هو أيضًا مناسبةٌ لإظهار صمود شعبنا، وتماسكه، وثباته:
صمود شعبنا العزيز في تمسكه بموقفة في التصدي للعدوان، وعدم استسلامه للأعداء، بالرغم من القتل، والدمار، والحصار، والهجمة الإعلامية، ونشاط الطابور الخامس، من المنافقين، والمرجفين، والمثبطين، والذين في قلوبهم مرض، إلَّا أن شعبنا العزيز صمم على التصدي للعدوان، وكان ذلك واضحًا في الرفد المستمر للجبهات، بقوافل الدعم والتحشيد، والنفير العام في أبرز المحطات، وفي أكبر المواجهات، وبالمظاهرات، والحضور في الساحات بشكلٍ كبيرٍ وواسع، وبالتصدي الحازم لإثارة الفتن من الداخل، كما في فتنة ديسمبر وغيرها.
كذلك الصمود في الجبهات، والاستبسال والتفاني، والمواقف البطولية للمجاهدين من أبناء الجيش وأبناء الشعب، التي انتشرت مشاهدها، ووصل صداها في كل أنحاء العالم، وأصبحت مضرِب المثل، وهذا يشمل مختلَف الجبهات في كل أرجاء الوطن.
أيضاً من مظاهر الصمود: المرابطة في كل الجبهات، مع طول الوقت، وطول أمد العدوان، والصبر مع الظروف الصعبة، صبر المرابطين، الذين يصبرون على مختلف الظروف والمتاعب، وهم يرابطون في كل الجبهات، في الصحاري، في الوديان، في الجبال، في المدن، في القرى، في السواحل، في مختلف جغرافيا الوطن، بالرغم مما يعانونه في كل شيء: نقص في التغذية، نقص في المعدات، في الإمكانات، في كل شيء، لكنهم يصبرون على كل شيء.
من مظاهر الصبر والصمود: هو صمود أسر الشهداء، الذين قدموا أروع الأمثلة في صبرهم، وفي رضاهم بما قدموه من تضحيات، رضاهم عن الله “سُبحَانَهُ وَتَعَالَى”، واعتزازهم بتلك التضحيات، وفي صبرهم على ما يعانونه ظروفٍ صعبة، ومعاناةٍ كبيرة، وفي ثباتهم، وتماسكهم، وقوة موقفهم، وكذلك صمود الجرحى، والأسرى، وأهاليهم، وكذلك أُسر المرابطين في الجبهات، وهم يصبرون على الظروف الصعبة، والمعاناة الكبيرة.
من مظاهر الصمود: هو التصنيع العسكري، وتطوير القدرات العسكرية، وفي المقدمة: القدرات الصاروخية، والعمل في ذلك في ظروفٍ صعبةٍ جدًا وإمكاناتٍ محدودةٍ للغاية.
من مظاهر الصمود: هو صمود الموظفين في أعمالهم الرسمية بدون رواتب، بالرغم من المعاناة الكبيرة وتفاني المخلصين منهم في خدمة شعبهم.
محصلة الصمود لشعبنا العزيز: هي فشل تحالف العدوان في تحقيق أهدافه من العدوان:
كان يسعى الى احتلال كل بلدنا، والسيطرة على كل شعبنا، وأن تكون سيطرته سيطرةً تامة، والَّا يواجه، لا مواجهة، ولا مقاومة، ولا جهاد، ولا أي شيء يعيقه عن تحقيق هدفه من ذلك، وأن يثَّبت وضعه بشكلٍ تامٍ في ذلك، ليتفرغ بعد ذلك في إنشاء القواعد العسكرية، ونهب الثروة الوطنية، والاستغلال لخيرات الوطن، وتعذيب أبناء الشعب، وهم في حالةٍ من الاستسلام والجمود، لكنه فشل في ذلك، وبقي العمق الاستراتيجي لهذا الوطن، بقي منطَلقًا لتحرير بقية البلاد والمناطق المحتلة.
مع الفشل الواضح، الذي أصبح معترَفًا به، ومعروفًا في كل العالم، يسعى الأعداء إلى خيارات وتكتيكات أخرى، بالنسبة للمنفذين الإقليميين، الذي هو السعودي والإماراتي، فقد بات من الواضح، أن الذي جنوه من تنفيذهم لهذا العدوان: هو الخسائر الكبيرة، وأنهم ورطوا أنفسهم في مأزقٍ كبير، بدون ضرورةٍ لذلك، ولا حاجةٍ لذلك، ولا استفادةٍ من ذلك، كل النتيجة هي الخسارة عليهم، وأن يدخلوا أنفسهم مشكلةٍ كبيرة هم في غنىً عنها، لا حاجة لهم بها؛ ولذلك يسعى الأمريكي بشكلٍ أساسي، ومعه البريطاني والإسرائيلي، في الدفع بالمنفذين الإقليميين إلى الاستمرار في العدوان، كما كان الدور في البداية: في الدفع بهم إلى شن هذا العدوان، العدوان الذي أُعِلن من أمريكا، وتتبناه أمريكا، وتشرف عليه أمريكا، الأمريكي يريد- اليوم- أن يستمر السعودي، الذي شعر بأنه خاسر في هذا العدوان، وأنه ليس بحاجةٍ إليه، وأنه لا يفيده، وأن عاقبته عليه عاقبة خطيرة، على أمنه، على اقتصاده، على استقراره، على كل شيءٍ فيه، ولكن الأمريكي لا مشكلة عنده، فيما سيكون لذلك من عواقب وتداعيات على عملائه، المهم عنده هو ما يجنيه من المصالح.
صمود شعبنا، واعتماده على الله، ينبغي أن يواصل أن نواصل الجهود جميعًا لاقتطاف ثمرة النصر، بعد أن اتضح فشل الأعداء، وبعد أن أصبحوا في مأزقٍ كبير، فالتحالف لا حل له إلَّا وقف العدوان، والحصار، وإنهاء الاحتلال، بعد الصبر لكل هذه السنوات الثمان، والتضحيات الكبيرة، والمعاناة الكبيرة، والتي كان نتيجتها: هي فشل الأعداء، ويقينهم بالفشل، وانكشاف خسارتهم، يبقى أن نواصل صمودنا، وثباتنا، وقد رأينا نتيجته الإيجابية، والكبيرة، والمهمة؛ أمَّا الأعداء فسبيلهم للخروج من مأزقهم: هو أن يوقفوا عدوانهم، أن يوقفوا حصارهم، أن ينهوا احتلالهم، لما قد احتلوه من بلدنا.
إذا كانت تكتيكات تحالف العدوان: هي الاستمرار في حالة الحصار، والحالة التي هي بين حالة الحرب والسلم، فهذا غير مقبول، الحصار بالنسبة لنا هو جزءٌ أساسيٌ من الحرب على بلدنا، ومن العدوان على شعبنا، الاستمرار في حرمان شعبنا من ثروته الوطنية، التي هي حقٌّ له، وملكٌ له، واستحقاقٌ له، وهو يعاني أشد المعاناة في واقعه المعيشي، جزءٌ من العدوان على شعبنا، السعي لإثارة الفتن الداخلية، والاستهداف لأمن البلد، جزءٌ من العدوان على بلدنا، فإذا كانت مساعي الأعداء هي أن يتحركوا بهذه الطريقة كخيارات التفافية، فعليهم أن يدركوا بأن ذلك لا يمكن أن نقبل به أبداً، هي حالة حرب، وسنواجهها كحالة حرب على شعبنا العزيز.
بعد كل هذا الفشل الواضح لتحالف العدوان، أتوجه بالنصيحة للسعودي والإماراتي، وأقول لهم: لا مبرر لكم في مواصلة تنفيذ العدوان لمصلحة الأمريكي، والبريطاني، والإسرائيلي، فاستمراركم يعني خسارتكم الحتمية، أوقفوا العدوان، وتعاملوا بجدية في الحوارات، وأنجزوا اتفاق الأسرى، وأنهوا الحصار، هذه استحقاقات لابدَّ منها، لابدَّ منها وإلَّا فانتم في مأزقٍ صنعتموه بأنفسكم لأنفسكم، وليس لمصلحتكم، طريق السلام هو بإنهاء العدوان والحصار، وإنهاء الاحتلال، وبإعادة الأعمار، وتعويض الأضرار، وإكمال عملية تبادل الأسرى، هذه محددات موضوعية وضرورية لتحقيق السلام العادل، لابدَّ منها؛ أمَّا شعبنا، فهو مظلوم، ومعتدى عليه بغير حق، وهو لم يقم بشن حربٍ على بلدٍ خارجي، لا من جيرانه ولا غيرهم، هو لا يشكل تهديداً لمحيطه العربي والإسلامي، هو يتبنى مواقفه تجاه قضايا الأمة، وفي مقدمتها فلسطين، من منطلقٍ مبدئيٍ وإيماني، كما يتبنى مبدأ الأخوّة الإسلامية مع بقية البلدان الإسلامية من نفس المنطلق، وهذه ثوابت لا يستطيع أحدٌ إرغامنا على التخلي عنها.
في ختام هذه الكلمة، نشكر كل الذين وقفوا، ويقفون مع شعبنا في محنته ومظلوميته:
وفي المقدمة الجمهورية الإسلامية في إيران، والتي وقفت (رسميًا، وشعبيًا) موقفًا متميزًا، وإنسانيًا، وأخلاقيًا، لمساندة شعبنا، في الوقت الذي كان موقف بقية الأنظمة العربية والإسلامية: إما مؤيد للعدوان، أو ساكت وخاذل لشعبنا، وهذا غير غريبٍ على الجمهورية الإسلامية، التي هي أكبر داعمٍ للشعب الفلسطيني، ولشعوب أمتنا المظلومة، في لبنان، وسوريا، والعراق، وغيرها.
كما نتوجه بالشكر لحزب الله في لبنان، وسماحة أمينه العام السيد حسن نصر الله، لموقفه الشجاع، والإنساني، والأخلاقي، والإيماني، في نُصرة شعبنا المظلوم.
ونشكر أحرار العراق، وكل الشعوب والأحرار، الذين تضامنوا مع بلدنا، من أبناء أمتنا الإسلامية، بكل أشكال المساندة، والتعاطف، والتضامن.
أدعو شعبنا العزيز للخروج عصر الغد- إن شاء الله تعالى- بحضورٍ جماهيريٍ واسع، في العاصمة صنعاء، ومختلف المحافظات، مُعلنًا لكل العالم عن تمسكه بقضيته العادلة، ومحذرًا لتحالف العدوان من الاستمرار في الحصار والعدوان والاحتلال، ومعلنًا عن تمسكه بحريته، واستقلاله، وكرامته، وأنه لا مساومة عليها لأحد، ومؤكداً ثقته بالله تعالى، وتوكله عليه، واعتماده على تأييده.
قادمون في العام التاسع بجيشٍ مؤمنٍ منظَّمٍ، اكتسب الخبرة الميدانية من تجربة ثمان سنوات، وتربى التربية الإيمانية، مجسدًا انتماءه الصادق ليمن الإيمان، بثباته، وتضحياته، ومرابطته، وصبره، وانتقاله من تكتيك الدفاع، إلى تكتيك الهجوم والعمليات الكبرى.
قادمون بترسانةٍ صاروخيةٍ فتاكةٍ، بعيدة المدى، دقيقة الإصابة، قوية التدمير، تطال كل منشآت الأعداء، التي يعتمدون عليها في تمويل عدوانهم، وقادرةً- بإذن الله- على تمزيق أنسجة الضرع الحلوب، الذي يُدِر لأمريكا، وبريطانيا، وقطع يد الحالب.
قادمون بالمسيرات المتنوعة، المتطورة، التي تعبر أجواء المعتدين متجاوزةً لكل دفاعاتهم، لتصل الى أهدافها بدقةٍ وقدرةٍ أكبر على التدمير.
قادمون بقدراتٍ بحرية، وبريةٍ بحرية متميزة، تطال كل هدفٍ في البحر الأحمر وخليج عدن، والبحر العربي، وكافة الجُزر، وبقوةٍ بحريةٍ مؤمنةٍ مستبسلة.
قادمون في العام التاسع بالتوكل على الله تعالى، والثقة به، وبوعي شعبنا ألعزيز، وتماسكه، وصبره، الإيماني، وبتماسك وضعه الداخلي، وتضافر الجهود، لقطف ثمرة الصمود: وهي الانتصار، وتحقيق الأهداف المشروعة، والاستحقاقات الأساسية لشعبنا وبلدنا في الحرب، في الحرية، والاستقلال، والعيش بكرامة.
خِتَامًا نَتَوَجَّهُ إِلَى اللهِ “سُبحَانَهُ وَتَعَالَى” في هَذَا الشَّهْرِ الكَرِيمِ، أنْ يَنصُرَ شَعبَنَا، وَأنْ يَرحَمَ شُهَدَائَنَا، وَأنْ يُفَرِّجَ عَن أَسْرَانَا، وَأَنْ يُوَفِّقَنَا لِمَا يَرضِيهِ عَنَّا.
وَالسَّــــلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَــــةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتـــُه؛؛؛