فوزي حوامدي.. الأرض بتتكلم حوثي
تكشفُ الحصيلة الرهيبة، لأكثر من سبعة أشهر من إعلان السعودية والدول والمنظمات المتحالفة معها، الحرب على اليمن مدى حالة الوحشية التي عليها النظام السعودي، بعد رفع شعار الشرعية وضرب التمدد الايراني، لتدحض حصيلة انجازاته كل الادعاءات، ويتضح أن المستهدف اليمن شعبا وبنية تحتية ودولة. راهن السعوديون في عدوانهم على اليمن، عن مرتزقة وعلى رئيس فار فاقد للشعبية، وحكومة مفسلة، اطاح بها الشعب في احتجاجات سلمية ورهانه الأكبر على كسر عزيمة وإرادة اليمنيين عامة، والحوثيين خاصة من خلال العمل على خلق انشقاقات في الصف الوطني، فانصدم بواقع يقول له الأرض في اليمن بتتكلم حوثي، زيدي وشافعي سني وشيعي وطني وإسلامي والمخلص من الإخوان، كلهم على قلب رجل واحد ضد العدوان ويرفضون الاستسلام حتى لو كلفهم حياتهم وحياة ابنائهم وأسرهم وممتلكاتهم. ورغم محاولات البعض التغريد خارج السرب، في مناسبة أَوْ في أخرى من خلال انتقاد الحوثيين في إدارتهم للازمة، إلا أنهم وجدوا أنفسهم مثل الأطرش في الزفة، قافلة الصمود تسير ولا يهمها نويح الكلاب الانهزامية والأكثر من ذلك ان الانشقاقات كانت عكسية، وفي حزب الاصلاح المؤيد بقيادته للعدوان من خلال استقالات على الهواء ورفضهم بيع الضمير الوطني مقابل حفنة دولارات. العدوان على اليمن، اثبت أن داعش والقاعدة والسعودية وامريكا واسرائيل وغيرها من الدول المشاركة فيه، بالقصف الجوي أَوْ التخطيط أَوْ دعم السلاح، كلها وجوه لعملة واحدة، وبيادق يلعب بها العدو الأول للأمة ممثلا في الامبريالية العالمية بقيادة الولايات المتحدة واسرائيل كيف ما شاء للهيمنة على المنطقة العربية، وان اختلفت الشعارات وتمهيد لخرائط جديدة تستهدف المنطقة العربية، بما فيها الدول المشاركة في العدوان بعلمها أَوْ بدونه، لان القائمين عليها لايهمهم الجغرافيا بقدر ما يعنيهم الحفاظ على عروشهم، بعد ان كثرة فضائحهم في العالم من تجارة المخدرات كما حدث في لبنان والى الاغتصاب في واشنطن والشذوذ في بريطانيا وووو. ولا يمكن ان يمر تصريح مدير الاستخبارات الفرنسية في محاضرته بواشنطن قبل أيام، وهو السفير الذي كان ببلد عربي والمتعلقة بإعادة ترتيب الحدود العربية، مرورا الكرام أَوْ تكون مجرد كلام بل تمهيد للوصول لمرحلة التنفيذ والتقسيم، خاصة ونحن على بعد أيام قليلة من ذكرى سايكس بيكو الاولى يوم 15 نوفمبر، بعد ان تكفلت بالأمر نيابة عنهم داعش في سوريا والعراق والإخوان في ليبيا والسعودية في اليمن. لكن تماسك اليمنيين على قلب رجل، واحد بفضل قيادتهم الرشيدة ومنهجيتها والاخلاق العالية التي أبداها الحوثيون في التعامل مع بقية المكونات السياسية، التي بقيت في صنعاء جعلت الأرض اليمنية ككل تتكلم حوثي في وجه العدوان، وكل العرب ينظرون الى نتيجة الحرب في اليمن لأنها تنهي المخطط وتجهض ما يدبره الغرب للمنطقة، وتدخل البلاد العربية في فوضى داخلية عارمة، ويعمل الغرب على تشكيل اقاليم بالمناطق النفطية للاستفادة من خيراتها، ويزود الشعوب بالسلاح لتصفية بعضه البعض. لا أكون مبالغا إن قلت إن أمل العرب في إنقاذ وطنهم من المزيد من القسيم في يد اليمنيين، الآن أكثر من غيرهم خاصة ان الغرب فشل في سوريا بعد تدخل الدب الروسي، ومازال يصارع في ليبيا ولكن كل قواه خصصها لليمن بمشاركة 15 دولة ومنظمتين ارهابيتين كبيرتين عالميتين. وأثبت الحوثي على مدار 8 أشهر من العدوان على انه مدرسة في الأخلاق، ولم يسجل حوادث انتقامات من اسر بعض ممن فروا للرياض من قيادات الحكومة السابقة، أَوْ قيادات الإصلاح ويعيشون معززين مكرمين بين اليمنيين في صنعاء وهو ما يزيد من رصيده النضالي ويجمع حوله اليمنيين بكل أطيافهم، مما يشكل أهم ركيزة في التصدي للعدوان وهو التلاحم والتضامن والتآزر والوحدة الداخلية التي فشل حتى الآن العدوان في اختراقها باعتراف قياداته رغم أبواق إعلامه المأجور التي تدعي خلاف ذلك في مداخلاتهم التي أضحت كئيبة حزينة ومثيرة للشفقة.
كاتب جزائري