(نص) المحاضرة الرمضانية السابعة والعشرون للسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي
(نص) المحاضرة الرمضانية السابعة والعشرون للسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي
المحاضرة الرمضانية السابعة والعشرون (تزكية النفس) – السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي 29-09-1444 هـ 20-04-2023 م
أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ المُبين، وَأشهَدُ أنَّ سَيِّدَنا مُحَمَّدًا عَبدُهُ ورَسُوْلُهُ خَاتَمُ النَّبِيِّين.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وارضَ اللَّهُمَّ بِرِضَاكَ عَنْ أَصْحَابِهِ الْأَخْيَارِ المُنتَجَبين، وَعَنْ سَائِرِ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وَالمُجَاهِدِين.
الَّلهُمَّ اهْدِنَا، وَتَقَبَّل مِنَّا، إنَّكَ أنتَ السَّمِيعُ العَلِيم، وَتُبْ عَليَنَا، إنَّكَ أنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمْ.
أَيُّهَــــا الإِخْــــوَةُ وَالأَخَوَات: السَّــلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَــةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُــه؛؛؛
في بداية هذه المحاضرة، نتحدث أولًا بشأن حادثة التدافع، التي حصلت في الليلة الماضية، ونتج عنها وفاة ثمانية وسبعين شخصًا، وجَرحُ ثلاثةٍ وسبعين شخصًا آخرين، حسب الإحصائيات:
أولًا: نتوجَّه إلى أسر الضحايا، وإلى شعبنا العزيز، بخالص العزاء والمواساة، وإنا لله وإنا إليه راجعون، ونسأل الله أن يعصم قلوب أسر الضحايا بالصبر والسلوان، ونسأله أن يشفي الجرحى، وأن يرحم أولئك الضحايا، الذين توفوا في هذه الحادثة.
هذه الحادثة مؤسفة جدًا، ومؤلمة، وكلنا حَزِنَّا كثيرًا، منذ البلاغ بوقوعها، وهناك عناية من الجهات الرسمية، بدءًا بالتحقيق في هذه الحادثة، والاهتمام بمواساة أسر الضحايا، ومتابعة التفاصيل المتعلقة بهذه الحادثة المؤسفة والمحزنة.
هذه الحادثة هي- في المقدمة- تلفت نظر الجميع، إلى معاناة شعبنا، المعاناة الكبيرة، التي فاقم منها العدوان، على مدى ثماني سنوات، شعبنا كان يعاني ما قبل العدوان، وأتى العدوان واستمر لثمان سنوات، وفاقم من معاناة شعبنا جدًا على المستوى الاقتصادي، نتيجةً للحرب الاقتصادية، والحصار من جهة، وحرمان شعبنا العزيز من ثروته الوطنية، ونهبها، والاستئثار بها، مع المعاناة الكبيرة التي يعانيها شعبنا العزيز.
وهي تلفت نظرنا جميعًا، إلى مسؤوليتنا كشعبٍ يمني، وكجهات رسمية وشعبية، المسؤولية الأخلاقية، والإنسانية، والدينية، والوطنية، في السعي للتصدي لأولئك الظالمين، الطغاة، الناهبين لثروة شعبنا، المحاربين له، في حياته المعيشية، وفي واقعه بشكلٍ عام، حرب شاملة على شعبنا العزيز، حرب بالحصار، حرب بالمؤامرات في الجانب الاقتصادي، حرب بالحرمان من الثروة الوطنية، حرب بكل أشكال الاستهداف لشعبنا العزيز.
فمن المسؤوليات الأساسية، التي ينبغي أن نتحرك فيها جميعًا، وأن نتعاون عليها جميعًا، وأن نسهم فيها جميعًا: السعي لاستعادة حقوق شعبنا، الحقوق المشروعة، الحقوق التي هي من حق شعبنا العزيز، باعتراف كل دول الأرض، كل الناس، كل المجتمعات، حتى في القانون الدولي، شعبنا مظلوم مظلوميةً واضحة، ويعاني معاناة كبيرة.
من المهم أيضًا في الأنشطة، والتبرعات الخيرية، والأعمال الخيرية، التي يقوم بها البعض من التجار، أو البعض من الجهات الشعبية، إذا كانت أنشطة واسعة، يحضر فيها أعداد كبيرة من الناس، فمن المهم التنسيق مع الجهات الرسمية ذات العلاقة، مثلما هو الحال بالنسبة للأجهزة الأمنية، من المهم التنسيق مع الأجهزة الأمنية، والتنسيق مع الجهات الرسمية، ذات الاهتمام بالجوانب الخيرية، والمجالات الخيرية، التي لها نشاط منظَّم، وتساهم في أي نشاط آخر، في تنظيمه، في مستوى الأداء فيه، أن يكون بالشكل المطلوب، مثلما هو حال هيئة الزكاة.
هيئة الزكاة تقوم بأنشطة واسعة جدًا، وكبيرة، وضخمة، وَتُقَدِّم المساعدات لمئات الآلاف من أبناء شعبنا العزيز، وبالطرق الصحيحة، وآليات العمل الناجحة، التي تراعي فيها التكريم للفقراء، وأيضًا الحفاظ على حياتهم، والطرق الصحيحة في إيصال ما يتم إيصاله إليهم.
التنسيق مع هيئة الزكاة، من كبار التجار، في الأعمال الواسعة، الأنشطة الخيرية الكبيرة، مسألة مهمة؛ لأنها جهة معنية، وذات تجربة كبيرة، وذات خبرة جيدة، في أداء مهامها الخيرية والإغاثية، والاهتمام بالفقراء، بالطرق الصحيحة، هذا شيءٌ مهم؛ لتفادي مثل ما حصل البارحة، لا يتكرر في المستقبل في حوادث مشابهة، نتيجةً للعمل العشوائي، الذي لا يعتمد على تنظيم وترتيب بشكل صحيح، وما حصل البارحة هو يخضع حاليًا للتحقيق من الجهات ذات العلاقة، الجهات الرسمية هي مهتمة بالموضوع، منذ لحظة البلاغ عن الحادثة، منذ تلك اللحظة، هناك اهتمام بالتحقيق، بالإسعاف، بالمواساة، بغير ذلك من الاهتمامات: بعلاج الجرحى، إلى غير ذلك.
على المستوى العام، ومن الدروس المهمة، المستخلصة من هذه الحادثة المؤسفة والمحزنة، هو: ضرورة التحرك الجاد من أبناء شعبنا العزيز، وهناك اهتمام لا بأس به في هذا الجانب، لكن لابدَّ من تقوية الاهتمام في هذا المجال بشكل منسق وواسع، وبشكل تعاوني، في المجال الخيري، والإغاثي، والاهتمام بالفقراء، والبائسين.
وفي مقدمة ذلك: الاستجابة لإخراج الزكاة، تقوى الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” في ذلك، والاهتمام بذلك؛ لأن البعض مقصر في هذا الجانب، أو متحايل، أو متهرب، من إخراج الزكاة، وهي فريضة من أهم فرائض الله، وركن مهم من أركان الإسلام، الإخلال به يعتبر جرمًا خطيرًا، وذنبًا عظيمًا، لا تُقبَل من الإنسان أي أعمال أخرى، لا الصلاة، ولا صيام، ولا أي عمل آخر، من عليه هذا الحق، ثم لم يخرجه، لم يقبل الله منه لا صلاته، ولا صيامه، ولا بقية أعماله، ويُعدُّ مذنبًا ذنبًا عظيمًا، وهو يأكل حق الآخرين؛ لأن هذا حقٌ مشروع، شرعه الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، الذي هو المالك لكل شيء، شرعه لمصلحة الفقراء، وأيضًا وفق المصارف التي ذكرها في الآية المباركة، فهذه المسألة مهمة جدًا؛ لأنها تخفف من معاناة الفقراء، من بؤسهم، وتسهم في العمل على التنمية لهم، ومعالجة مشكلة فقرهم وبؤسهم، لها أهمية كبيرة جدًا، فالاهتمام بالجانب الخيري، والإغاثي، والاهتمام بإخراج الزكاة.
والاهتمام- مع قدوم العيد- بإخراج الفطرة، التي لها أهمية كبيرة جدًا، بالتزامن مع العيد، لها أهمية كبيرة جدًا؛ حتى لا يكون هناك في يوم العيد من هو جائع، والآخرون- من الميسورين، ومن الذين هم في وضعية مرتاحة- في راحة، ويأكلون، ومعيشتهم متوفرة، غذاؤهم متوفر، وهناك من هو جائع.
الفطرة هي من أهم ما شرعه الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” لرعاية الفقراء، وهي واجبة على من يستطيعون، وهي ذات أهمية كبيرة جدًا، في المواساة، والتضامن، والعناية بالفقراء والمحتاجين.
تلفت هذه الحادثة المأساوية نظر الجميع، إلى أهمية التحرك الجاد في المجال الاقتصادي والزراعي، وكنا تحدثنا بالأمس، عن أهمية العمل في الجانب الزراعي، وتحدثنا عن الهم المعيشي، وضغطه على الكثير من الناس، والأمن الغذائي، وما يفترض بنا- كشعبٍ يمني- أن نحرص عليه، وأن نتحرك فيه، رسميًا وشعبيًا؛ للأهمية الكبيرة في هذا المجال، وما فيه من الفرص الكبيرة، الفرص الحقيقية، التي يمكن أن تسهم إسهامًا كبيرًا، في التخفيف عن معاناة شعبنا، وفي العمل على مواساة الفقراء، على الاهتمام بتوفير متطلبات الحياة الأساسية.
أيضًا فيما يتعلق بالزراعة، نحن قادمون على موسم الذرة الرفيعة، من المهم العناية بهذا الموسم، والاهتمام الكبير به، والعناية في الأرياف بشكل كبير بهذا المسألة، هذه مسألة مهمة جدًا، في كل المناطق، التي يمكن فيها البذر لبذور الذرة الرفيعة في موسمها المعروف.
مع اهتمامنا فيما يتعلق بهذه الأمور: النشاط الزراعي، في العمل فيما يتعلق بالثروة الحيوانية، التي يوجد فرص كبيرة للعمل فيها، خاصةً إذا كان هناك اهتمام بتقوية إنتاج الأعلاف، والتسويق للأعلاف، والتوزيع لها بشكل صحيح، وتطوير عمل الإنتاج في مسألة الأعلاف.
إضافة إلى الاهتمام بالجانب البيطري، وتوفير الإرشادات اللازمة في ذلك، والعمل فيما يتعلق بالوقاية من الأمراض في المواشي، هذا جانب مهم جدًا، والتحرك فيه مهم جدًا.
مع الاهتمام بإصلاح وضع مؤسسات الدولة، والعناية بتطوير العمل فيها، ومعالجة الحالة الروتينية السلبية، التي تؤخر كل الأعمال، وتعيق الأشياء الكثيرة، وتؤخر المعاملات لفترات طويلة، أو تعلِّقها إلى حدٍ كبير.
إصلاح وضع مؤسسات الدولة هو من المسؤوليات المهمة جدًا، التي لابدَّ منها؛ حتى تؤدي الدولة مسئوليتها في مساندة الشعب، في قيادة اهتماماته، وأنشطته المختلفة، في الاهتمام بأموره؛ لأن دور الدولة: هو أن تقود الشعب في نهضة حقيقية، وأن تكون حاضرة بجد واهتمام في ذلك.
هذه النقاط مهمة جدًا، على ضوء الحادثة المؤسفة والمحزنة، التي وقعت في الليلة الماضية.
فيما يتعلق بالسياق، الذي أردنا الحديث عنه في هذه المحاضرة: هو التنبيه- وبشكلٍ مختصر- إلى ما بعد شهر رمضان المبارك:
في شهر رمضان المبارك، عادةً ما يكون الإنسان قد استفاد من أجواء شهر رمضان المبارك، من صيامه، وقيامه، والأعمال المباركة فيه، وآثاره التربوية، المباركة، المهمة، ذات الأثر الإيجابي والمفيد في نفسية الإنسان ومشاعره، وفي اهتماماته وتوجهاته، في التربية على تقوى الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”.
المحصلة المهمة، والثمرة الأساسية، المقصودة من فريضة الصيام في شهر رمضان: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[لبقرة: من الآية183]، هذه المحصلة، وهذا الأثر الإيجابي، وهذه النتيجة المهمة، وهذه الثمرة الطيبة، ينبغي أن يحافظ الإنسان عليها، ما بعد شهر رمضان المبارك، وأن يبني على أساسها؛ للارتقاء بشكل مستمر، إيمانيًا، وأخلاقيًا، وكذلك في الواقع العملي بشكلٍ عام، هذه مسألة مهمة جدًا.
من أهم ما يساعد الإنسان على ذلك: هو الاستمرار في الاهتمام بالصلاة:
الإنسان في شهر رمضان يهتم بالصلاة بشكل منتظِم، وبشكل أفضل من بقية الشهور، لكن البعض منذ أن ينتهي شهر رمضان، يقصِّرون في الاهتمام بصلاتهم، إمَّا أن يفرطوا في بعض الفروض، مثل: فريضة صلاة الفجر، التي يؤخرها البعض؛ بسبب السهر ليلًا، والنوم المتأخر، ثم عدم القيام لصلاة الفجر، والبقاء في حالة النوم إلى منتصف النهار، أو إلى وقتٍ متأخر، فالإنسان يدرك أن الصلاة فريضة مهمة جدًا، وأن الصلوات الخمس هي ركنٌ عظيمٌ من أركان الإسلام، ذات أهمية كبيرة جدًا:
في عطائه التربوي.
وفي أثره الإيماني.
وفي تزكيته للنفس.
وفي العلاقة مع الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”.
الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، قال عن الصلاة: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ}[العنكبوت: من الآية 45] ، لها أثرها التربوي المهم، في تزكية النفس، في إصلاح الإنسان، في الارتقاء بعلاقته بالله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، في التذكر لله والذكر لله، كما قال الله: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي}[طه: من الآية 14]، فالإنسان يعيش حالة التذكر لله، ويخرج من حالة الغفلة عن الله، والنسيان لله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، التي لها آثار خطيرة جدًا على الإنسان، فالاهتمام المستمر بالصلاة مسألة مهمة جدًا.
وإحيــاء المسـاجــد:
البعض بدون عذر يهجر المساجد، ولا يحضر للصلاة فيها، وهذا خطأ كبير جدًا.
إحياء المساجد له أهميته الكبيرة جدًا:
على المستوى التربوي، والأخلاقي، وتزكية النفس، والقربة إلى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
وعلى مستوى تعزيز وترسيخ الإخوّة الإيمانية بين أبناء المجتمع، وهم يلتقون على خير ما يلتقون عليه: على ذكر الله، على التوجه إلى الله، على العبادة لله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، هذا له أهمية كبيرة جدًا.
حتى في الجو الإيماني والتربوي، للمساجد في ذلك أثر كبير، تأثير كبير، ولها أهمية كبيرة جدًا.
فليحرص الإنسان أيضاً، على الحضور في المساجد، لا ينبغي أن يتخلف الإنسان بدون عذر.
من الأشياء المهمة التي ينبغي العناية بها، والاستمرار عليها: الاهتمام بتلاوة القرآن الكريم:
عادةً ما يُقبِل الناس في شهر رمضان على تلاوة القرآن الكريم بشكلٍ أكبر، وهذه نعمة، وتوفيق، وشيءٌ مهم، ما بعد شهر رمضان، البعض يهمل في هذا الجانب إهمالًا كبيرًا جدًا، فيبقى فترات طويلة بدون تلاوة للقرآن الكريم، إلَّا ما يقرأه في صلاته، أو يسمعه في صلاته، وهو شيء محدود، لكن في غير ذلك يهمل، لا يُقبل على القرآن الكريم، ينقطع عن تلاوته، وهذه مسألة خطيرة جدًا، تترك آثارها السيئة:
على نفسية الإنسان.
على تفكيره.
على فهمه.
على اهتماماته.
على أشياء كثيرة لدى الإنسان.
القرآن الكريم هو من الذِكر، الذي يذكرنا بالله، ويشدُّنا إلى الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، يذكرنا بمسؤولياتنا، هو كتاب الهداية والنور، إذا ساءت علاقتنا بالقرآن، إذا هجرنا القرآن، إذا ابتعدنا عنه:
نتضرر في كل شيء: في مدى علاقتنا بالله، تذكرنا لله، تذكرنا للآخرة، تذكرنا لمسؤولياتنا المهمة.
ونخسر الكثير الكثير، مما نحن بحاجةٍ إليه: من الوعي، من النور، من الفهم الصحيح.
ونصبح ضحيةً لتأثيرات الآخرين، وإضلال الآخرين، وإغواء الآخرين، الشيطان وأولياء الشيطان والعياذ بالله، كما قال الله: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ}[الزخرف: الآية36].
ينبغي أن يستمر الإنسان، ما بعد شهر رمضان، على الاهتمام بالقرآن الكريم، وبشكلٍ يومي، أن يكون له تلاوة منتظمة مع القرآن الكريم يوميًا، يتلو القرآن يوميًا، ويستمر على ذلك بشكل يومي، {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ}[فاطر: الآية29]، هي تجارة مع الله، الإنسان مستفيد، مع الاستفادة على المستوى النفسي، وعلى مستوى الوعي، وعلى مستوى الهداية، وعلى مستوى الأجر العظيم، لذلك أهمية كبيرة في القربة إلى الله، وما يحوطك الله به من رعاية وتوفيق، وهذه مسألة مهمة.
ما بعد شهر رمضان، من المهم الحذر من خطوات الشيطان:
يحافظ الإنسان على ما اكتسبه، من تعزيز حاله التقوى، وترسيخ حالة التقوى، والاستقامة، والاستجابة لله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” في أوامره ونواهيه.
الذي يؤثر على الإنسان: هو خطوات الشيطان، الذي يستزِلُّه خطوةً فخطوة، حتى يوقع به والعياذ بالله، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ}[النور: من الآية 21].
فليحذر الإنسان من خطوات الشيطان في كل المجالات، وفي كل الجهات، كل اهتماماتك في الحياة، كل مجالات حياتك، احذر من خطوات الشيطان فيها، هذا يساعدك على الحفاظ على حالة التقوى، والالتزام، والاستقامة، وفق توجيهات الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”.
والحذر أيضًا من زلات اللسان، والاهتمام باستشعار المسؤولية تجاه ما تقول وما تتكلم، كذلك في مواقع التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام، هذه مسألة مهمة جدًا.
مما يرتبط بالتقوى بشكلٍ أساسي: هو اهتمامنا بمسؤولياتنا الجماعية:
مسؤولية الجهاد في سبيل الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، التي هي من أهم المسؤوليات المقدسة، التي نهتم من خلالها بقضايا أمتنا، بقضايانا العادلة، بالتصدي لأعداء الله، الذين يسعون إلى إذلالنا، والسيطرة علينا، والاستعباد لنا، للتصدي للطغاة الظالمين المجرمين، الذين يظلمون أمتنا، ويظلمون شعبنا، هذه مسألة مهمة جدًا.
والاهتمام بالجبهات.
الاهتمام بالتعاون على البر والتقوى، باعتباره من المسؤوليات الجماعية المهمة جدًا، والمثمرة، والمفيدة، التي تبني الأمة، تبني الشعوب، تغيّر واقع الناس، ويمكن من خلالها فعل الكثير.
والاهتمام بفعل الخير، ومن ذلك:
الاهتمام بالمبادرات الاجتماعية، والأعمال الخيرية.
وكذلك الاهتمامات الاجتماعية الخيرية المهمة، التي تساعد على التقوى، مثل: تيسير الزواج، والتعاون في أمر الزواج.
هذا من الأشياء المهمة جدًا، ونأمل- إن شاء الله- أن يكون هناك اهتمام كبير، فيما يتعلق بالمبادرات الاجتماعية، والأعمال الخيرية، والأعمال التنموية، من خلال التعاون، الذي ثمرته كبيرة، ونتائجه مهمة، وكما قلنا: يمكن من خلاله فعل الأشياء الكثيرة، الله يقول: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}[المائدة: من الآية2].
أيضًا الاهتمام بالأنشطة التعليمية والتثقيفية:
وفي مقدمتها الدورات الصيفية، التي هي قريبة، وسنتحدث عنها- إن شاء الله- من وقته وحينه، إذا أدركنا ذلك، وهي مفيدة جدًا؛ للعناية بالجيل الناشئ.
الاهتمام بالأنشطة التعليمية والتثقيفية لابدَّ منه، من أساسيات وعوامل النهضة، والوعي، وتغيير الواقع نحو الأفضل، وبناء الإنسان، ليكون على مستوى ما ينبغي أن يكون عليه: في إيمانه، في تقواه، في أدائه لمسؤولياته في هذه الحياة، في استقامته في هذه الحياة.
هذه الاهتمامات ينبغي أن تكون قائمة ما بعد شهر رمضان المبارك، وأن تكون الثمرة والنتيجة، التي هي التقوى، ثمرة ذات أهمية، نحافظ عليها، نسعى للبناء على أساسها، مع الاهتمام الدائم بالالتجاء إلى الله، والدعاء، هذه مسألة مهمة.
نَسْأَلُ اللَّهَ “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” أَن يُوَفِّقَنَا وَإيَّاكُمْ لمِا يُرضِيهِ عَنَّا، وَأَنْ يَرْحَمَ شُهَدَاءَنَا الأَبرَارَ، وَأَنْ يَشْفِيَ جَرْحَانَا، وَأَنْ يُفَرِّجَ عَنْ أَسْرَانَا، وَأَنْ يَنصُرنَا بِنَصْرِه، إِنَّهُ سَمِيعُ الدُّعَاء.
وَالسَّــــلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَــــةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتـــُه؛؛؛