مناورة الوفاء للشهيد القائد… رسائل مهمة في التوقيت والدلالات
مناورة الوفاء للشهيد القائد… رسائل مهمة في التوقيت والدلالات
في مناورة عسكرية ضخمة نفذتها المنطقة العسكرية الرابعة خلال الأيام الماضية، بمشاركة وحدات قتالية من مختلف التشكيلات العسكرية للقوات المسلحة البرية والجوية والإسناد المدفعي والصاروخي، والتي كشفت عن مدى التناسق والتكامل بين الوحدات المشاركة، الأمر الذي يؤكد مدى قدرات القيادات العسكرية في إدارة المعارك بتناغم وتنسيق رغم تعدد التضاريس والخيارات القتالية، خاصة بين قوات الدعم القتالي وقوات المشاة.
استعداد قتالي عالي
كما حاكت المناورة الكبرى عملية اقتحام مواقع متعددة وأهداف من مناطق مفتوحة بمراحل متعددة وأنساق عسكرية مختلفة، وتم من خلالها إنزال العلم الإسرائيلي ورفع العلم اليمني، والتي عكست مدى جاهزية قواتنا المسلحة واستعدادها القتالي العالي لأية معركة عسكرية قادمة.
وتأتي مناورة الوفاء للشهيد القائد الكبرى في الوقت الذي تستمر الولايات المتحدة الأمريكية والبريطانية في إعاقة جهود السلام في اليمن ومحاولة التصعيد من خلال التحركات الخبيثة في المحافظات الجنوبية، كما تأتي أيضا هذه المناورة الكبرى في الوقت الذي تشهد فيه عدن المحتلة اعلان جديد للقوى المنادية بالانفصال.
تكتيكات جديدة
وأظهرت المشاهد التي نشرها الاعلام الحربي، مدى قدرة القوات المسلحة، على استخدام مختلف الأسلحة، والسيطرة على كافة الأهداف الموضوعة مع افتراض وجود الطيران الحربي المعادي ومراعاة وجود مقاومة قوية من العدو، وتمكنت القوات من السيطرة على تلك الأهداف مع وجود محاكاة ميدانية معادية تم تجاوزها بأساليب وتكتيكات جديدة تم ابتكارها تم تطويرها بدراسة العمليات العسكرية والكمائن السابقة طيلة سنوات الحرب.
وبحسب تصريح رئيس حكومة الإنقاذ الوطني الدكتور عبدالعزيز بن حبتور، في مقالة له تعليقا على إعلان لقاء ما يسمى بالانتقالي، والتي أشار فيها إلى أن المناورة تحمل رسالة في مجملها لقيادة مايسمى الانتقالي والقوى الجنوبية المنخرطة في سلكه بعدن، على الرغم من انه لم يتضح بعد ما اذا كانت تحذير من مغبة أي انخراط باي تصعيد عسكري مستقبلا أم أن صنعاء التي يؤكد قادتها التمسك بوحدة اليمن وسيادته وسلامة أراضيه كشرط للسلام مع تحالف العدوان تجدد التأكيد على قدرتها الرد على أي إجراء من جانب واحد يمس وحدة البلد.
فرض واقع آخر
و يصف محللون توقيت هذه المناورة بـ “الدقيق”، رداً على حالة اللاسلم واللاحرب المستمرة منذ فشل جهود التجديد للهدنة، وتوازياً مع الحصار القائم على البلاد، وسعي الولايات المتحدة المتواصل للسيطرة على الخط البحري والجزر اليمنية، بإقامة قواعد عسكرية مجهزة بأحدث تقنيات المراقبة والتجسس والاستطلاع، أرادت صنعاء فرض واقع آخر، يقوم على حقيقة أن اليمن قاعدة بالغة الأهمية على الساحة الدولية في النظام العالمي الجديد الذي يتشكّل.
رسائل سياسية وعسكرية
إلى ذلك فإن مناورة “الوفاء للشهيد القائد”، تحمل أهدافا متعددة، بحسب عضو المكتب السياسي لأنصار الله علي القحوم، في تغريدة له على ” تويتر”،” أن المناورة العسكرية في المنطقة الرابعة تحمل رسائل سياسية وعسكرية وأمنية واضحة للأمريكان مفادها إن محاولاتكم في إبقاء اليمن مضطرباً ومنقسماً محاولات فاشلة، ولن تمر، فمؤامراتكم الاستعمارية في المناطق المحتلة ستنتهي مهما كانت الهندسة البريطانية والتماهي الإماراتي”.
جهوزية عالية
فيما يؤكد مساعد مدير دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة، العميد الركن عابد الثور، أن “القدرات العسكرية باتت متقدمة”. لافتا إلى أن “هذه المناورة تحمل عدة رسائل، أهمها، الجهوزية العالية وقدرتها على الانتقال من حالة السكون إلى الهجوم”.
وعن خصوصية المكان التي أجريت بها المناورة يشير العميد إلى إن “المنطقة العسكرية الرابعة منطقة جغرافية صعبة جداً وتستطيع أن تخوض معركة بكل معناها وأننا أمام جيش محترف يمتلك زمام المبادرة”.
ويرى مراقبون أن هذه المناورة تأكيد من قوات صنعاء على مدى جاهزيتها لأي طارئ في حال تنصل تحالف العدوان عن تفاهمات رمضان التي تمت في صنعاء، مشيرين إلى أنها تحمل أكثر رسالة عسكرية بالنظر إلى توقيتها ومكانها، خاصة بعد تصريحات وزير دفاع صنعاء اللواء محمد العاطفي قبل أيام، بشأن موقف صنعاء من عرقلة جهود السلام وإفشال المفاوضات.
ختاما
على تحالف العدوان الصهيوأمريكي البريطاني السعودي الإماراتي إغتنام الفرصة الذهبية التي أعطاهم قائد الثورة، وأن يسيروا في طريق السلام بجدية، والتعاطي بمسؤولية مع تحذيرات اليمن، من محاولة الالتفاف على الاتفاقات والانقلاب على استحقاقاتها الإنسانية فالقوات المسلحة بعون الله في جاهزية عالية للتعامل مع أسوأ الاحتمالات، واليمن بفضل الله وعونه أقوى والقادم أشد وأنكى، وعلى الباغي تدور الدوائر، «وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون»
*نقلا عن موقع21 سبتمبر.