تحت الخبر
تحت الخبر
السياسةُ الواقعيةُ العقلانيةُ التي تتحدث وتعمل وتضحّي؛ مِن أجل مصالح الناس أَو الشعب، هي تلك التي تحمل القدر الكافي من الموضوعية والقدرة السهلة على الإقناع.
هذا النمط المثالي للسياسة تراه وتتابعُه وتلمسُه وتعيشُه وتتفاعلُ مع نتائجه في الجغرافيا التي يُديرُها المجلسُ السياسي الأعلى، وحدَها صنعاء تجسِّدُ النمطَ الوطني الذي يحافظُ على مصالح الشعب قاطبة.
وفي مكانٍ آخرَ من اليمن وبشكل مؤسف ومخجل، تابعنا مرتزِقة الإمارات في اجتماع في حضرموت قبل أَيَّـام يعلنون في الهواءِ خارج قواعد المسؤولية والمنطِق عن نمط مفترَضٍ للجنوب المحتلّ سمّوه “جمهورية حضرموت العربية المتحدة”، اسمٌ قريبٌ جِـدًّا لكيان يحتلُّ اليمنَ، هو الإمارات العربية المتحدة؛ مَا يعزِّزُ حقيقةَ التوجّـه الإماراتي القادم في اليمن، والذي سيواجهه بكل تأكيد بقدر مناسب من الرد؛ إذ يتعذر قبول هذا النوع من الأوهام في يمنٍ دحر أحلامَ السعوديّة والإمارات في ثماني سنوات أنجزت نصرًا واضحًا لليمن بقيادة السيد العَلَم عبدالملك بن بدر الدين، وأفرزت أَيْـضاً هزيمةً ساحقةً للعدوان ومرتزِقته.
من مربع الهزيمة للممول الإماراتي، يتحَرّك الانتقالي في الجنوب المحتلّ بدوافعِ ارتزاقٍ وتبعية واضحة لأبوظبي، وإنفاقٍ مالي خرافي على مشروع تقسيم لا يمكن لملايين اليمنيين القبولُ به.
ويبقى السؤال الكبير: طالما أبوظبي تعرف أن هناك قوًى حيةً بقيادة صنعاء الباسلة لن تسمحَ بهذا الخرف لماذا تصر أبوظبي على الاستمرار فيه؟!
تأمَلُ أبوظبي والرياض بإحداث فتنة يمنية أَو حرب أهلية بعد أن عجزت الحربُ الكونية على إخضاع اليم، ن هذا الحلم الإماراتي السعوديّ بمتابعة اليمنيين على شاشة “الحدث” و”العربية” وهم يقتتلون هو آخرُ أحلام الإماراتي والسعوديّ، وعلى كُـلّ الشرفاء في اليمن المشاركةُ في كسر هذا الحلم وتحطيمه.
تنسى أبوظبي أن الحربَ معها لا تزال قائمةً، ويمكن استئنافها في أي وقت، وعندها لن يتابع العالم حربًا بين اليمنيين، بل حرائقَ هائلةً في الخليج والمنطقة في البر والبحر.
عن ذات الأمْر سنكتب مجدّدًا.