التسامح لماذا .. سلطان أحمد قطران
التسامح صفة الانبياء والعقلاء والحكماء والقادة العظماء … ، والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس لهم مغفرة وأجر كبير .
وبالتالي فان التسامح إداة هامة للعقاب النفسي اكثر من الجسمي والبدني .. ، ويعذب من أجرموا في حقنا في أي مراحل من الحياة ..
ويجب ان لا نجعل قلوبنا تمتلئ بثقافة الحقد والعنف والكراهية ونترك الغصب يسيطر علينا ، بل يجب ان نتحكم في إرادتنا وعزيمتنا ونعلم من أخطئ في حقنا بإننا أفضل منهم بتجسيدنا لصفات المحبة والتأخي والتسامح والتصالح والتعاون والتكافل الاجتماعي ، ونبذ ثقافة العنف والكراهية والحقد والحسد والتباغض والتطرف بكافة اشكالة وانواعة اللفظية والكلامية والعملية والتي لاتخدم مصلحة المجتمع بل تدمرة ..، وهذا ما أوصلنا للوضع الحالي الذي نعيشه اليوم من عدوان على بلدنا الغالية اليمن وفقدنا فيها أعز من نحبهم أو من كنا نكرههم وخلف العدوان الذي مع الآسف انه من دول عربية وإسلامية مئات الالآف من الشهداء والجرحي والمصابين والمعاقين … ، وخلف لنا أمهات فقدت ابنائها وزوجها واخوها واهلها .. وخلف العدوان الكثير من الايتام الذين فقدوا أبائهم وأمهاتهم … ناهيك عن الحقد الذي تم تهجير الناس الابرياء من بيوتهم وأغلقت بعض المصانع والشركات والمحلات التجارية ودمرت المساجد والمقابر والطرقات وانعدمت الخدمات الغذائية والتموينية ، وأن وجدت ارتفعت اسعارها وقياسا على ذلك توفي الكثير من المرضئ بالمستشفيات لقلة الخدمات الطبية وانعدمها وبالذات مرضئ السرطان والكلي والكبد وبعض الامراض اجرنا الله واياكم منها ونحمده علي نعمتة والعافية …
فأياكم والغصب والحقد والبغضاء والكراهية والحسد ، لان نتائجها تدمر الجميع ابتداءا من البيت والمدرسة والجامعة واماكن العمل والحارة والشارع والمدينة والقرية وانتهاءا بالوطن كلة الذي ينزف جروحا وأهات الطعن والقتل والسرقة والتفجيرات المفخخة والعبوات الناسفة وقصف الطائرات بالصواريخ والقنابل على كافة أشكال الحياة وقتل النفس البريئة والمحرمة ..، ونشاهد هنا وهناك إشلاء من اجساد الطفولة البريئة التي بدلا من أن نرسم لهم الابتسامة والسعادة رسمنا لهم الموت بإشكاله المتعددة ..، ويذهب في الطرف الآخر خيرة شبابنا وأبنائنا ضحية ذلك الفكر المتشدد والمتطرف تحت تأثيرات بعض الدعاة بتوظيف كلام الله من القرآن الكريم والاحاديث الشريفة النبوية لسيدنا محمد صلى الله علية وسلم لإغراض سياسية ومذهبية وطائفية ومناطقية وقبلية و … ..و…و ……..الخ ، والتي تفرح الشباب تحت تأثير الجنة وبنات الحور وغير ذلك من المرغبات التي وضعها أعداء الإنسانية والاسلام للوصول الخاطئ للطريق نحو الجنة .. التي أستخدم فيها دعاة على أبواب جهنم كل أشكال وانواع الخطب الدينية المتشددة وإستغل فيها أسم الله.. .. ، وحسبنا الله ونعم الوكيل .
وادعو ا العلماء بإن يعيدوا للمساجد دورها الحقيقي في التخفيف من شدة الإحقاد والدعوة لإصلاح امور الناس وحق الإباء والامهات بالطاعة وحق الجوار والسؤال عن الجار وزيارة المريض والابتسامة في وجه أي إنسان حتى وان لا نعرفة ، واتباع الجنازة وتشميت العاطس وإفشاء السلام والتعاون وتجسيد الواسطية والإعتدال والتصالح والتسامح ..، ولكن ليس معني ذلك ان لايعاقب من يخطأ ويرتكب الجرائم ويعتدي على الابرياء وأن نقف موقف المتفرجين فنترك العدالة أن تقتص منهم بتنفيذ احكام الشريعة الإسلامية والسنة المحمدية …
ودمتم بألف خير وأمان واستقرار ليمننا الحبيب وامتنا العربية والإسلامية والعالم اجمع.