((وَمَا كَانُوٓاْ أَوْلِيَآءَهُ))
((وَمَا كَانُوٓاْ أَوْلِيَآءَهُ))
((وَمَا كَانُوٓاْ أَوْلِيَآءَهُ))
يمني برس- بقلم- عبدالرحمن الاهنومي
مع قدوم موسم الحج نشطت الآلة الإعلامية للنظام السعودي بحملات دعائية مبالغ فيها لترويج ما يقول عنه النظام المذكور بأنها خدمات يقدمها لحجاج بيت الله الحرام وقد تصدّر خلال الأيام الماضية وسم «بسلام آمنين» منصات التواصل الاجتماعي والصحف والوكالات السعودية ونشطت الآلة الدعائية لترويج ما اُسمي بمبادرات طريق مكة.. ومن المهم التوقف عند عدد من النقاط حول هذا الموضوع وما يتعلق به.
أولاً من المؤكد أن النظام السعودي قد مارس من الانتهاكات للحج ما لم يمارسه نظام أو مملكة أو سلطة سبقته على الإطلاق.. فقد قتل الحجيج كما فعل في تنومة بالعمد والتقصد وقد خطف الحجاج من المشاعر كما فعل بمعارضين من دول إسلامية عديدة قام بخطفهم أثناء أدائهم الحج وتسليمهم إلى الأنظمة التي تلاحقهم.. وعلاوة على ذلك لقد حدثت في عهده مذابح عديدة نتذكر مقتلة الرافعة التي راح فيها آلاف الحجاج ومقاتل مثلها بالعشرات حصلت وتكررت وكان يعزو أسبابها إلى الحوادث الفنية وقد يكون كذلك غير أن ذلك يعد فشلا إن أحسنا الظن ولم تكن تلك المذابح بفعل متعمد.. ولا ننسى التسييس الذي يمارسه النظام السعودي للحج بمنع دول وشعوب من أداء الفريضة المقدسة بمجرد اختلافه مع أنظمتها كما فعل بسوريا لسنوات عديدة وفعل بالشعب اليمني طيلة سنوات عدوانه وفعل بقطر كذلك أيضا وفعل بعشرات الدول والشعوب ما فعل بسوريا واليمن، وبمجرد ما كان يحدث خلاف بينه وبين دولة إسلامية يسارع لمواجهتها من خلال منع سكانها من الحج.. وما يفعله اليوم من دعايات وخطوات إجرائية ظاهرها خدمة الحجاج وباطنها الاستغلال للفريضة لتجميل صورته ومكيجتها بعدما تعرت وانكشفت لجميع المسلمين بل لجميع البشر.
محاولات آل سعود تقديم أنفسهم كخدام للحرمين الشريفين وسعيهم لتجميل صورتهم البشعة وإخفاء جرائمهم بحق بيت الله الحرام وضيوف الرحمن لا تمحو ذاكرة المسلمين المليئة بالمآسي والمذابح التي تعرضوا لها في مواسم حج عديدة ولا تُسقط تبعات تلك الجرائم ولا تجعل من آل سعود شيئاً آخر غير الذي نعرف ويعرف العالم الإسلامي كله.
جرائم آل سعود بحق الحجاج لا تكاد أن تتسع لها ذاكرة المسلمين لكثرتها من تنومة، إلى غيرها من المجازر والانتهاكات، سوء إدارتهم للحج لا يحتاج إلى عناء بحث، يكفي أن نتذكر حوادث الرافعات وحوادث التدافع، والحرائق وغيرها من الأحداث التي راح ضحيتها الآلاف من الحجاج.
يسيء النظام السعودي للحج بتسييسه واستخدامه كسلاح ضد الشعوب والدول الإسلامية يفرض من خلاله أجنداته فيمنح الفريضة لمن يرتبط معه بعلاقات كبيرة ويحرمها عمن يختلفون معه وبما يفعل من جرائم وانتهاكات بحق الحجاج وما يتعلق بذلك من استخدام للفريضة لأهدافه السياسية بحرمان الدول من الحج أو تقليص عدد حجاجها بسبب خلافاتها مع النظام السعودي، ويسيء النظام السعودي للحج كذلك باستغلاله لتجميل صورته وتحويله إلى موسم دعائي لتصوير نفسه إلى الناس بأن السعودية هي مملكة الخير والبر والتقوى والإحسان وهي التي فعلت بالمسلمين ما فعلت من أوجاع ومآسٍ، فما من شعب ولا بلد إسلامي إلا وهو يئن من مؤامرات وحروب وفتن آل سعود، وكذلك يفعل حين يحوِّل مناسك الحج إلى منابر للتحريض والتكفير وتبرير الحروب الإجرامية التي يشنها والحشد لها كما فعل ويفعل إزاء الحرب على اليمن.. فقد شاهدنا خطباء الحرم وعرفات وهم يطلقون الخطب العدائية ضد الشعب اليمني المسلم الذي ما وجدنا شعبا يتمسك بدين الإسلام وتعاليمه كما هو الشعب اليمني.. وقد سمعنا تحريض خطباء النظام السعودي وهم يصورون للعالم بأن اليمنيين خطر على الإسلام بينما كانت الآلة الحربية للسعودية تفتك بالنساء والأطفال والمدنيين في كل قرى اليمن وسهولها كان هؤلاء يدعون لعاصفة الحزم بالظفر ولليمنيين بالهزيمة.. علاوة على استغلاله للحرمين في اختطاف وتصفية خصومه وخصوم حلفائه.
فأي أمان وسلام أبقاه النظام السعودي للحجاج إذا ما قمنا بجرد ما فعل ويفعل من موبقات!
حينما يقول الله سبحانه وتعالى (وَإِذْ جَعَلْنَا ٱلْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا) فهذا يعني أن البيت متاح يثب إليه الناس من كل مكان ولا يجوز أن يحول بينهم وبينه شيء، لكن ما يعمله النظام السعودي من تقليل لعدد الحجاج ومن تصعيب وتعسير لأداء الفريضة بعدة إجراءات ومن رفع أسعار التأشيرات للحجاج بشكل مهول مقارنة بتخفيضات النظام السعودي لمن يريد حضور فعاليات الترفيه الماسخة التي ينظمها – يتناقض مع كونه مكاناً يثوب الناس إليه من مختلف البقاع دون عوائق مفتعلة، علاوة على رفع النظام السعودي لرسوم الحج بشكل كبير مع سوء التنظيم وعدم تقديم الخدمات المشرِّفة للحجاج ، وفي المقابل تخفيف رسوم السياحة غير الدينية والمبالغة في تقديم الخدمات المبتذلة لها. هل يمكن للنظام السعودي أن يفعل كما كانت تفعل قريش في كفرها، فقد كانت تقوم بسدنة البيت وكانت بعض أفخاذها المشهورة مثل بني هاشم يسقون الطائفين ويرفدونهم ويطعمونهم ولا يأخذون منهم مقابل تأشيرات أو جوازات أو فكة للدخول، فأين هي خدمة بيت الله الحرام!
وثالثة الأثافي يجب التوقف أمام ما يتعرض له البيت الحرام، بل كلا الحرمين الشرفين، من تدنيس بالترفيه غير المشروع الذي يقوم به النظام السعودي بتنظيم حفلات ماجنة قرب الحرم المكي وفي المدينة المنورة ذلك ينذر بخطر كبير يتعرض له بيت الله الحرام الذي وضعه للناس قبلة وكعبة يطوفون ويحجُّون ويصلُّون باتجاهه ، وبإدخال اليهود إلى المقدسات في حين يتم حرمان مئات الملايين من المسلمين من دخولهما.
ولاية البيت الحرام هي للمؤمنين الذين يقيمون دين الله ويُحيون فرائض هذا الدين ويسيرون في الناس بسيرته، وليس لمن ينتهك كل الحُرم ويستبيح كل المقدسات ويهدر الدم ويفعل الموبقات بالمسلمين.. إن أولياؤه إلا المتقون.