تساءلت عنها صحيفة 26 سبتمبر .. رسالة إلى من يفهم.. من ولماذا تعرقل مستحقات وزارة الدفاع والقوات المسلحة؟
بقلم: محسن علي الجمال
بارقة أمل ولفتة كريمة وخطوة في غاية الأهمية نشرت صحيفة 26 سبتمبر رسالة مهمة في صفحتها الاخيرة بعددها الخميس الموافق 3 نوفمبر 2015.. هذه الرسالة التي بحثت في سطورها متسائلة أين حقوق القوات المسلحة لتوحي للجميع بأن هناك أياديَ آثمةً وضمائر عفنة وخربة تستغل الوضع الحالي وتستهدف القوات المسلحة بقصد لكنها متخفية ومتسترة تحت غطاء الوطنية والنزاهة التي تدّعيها فيما هي تشتغل لخدمة العدوان الصهيوأمريكي سعودي بأساليب “العرقلة”.
استهداف القوات المسلحة وأبنائها الشرفاء هذه المؤسسة الدفاعية الصلبة التي تتحطم عليها كافة الدسائس والمؤامرات بعد أن تآمروا عليها سابقاً وتمت هيكلة الجيش تحت غطاء المبادرة الخليجية حتى لا يتصدى لدوامة العنف التي شهدتها المنطقة العربية وخصوصاً بعد “تنفيذ الخطة الأمريكية الصيهوسعودية” وما سمي بالربيع العربي الذي جثم على صدور الأمة الاسلامية والعربية.
جميل جداً أن يرى القارئ الاتجاهات الصحيحة التي الفتت إليها صحيفة 26 سبتمبر في رسالتها للبحث عن “الفئران المتسترة” والذي حاولت أن تخلقَ التذمر في أوساط القوات المسلحة من حيث تأخير الرواتب والمستحقات من الغذاء والدواء والكساء فيما أبطال القوات المسلحة يسطرون أرو ع الملاحم القتالية ويقدمون أرواحهم قرابين من أجل الوطن وينكلون بالأعداء ومرتزقة العدوان في كل جبهة ويلقنونهم دروساً قاسية في كيفية الانتماء الوطني ويسترخصون دماءهم في سبيل الله دفاعاً عن اليمن والشعب والوطن ويصنعون بثباتهم وبأسهم الذي تنصهر منه الجبال ملامحَ النصر للشعب اليمني الذي هاجمته قوى التحالف بعدوان همجي بربري أرعن بإذن ومشاركة أمريكا وإسرائيل وبغطاء عربي تحت قيادة جارة السوء المملكة السعودية دمر ويدمر كل مكتسبات هذا الشعب اليمني الابي الصامد المجاهد والمقاوم. ويضربون مرتزقة العدوان في الداخل الذين استرخصوا دماء أبناء شعبهم وباعوا دينهم ووطنهم وضمائرهم فأعمى الله بصرهم وبصيرتهم وأصبحوا لأوطانهم مثلهم “كمثل الكلب أن تحمل عليه يلهث او تتركه يلهث”.
ومن كان لهذا العدوان أن يكون إلا بعد أن تمت وبنجاح تلك المؤامرة اللعينة وبتواطؤ وعمالة من كنا نظن انهم سيجرون الوطن إلى بر الامان إلا أنه ومع الأسف أخذوه بزمامه إلى الهاوية واستدعاء مرتزقة العالم لاحتلال الشعب وقصفه وتدميره وكانت الوطنية لهم مجرد ديدن وشعار يروجون له عبر أقلام مأجورة.
أبرز تلك المؤامرة ما سميت بالهيكلة الجيش اليمني بعد أن رأت السعودية عرْضَ الجيش اليمني في ميدان السبعين في العاصمة صنعاء للعيد العاشر للوحدة في العام 2000 فزاعت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر. وجاءت المبادرة الخليجة وبعدها الخطط الجهنمية وهي هيكلة الجيش والتي صاحبها خداع اعلامي وتضليل كبير للشعب اليمني ولبعض القادة العسكريين الذي أدركوا اليوم المؤامرة الكبيرة واتضح للجميع ما الهدف من الهيكلة التي تمت عبر خبراء أمريكيين وأردنيين وفرنسيون وأوروبيين بعد أن كانوا يطوفون جميع الوحدات العسكرية للتصوير والتوثيق والرفع بها عبر تقارير سرية إلى المشرف المباشر على الهيكلة والذي كان يوصف بحاكم اليمن في عهد الفار”هادي” السفير الأمريكي السابق فايرجيرالد ستاين.
وكان الهدف من كل ذلك الشغل الرهيب هو تمزيق اليمن تحت غطاء الفيدرالية والأقاليم، إضافة إلى هيكلة الجيش وتم ذلك وغذيت كافة وحدات الجيش بعناصر تتبع حزب الاصلاح والذي مسك زمام الأمور في البلد لـ 3 سنوات لم يستفد منهم الشعب سوى النكرات..!
فالمخطط يتضح لمن يراجع نفسه في الأحداث السياسية أنه لم يكن وليد اللحظة وإنما كان أعد له منذ فترة كبيرة والهدف من إضعاف الجيش اليمني وجعله غير قادر على حماية وحدته وغير قادر أيضاً على إخماد دوامة العنف التي شهدتها المنطقة ويشهدها اليمن حالياً وحذر من خطورة هيكلة الجيش اليمني الباحث اللهيبي في العام 2011م وبدأت اليوم ملامح المخطط واضحة للعيان.. إذا أن تلك العناصر التي وزعت على جميع وحدات الجيش وزرعتها شجرة الهيكلة هي من تقوم الآن برفع الاحداثيات لطيران العدوان السعودي الأمريكي ليتم استهدافها ويقوم بقصفها وتدميرها، وما خفي عن كواليس وأسرار الهيكلة كان أعظم
. جاءت المؤامرة على الجيش عن فريق المخابرات الذي كلف بتشتيت الجيش وتفكيكه وبموافقة “البقرة الضاحكة” والذي كان أولها اخراج منظومة الدفاع الجوي عن جاهزيتها بذريعة صيانتها، وإذ تؤكد بعض التقارير أن “هادي” سلم للسفير الأمريكي السابق 4500 صاروخ سام مضاد للطيران وأصبح المسلسل يتطور يوماً فيوم حتى أصبحت الطائرت تسقط في أحياء صنعاء وكأنها “ذباب” تحت غطاء وكذبة الخلل الفني. إضافة إلى تغيير المفاهيم والعقيدة العسكرية وقلب المفاهيم والأسس لينتهي الأمر بتسريح المخلصين والقادة الأكفاء وتهميشهم والرمي بهم إلى “سلة دائرة التقاعد”.
وفي ظل هذه الظروف الاستثنائية والحرجة التي يمر بها الوطن والأبطال الأوفياء يخوضون أشرس المعارك دفاعاً عن الدين والكرامة والشعب والوطن متوكلين على الله ومعتمدين عليه ثمة من يتعمد ويتقصد ويتصيد هذه الحالة خصوصاً فيما يتعلق بالرواتب وتأخيرها وعدم صرف المستحقات من الغذاء والدواء والكساء للجيش في الوقت الذي يجب على الجميع أن يقبّل الأرض من تحت أقدامهم. ليتعمد بعض الجبناء ومعدومي الضمير في الجهات المختصة إلى اثارة السخط والتذمر بين أوساط القوات المسلحة لهدف خفي وسخيف ومقيت لترمى الاتهامات بعد ذلك إلى قيادة وزارةِ الدفاع ليضع الجميع بعد ذلك عليها علامات الاستفهام والتعجب..لما؟ ولماذا؟ وكيف؟ وما هو؟
لتوضح بعد ذلك صحيفة سبتمبر للقراء وللجيش وللمتابعين أيضاً بان هناك أيادي متلوثة متواجدة في البنك المركزي اليمني ووزارة المالية تتربص بهذه المؤسسة الدفاعية وكأنها كلفت بمهمة “العرقلة “وعدم صرف الاستحقاقات المشروعة والمماطلة فيها والتجاهل لكافة الحقوق دون أية مبررات قانونية تستند إليها لكنها بعملها الانحطاطي هذا تؤكد أن لها صلة ارتباط بالعدوان وبالعملاء والخونة الذين لن تحقق أحلامهم بإذن الله خصوصاً وأن أبطال القوات المسلحة يدركون مدى هذا التآمر السفيه والحقير والمنحط والدنيء..لكن هذه الأيدي هي بحاجة إلى قصقصة وإلى بتر الأيدي من خلاف لتعلم كما يقول المثل “عاد في المحرمات حرام”.
خطوة مهمة تناولتها صحيفة سبتمبر ونالت استحسان الجميع ولفتت الأنظار وأطفأت لهيب الظن الخاطئ الذي كان يرمز لقيادات في وزارة الدفاع فيما هي بعيدة عنه حسب رسالة الصحيفة بل نعتبرها خطوة لكشف الأساليب المتلوية لمدعي الوطنية ومن يدّعي النزاهة والشرف. كما نتمنى كشف هذا العمل الجبان وأن يكون لوزارة الدفاع ولكافة قادة وضباط وأفراد الجيش الشرفاء والوطنيين والمخلصين حلقة وصل لوضع شكاويهم ومقترحاتهم وما يتعلق بأوضاعهم ومستحقاتهم وذلك لحلحلتها والاطلاع عليها، ونحن على ثقة من ذلك.
فشكراً صحيفة 26 سبتمبر..النصر والمجد والخلود للوطن، الرحمة للشهداء.. أما الخونة والعملاء والجبناء فلا عزاءَ لهم، فمصيرهم حبالُ المشانق.