ذكرى الولاية مناسبة مهمة لتحصين الأمة وحمايتها من الاختراق والانحراف والاستغلال لقوى الطاغوت الصهيو أمريكي.
ذكرى الولاية مناسبة مهمة لتحصين الأمة وحمايتها من الاختراق والانحراف والاستغلال لقوى الطاغوت الصهيو أمريكي.
يمني برس | خاص
تأتي ذكرى الولاية «عيد الغدير» في الوقت الذي تتسابق فيه الأنظمة الخليجية والعربية نحو التطبيع والخنوع والذل والهوان والانضواء تحت ولاية واشنطن وتل أبيب، وأصبح بايدن ونتنياهو، وإيلي كوهين، وبلينكن، وبقية الأوغاد الصهاينة هم أولياءهم من دون الله، ولهم يدينون بالولاء والطاعة، يسيرونهم وفق أهواءهم ورغباتهم نحو ثقافة التدجين والتفسخ الأخلاقي والشذوذ والتحكم في كل شؤون هذه الأنظمة العميلة.
ارتباط وثيق بالإمام علي.
أما في يمن الإيمان والحكمة فعكس كل ذلك تماما، فاليمنيون لهم ارتباط وثيق وتاريخي بالإمام علي عليه السلام، ومنذ مئات السنين يتوارثون إحياء هذه المناسبة العظيمة جيلا بعد جيل، بالأهازيج والأناشيد والزوامل والاجتماعات وغير ذلك من الطقوس الفرائحية، باعتبارها العيد الأكبر وتقديرا لنعمة الله وفضله الكبير بكمال الدين وإتمام النعمة، تعببرا عن مدى حبهم وارتباطهم وولائهم للإمام علي عليه السلام.
أهمية استثنائية
وتكتسب هذه المناسبة العظيمة أهمية استثنائية وجوهرية لدى أبناء الشعب اليمني، يجددون خلالها التأكيد على التمسك بولاية الله ورسوله والإمام علي عليه السلام، كموقف إيماني مستمد من ثقافة الانتماء للإسلام المحمدي الأصيل، ونابع من صميم هويتهم الإيمانية وثقافتهم القرآنية ومن رموز الهداية من أعلام آل البيت عليهم السلام.
استلهام الدروس والعبر
وتكمن أهمية الاحتفاء بعيد الغدير في استلهام الدروس والعبر من المفهوم القرآني لولاية الأمر في الإسلام التي يجب أن تكون مرتبطة بالله تعالى، وقائمة على أساس شريعته وفق ما ارشد إليه في القرآن الكريم، بحيث تكون حياة الأمة في كل شؤونها الدينية والدنيوية قائمة على الحق والعدل والخير والبناء والصلاح والعزة والكرامة والقوة وخالية من مظاهر الظلم والغطرسة والهيمنة والذل، ولن تستطيع الأمة أن تستعيد مجدها وقوتها وتحظى بالحرية والاستقلال إلا إذا عادت بجد وعمل إلى مفهوم الولاية الحقيقي المتمثل في التولي الخالص لله تعالى ورسوله صلوات الله عليه وآله وللإمام علي وأهل البيت عليهم السلام.
علامة فارقة بين الإيمان والنفاق
ولذلك يوضح قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي- يحفظه الله – في كلمته بهذه المناسبة للعام 1442هـ، بالقول: “عندما يعلن رسول الله أن علياً مع القرآن والقرآن مع علي، ضمانة للأمة أن الرجل الذي سيواصل الحركة بالأمة هو عالم بالقرآن وعارف به، وعندما يقول رسول الله أن علياً مع الحق والحق مع علي، يؤكد أن الإمام علي سيتحرك بالأمة على أساس الحق، فالإمام علي في داخل الانتماء الإسلامي علامة فارقة بين الإيمان والنفاق”، لافتاً إلى أن آية الولاية تبين للأمة أن هذا المبدأ ضمانة لحمايتها من الانحراف الداخلي لصالح اليهود والنصارى وحركة النفاق، كما أنها تشكل حماية تجاه الخطر الكبير الذي يهدد الأمة في الإيمان والاستقامة والثبات على دين الله.
حماية الأمة من الاختراق
ويؤكد السيد القائد أن أكبر تهديد للأمة في هذا العصر، سعي الأعداء للسيطرة عليها عن طريق الاختراق الثقافي والفكري والداخلي، ما يعزز من أهمية الولاية في حماية الأمة من الاختراق وإمكانية استغلالها، مشيرا إلى أن ” قوى الطاغوت وعلى رأسها أمريكا وإسرائيل تسعى لفرض ولايتها علينا والثغرة التي ينفذون من خلالها هي حالة الفوضى والانفلات والاختراق الثقافي، ولكي نحظى برعاية الله ونصره وتأييده لابد لنا من أن يكون التولي لله مرتكزاً أساسياً”.
ولذلك كان وسيظل عيد الغدير محطة للتركيز على دور وأهميّة القيادة الواعية والفاعلة في حياة الأمّة، وربطها بهويّتها الأصيلة، وخصوصاً أن موقع القيادة والولاية يتطلّب مؤهّلات تتناسب مع حجم هذا الموقع وطبيعته ومسؤوليّته، لأن القضية هي قضية من يصلح لقيادة الإسلام ككل، وبلوغه أهدافه الكبرى في بناء مجتمع إنساني وحضاري جدير بدور خلافة الأرض.
ختاما
فإن شعبنا اليمني وكل شعوب الأمة العربية والإسلامية يدركون أن الامتداد الإسلامي الأصيل القائم على ثقافة الولاية يحمي الأجيال من الاختراق ومن الطامعين للسيطرة على ثروات الأمة، ويدركون أيضا الأخطار والتحديات التي يسعى من خلالها الأعداء وعلى رأسهم أمريكا وإسرائيل للسيطرة علينا كأمة مسلمة والتحكم في كل شؤون حياتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية والثقافية والتعليمية، «وَمَنْ يتولَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ»