اتفاق أمريكي إيراني بإطلاق سراح محتجزين من كِلا الطرفين وإلغاء تجميد أموال إيرانية
توصّلت الولايات المتحدة الأميركية وإيران، اليوم الخميس، إلى اتفاقٍ يقضي بإطلاق سراح محتجزين من كِلا الطرفين، بالإضافة إلى إلغاء تجميد أموال إيرانية محتجزة في كوريا الجنوبية.
وذكرت وكالة “تسنيم” الايرانية أنه سيتم إطلاق “سجناء أميركيين في مقابل الإفراج عن أموال إيرانية مجمدة في مصارف كوريا الجنوبية، تقدَّر بـ 6 مليارات دولار”.
ونقلت “تسنيم”، عن مصادر مطلعة، أنه “لن يتم الإفراج عن السجناء الأميركيين، قبل نقل أموال إيران المجمدة في كوريا الجنوبية إلى قطر”.
من جانبها، قالت وكالة “إيرنا” عن مصدرٍ مُطلع إنّ الصفقة تقضي بالإفراج عن 5 سجناء أميركيين مقابل إطلاق سراح 5 سجناء إيرانيين في الولايات المتحدة.
وأضافت أنّه سيتم الإفراج عن 6 مليارات دولار من أموال إيرانية مجمدة في كوريا الجنوبية.
وأشارت الوكالة الإيرانية إلى أنّه “سيتم الإفراج عن جزء كبير من أموال إيرانية في بنك TBI العراقي”.
ولفتت الوكالة إلى أنّ المراحل الأولى من عملية الإفراج عن الأموال الإيرانية في المصارف الأوروبية قد بدأت.
وكشفت “إيرنا” أنّ أرصدة إيران المُجمّدة في كوريا الجنوبية ستنقل بعد تحريرها إلى مصرف في سويسرا ومن هناك إلى قطر.
من جهته، أعلن مجلس الأمن القومي الأميركي، في بيان، أنّ “إيران أفرجت عن 5 أميركيين معتقلين لديها، ووضعتهم رهن الإقامة الجبرية في أحد فنادق العاصمة طهران”. وأضاف أنّ “المفاوضات من أجل إطلاق سراح الأميركيين الخمسة مُستمرة وحساسة”.
وتابع البيان أنه سيُسمح لخمسة معتقلين أميركيين بمغادرة إيران في مقابل حصول طهران على 6 مليارات دولار، و”إطلاق الولايات المتحدة سراح عدد من الإيرانيين المسجونين” لديها.
ووفق صحيفة “نيويورك تايمز”، فإن من المتوقع أن يتم نقل المعتقلين إلى الدوحة على متن طائرة حكومية قدمتها قطر بعد أدائها دوراً مركزياً في التوسط بشأن الصفقة.
وأكدت الصحيفة أنّ الاتفاق سيتضمن “إلغاء تجميد نحو 6 مليارات دولار من عائدات النفط الإيراني”.
والخطوة الأولى في الاتفاق، الذي يأتي بعد أكثر من عامين من المفاوضات الهادئة، هي إفراج إيران عن 5 أشخاص (3 من أصول إيرانية، بالإضافة إلى أميركيين اثنين)، وفق الصحيفة، وفي الوقت نفسه، ستفرج واشنطن عن مسجونين إيرانيين لديها.
وأكد شخصان للصحيفة الأميركية، تم اطلاعهما على ترتيبات الإفراج، أنّ أحد الأميركيين الذين لم يتم الكشف عن هويتهم عالِم، والآخر رجل أعمال، أما الثلاثة الباقون، فهم أميركيون من أصل إيراني.
وأكد أشخاص مُطّلعون على الاتفاق للصحيفة أنّه “عندما يُسمح للأميركيين بالعودة إلى الولايات المتحدة، ستطلق إدارة بايدن سراح مجموعة من المواطنين الإيرانيين، الذين يُمضون عقوبات بالسجن بسبب انتهاكهم العقوبات المفروضة على إيران”.
ولفت المسؤولون إلى أنّ الولايات المتحدة الأميركية ستقوم بإلغاء تجميد ما يقرب من 6 مليارات دولار، في بنوك كوريا الجنوبية، ووضع الأموال في حساب في البنك المركزي القطري.
وأمس، قال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، إنّ بلاده لا تأخذ أيّ شروطٍ مُسبقة بشأن تبادل السجناء مع واشنطن في الحسبان، مؤكداً أن طهران مستعدة للقيام بذلك بناء على أسس إنسانية، وضمن الإطار المتفق عليه.
وفي وقتٍ سابق، أكّدت وزارة الخارجية الإيرانية أنّه تمّ، في شهر آذار/مارس من العام الماضي، التوقيع على اتفاقية مكتوبة مع واشنطن بشأن تبادل السجناء عبر الوسطاء.
ومطلع الشهر الحالي، أفادت شبكة “أن بي سي” نيوز الأميركية بأنّ مفاوضات غير مباشرة جارية على قدمٍ وساق بين طهران وواشنطن، بغية إطلاق سراح محتجزين لدى الطرفين، عبر “وسطاء” من قطر وبريطانيا.
وخلال الأعوام الماضية، أفرجت السلطات الإيرانية عن عدد من الموقوفين الأجانب، تزامناً مع إطلاق سراح إيرانيين موقوفين في دول أجنبية.