أسباب استمرار الدولة الزيدية في اليمن الف ومئتين عاما
أسباب استمرار الدولة الزيدية في اليمن الف ومئتين عاما
يمني برس/
حين حط الإمام الهادي الى الحق يحىي بن الحسين عليه السلام رحاله في اليمن؛ بدأ في إرساء قواعد الحكم الرشيد، ووضع أسس الولاية العادلة؛ إذ أعلن عند وصوله تلك القواعد، وطلب من الناس البيعة عليها، وتلك القواعد تمثل برنامج تحديد ((الواجبات والحقوق)) المتبادلة بين الوالي والرعية
أولاً /تحديد الحقوق:
ألزم الإمام الهادي عليه السلام نفسه بالتزامات تضمن حقوق الرعية، أكثر مما طلب من الرعية الالتزام به؛ فقال عليه السلام:” أيها الناس إني أشترط لكم أربعاً على نفسي:-
1- الحكم بكتاب الله وسنة نبيه.
2- والأثرة لكم على نفسي فيما جعلته بيني وبينكم، أوثركم فلا أتفضل عليكم.
3- وأتقدم عليكم عند لقاء عدوي وعدوكم.
4- وأقدّمكم عند العطاء قبلي.
ثانياً : الواجبات
وفي مقابل تلك الالتزامات التي الزم بها الإمام عليه السلام نفسه كحقوق للرعية، لم يشترط عليهم إلا شرطين فقط، قال عليه السلام:-
“وأشترط لنفسي عليكم اثنتين:
1-“النصيحة لله سبحانه وتعالى في السر والعلانية”.
2-والطاعة لأمري على كل حالاتكم ما أطعت الله، فإن خالفت فلا طاعة لي عليكم، وإن ملت وعدلت عن كتاب الله وسنة نبيه فلا حجة لي عليكم، فهذه هي سبيلي (أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني).
وفي الشرط الأخير نجد الإمام عليه السلام يحدد صلاحياته ووجوب طاعته بمدى التزامه هو بأوامر الله، وبمدى اتباعه لكتاب الله، في معيار لا نجده عند عشاق المناصب، ومحبي السلطة، ليجعل بذلك المبدأ الإيماني سببا لصلاح الحاكم، ومعيارا لاتباعه، وبوصلة للحكم الرشيد.
وهذا ما سار عليه أعلام الهدى من بعده على مدى 1200 عام، وهذا أيضا مما ضمن استمرارية الدولة الزيدية في اليمن لأكثر من 12 قرنا من الزمان، وبهذا سجلت الدولة الزيدية في اليمن الرقم القياسي في تاريخ الدول في التاريخ الإسلامي، في مختلف بقاع العالم الإسلامي.