تفاصيل مسارات صنعاء في المرحلة المقبلة
تفاصيل مسارات صنعاء في المرحلة المقبلة
يمني برس/
توازياً مع مراوحة جهود الوساطة مكانها الذي توقفت عنده منذ أشهر، والمناورات الأميركية السعودية لإبقاء الوضع على ما هو عليه كسباً للوقت، تستمر صنعاء بتحصين وبناء الدولة على ركام ما دمره العدوان والإرث الذي تركه السلف من بيروقراطية واهمال طالت تلك المحافظات وبشكل ممنهج لعقود مضت.
كما لم يقتصر ذلك على السير بمسار منفرد بعيداً عن رصد ما يجري، بل ان “اليد الخفيفة على الزناد” تعمل أيضاً على تطوير الترسانة العسكرية التي باتت قادرة على ضرب أي هدف في أي مدينة بدول العدوان، وفق ما أكد رئيس المجلس السياسي الأعلى، المشير مهدي المشاط.
رسم الرئيس المشاط خريطة العمل التي تنتهجها صنعاء والتي بدأت بها بالفعل، لمواجهة العدوان المستمر على مختلف المستويات، وليس العسكرية فقط. وقسّم المشاط الأولويات إلى 3:
الأولوية الأولى: التصدي للعدوان والحصار مشدداً على ضرورة استمرار التعبئة العامة بين أوساط الجيش، وأوساط القبائل والنخب، وكل المجالات الرسمية والشعبية.
وفي حين أن احتمالية عودة التصعيد قائمة بأي لحظة، كان القرار بالبقاء على أهبة الاستعداد، “فعدونا متوقع أن يغدر، وأن يخدع في أي لحظة”. مشيراً إلى ان هناك “حرب اقتصادية يشنها العدو، ومن الأخطاء الجسيمة والفادحة أن تتوجه أو يتوجه كائن من كان إلى تحويل اللوم على القوى الوطنية”.
الأولوية الثانية: استقرار الجبهة الداخلية.. متوجها “إلى كل الإعلاميين والسياسيين لا تذهبوا بعيداً، وحدة الكلمة قبل كل موقف، وحدة الكلمة قبل كل عواطف، أو مشاعر تشاع من هنا أو هناك، يجب ان نرص الصفوف في مواجهة هذا العدو”.
الأولوية الثالثة: إصلاح مؤسسات الدولة
خلال وضع حجر الأساس لحزمة من المشاريع تتجاوز 5 مليارات في محافظة صنعاء، وفي غيرها من المحافظات، أكد المشاط على ان القدرة على “النهوض ببلدنا… نحن مسكنا هذا البلد ومؤسسات الدولة تحت الصفر”.
يأتي هذا الكلام وسط تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في مختلف المحافظات اليمنية، خاصة تلك التي تقبع تحت إدارة حكومة معين عبد الملك، والتي تشهد احتجاجات مستمرة على سوء الإدارة وسرقة الموارد والهدر والفساد. بالمقابل، تحاول صنعاء بالموارد المتاحة انجاز فرق واضح على المستوى المعيشي لليمنيين. ولهذا كشف عن ان اليمن اليوم أصبح قادرًا على إنتاج 1818 صنفًا من الأدوية بعد أن كان البلد ينتج 38 صنفاً فقط عام 2017، مبينًا أن هناك جهود كبيرة ولا ينبغي أن نسمع للمحبطين ولا نستسلم لهم.
وتوجّه المشاط بعدة رسائل لقوى العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي، قائلاً: “ربما أنكم تحتاجون إلى أن تجربوا؛ الآن قوتنا الصاروخية تستطيع أن تضرب أي هدف في أي مدينة بدول العدوان من أي مكان في اليمن وليس من منطقة بعينها”.
من ناحية أخرى، تستمر جهود الوساطة العمانية بين السعودية وصنعاء مع عدم احداث خرق جدي في جدار الأزمة. وعلى الرغم من الجولات المكوكية التي قام بها كل من المبعوث الأممي والمبعوث الأميركي كل في نطاق أجندته المرسل لتطبيقها، لم توافق صنعاء على شروط وكلاء الرياض في عدن ومأرب بعزل الملف الإنساني عن باقي الملفات، رافضة استمرار الحال على ما هو عليه.
وبينما يصل يصل ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان إلى سلطنة عمان بعيد انتهاء قمة العشرين، تتجه الأنظار إلى مخرجات هذا اللقاء، على الرغم من تدني التوقعات بشأنها، إذ أن لا جديد جذري يمكن ان يقدمه بن سلمان للسلطنة لأجل تحريك مياه المفاوضات الراكدة منذ أشهر.
موقع الخنادق الاخباري