ركائزُ النجاح لثورة ٢١ سبتمبر
في العقد الماضي، وتحديداً في 2011م، بعد الألفية الثانية من الميلاد، شهدت بعضُ دول العالم العربي ثوراتٍ، جل ما توصلت إليه تلك الثورات، هو فقط تغيير شخصيات شكلية، كانت مُجَـرّد أدوات تنفيذية، لأطماع قوى إقليمية ودولية، نافذة ومستحكمة في قراراتها وخيراتها، وقد استطاعت دول النفوذ، تلافيَ الوضع بتلبية صوت الثورات، من خلال تحقيق مطالبها الشكلية، دون أن تدعَها تخرُجَ عن سيطرتها؛ فعمدت إلى تغيير الريبوتات المنبوذة، بريبوتات جديدة، تؤدِّي نفسَ الدور الأول، دونَ أي تغيير حقيقي وجذري، في واقع الشعوب؛ ولهذا السبب تحطّمت آمالُ كافة الشعوب العربية، عن مواصلة الثورات، عدا الجمهورية اليمنية، التي واصلت النهجَ الثوري، من خلال ثلاث ركائز أَسَاسية: شعب وَمنهج وقيادة، ونجحت ثورة الـ21 من سبتمبر ٢٠١٤م، بفضل تكامل تلك الركائز، التي لم تتوفر في بقية الشعوب العربية؛ ولذلك فشلت ثوراتهم، دون تغيير الواقع، ولم يحقّقوا إلا تغيير ديكورات جديدة، ومزيدًا من الريبوتات البشرية، التي تحَرِّكُها القوى الخارجية.
تمثّلت الركائز الأَسَاسية لنجاح ثورة الـ21 من سبتمبر، في شعبٍ حكيمٍ، سلَّمَ زمامَ أمره لقيادةٍ حكيمةٍ، ساروا ضمن منهجية أُحكمت آياتها؛ فرسمت لهم طريقَ الحل والمخرج، وحدّدت منبعَ الظلم والظالمين؛ ليرتفع سقفَ المطالب -هذه المرة- ليس بتغيير شخص شكلي، بل برفع الوصايةِ الخارجية، ونيل الحُرية والسيادة والاستقلال، في القرار والموقف، واستعادة الخيرات والثروات المنهوبة؛ لتعود لصالح الشعب، وبهذا تسارعت الأحداث إيجاباً للشعب اليمني، بينما خرجت أحداث الثورة عن نطاق سيطرة الدول الإقليمية؛ مما جعلهم يتلاومون فيما بينهم، ويتبادلون الاتّهامات، ولم يطيقوا تحمل الموقف، فعمدوا -بتجهيز وترتيب متسارع- لشن عدوان غاشم، آملين بهذا التدخل العسكري، كسرَ إرادَة الشعب، وإنهاء ثورته؛ مما برهن على نجاح الثورة السلمية اليمنية.
إن المنهجيةَ التي تقول: “إن زعماءَ العرب ليسوا سوى مُديرِي أقسام شرطة لدى الأمريكي”، لَهي المنهجيةُ التي رَبّت قائداً شجاعاً، وشعباً قوياً، وجيشاً يمنياً، ليس فقط لمواجهة أعتى عدوان، من دول الجوار والعالم، وإنما ليكونَ قائداً وشعباً وَجيشاً قوياً، قادراً على مواجَهة التدخل الأمريكي، وبمعنويات وعقيدة قتالية، ورباطة جأش لا نظيرَ لها، وهذا ما نراه من الجيش اليمني، من خلال استعراضِه المهيب، بتاريخ الـ21 من سبتمبر المجيد.