“طوفان الأقصى” وحسرة المطبعين
“طوفان الأقصى” وحسرة المطبعين
الطوفان لم يطوح بالكيان الصهيوني فحسب بل وهز المطبعين مع الكيان والمهرولين نحوه بالتطبيع وبقدر ما شكلت عملية طوفان الأقصى مفاجأة مرعبة وصادمة للعدو الصهيوني فإنها كذلك صدمت المطبعين معه.. ذلك أن ما جعل المطبعين يهرولون نحو الخطيئة هو الانبهار والانشداد نحو الصهاينة وما اعتقدوه مصدر قوة لهم وقد خاب ذلك الاعتقاد حينما رأوا أمس تهاوي الكيان الصهيوني وانهزامه بشكل غير مسبوق.
العملية فاجأت العدو الصهيوني وكانت فوق مستوى استيعابه ولهذا كانت صدمته كبيرة إلى حد الارتباك والذعر وفقدان التوازن وذلك ما ظهر في تصرفه خلال العملية وبعد بدئها بساعات.. ومن شعوره بالعجز والوهن واعترافه بأن استعادة المستوطنات أمر صعب.. كذلك ظهور قادته مذعورين مربكين ومرتعدين من هول المفاجأة.
طوفان الأقصى لم تكن متوقعة ولم يحسب حسابها الصهاينة بل لم يتوقعوا أن يواجهوا سيناريوهاً شبيهاً أو مقارباً لها.. هجوم بري وبحري وجوي شامل وبحجم واسع وبسرعة مذهلة انكسرت خطوط الدفاع وتهدم الجدار العازل وفقدت السيطرة على القوة العسكرية التي حوصرت حول غلاف غزة وتحولت إلى أسرى وقتلى وجرحى ورهائن وغنائم بأيدي المجاهدين.. تزامن مع ضربات صاروخية أمطرت مدن الكيان المحتل بها ما شتت العدو الصهيوني وجعلته يواجه حربا غير مسبوقة.
لأول مرة يتعرض الصهاينة لقتل ذريع بهذا المستوى وللقتل أثره على نفسيات اليهود وسيقوض شعورهم بالأمان في فلسطين المحتلة ويدفع بهم إلى الهجرة العكسية.
مشاهد الفلسطينيين وهم يعتلون الدبابات الصهيونية تذكرنا مواكب التحرير في عام 2000 بجنوب لبنان ..أما مشاهد اقتياد الأسرى فلا سابق لها أبدا.. لقد حققت المعركة انتصارات عظيمة ولها تداعياتها المستقبلية في تحرير فلسطين والأقصى بإذن الله.
هذه العملية مباركة وعظيمة.. انتصاراتها كبيرة وبركاتها واسعة، فقد هدمت كل ما بناه الصهاينة من جدران خرسانية وحصون وثكنات وخطوط دفاع لتطويق غزة.
وفاجأت العدو الصهيوني من حيث لم يحتسب بعد أن توهم بأن الجدران ومنظومات التجسس والرصد والحماية ستحميه فأتت عليه من حيث لا يحتسب وبما لم يحسب له حساب، وكشفت هشاشة الكيان الصهيوني ومنظوماته الدفاعية والاستخبارية وقبل ذلك أثخنته قتلا وجرحا وأسرا وخسائر لا تحصى.
ومن بركاتها أنها هزت أركان التطبيع والخيانة حين كشف اليهود الصهاينة بصورتهم الذليلة المهزوزة وحقيقتهم المهزومة والمرتعدة.
ومن بركاتها أنها بدأت العد العكسي لوجود الكيان الصهيوني وابتدأت زمن الانتصارات العربية وحفزت المعنويات لمواجهته وقتاله.