تحالُفُ العدوان يغامِـــرُ بالإصرار على المماطلة: استمرارُ الحصار تصعيد
كشفت الرسائلُ الجديدةُ التي وجَّهَهَا الرئيسُ المشاط في خطابِه بمناسبة ذكرى ثورة 14 أُكتوبر، أن تحالُفُ العدوان يواصلُ الاعتمادَ على تقديراته الخاطئة في قراءة إيجابية موقف صنعاء تجاه السلام، وذلك من خلال الاستمرار بالمماطلة في التجاوب مع استحقاقات ومطالب الشعب اليمني الإنسانية المشروعة، الأمر الذي حرص الرئيس على أن يوضح خطورته، من خلال اعتبار استمرار الوضع الراهن “تصعيدًا إجراميًّا” يستدعي الرد بالمثل؛ وهو تحذيرٌ يضعُ دولَ العدوان، وعلى رأسها النظام السعوديّ، مرة أُخرى، في مواجهة خطرِ انفجار الوضع.
الرئيسُ أوضح في خطابه أن العدوّ يماطل في تنفيذ إجراءات بناء الثقة المتمثلة بـ: رفع الحصار عن المطارات والموانئ وصرف مرتبات الموظفين، محذرا من أن استمرار الحصار لا يمثل فقط مؤشرًا على انعدام الجدية وإنما “تصعيدٌ وعملٌ إجراميٌّ مستفزٌّ يُعطينا كامِلَ الحَقِّ في الرد المناسب والمماثل ما لم نلمس تجاوُبًا سريعًا”.
هذا التوضيح والتحذير يؤكّـد جملة أمور، أهمها: أن تحالف العدوان لا يزالُ يعوِّلُ على المماطلة والمراوغة ومحاولة كسب الوقت، وأن “الإيجابية” التي شهدتها المفاوضات خلال الفترة الماضية لم تكن كافية لتغيير هذا الموقف السلبي؛ إذ لا يزال الهدف الرئيسي بالنسبة لدول العدوان هو فقط إبقاء الوضع على ما هو عليه.
وهذا ما تؤكّـده أَيْـضاً مختلف المعطيات على الأرض؛ إذ لا يزال وضع مطار صنعاء الدولي على سبيل المثال يترجم بوضوح إصرارًا كَبيراً من جانب دول العدوان على استخدام الرحلات الجوية كأوراق ابتزاز، وذلك من خلال اللجوء إلى إيقاف الرحلات تارة، وإنقاصِ عددها تارة أُخرى، إلى جانب التضييق على المسافرين والمرضى، عن طريق عدم منحهم الموافقات الأمنية؛ الأمرُ يؤكّـدُ بوضوحٍ أن دولَ العدوان لا تزالُ تفضِّلُ المساومةَ بالحقوق، على الحل الحقيقي والفعلي.
وبناءً على هذا الواقع، جاء تحذير الرئيس المشاط ليجدد التأكيد وبشكل واضح على أن وضع خفض التصعيد الذي فرضته العملية التفاوضية من واقع الحرص على السلام قد وصل بالفعل إلى نهاية مساره، وأن مماطلة تحالف العدوان لن تفضي هذه المرة إلى جولة تفاوض جديدة، بل إلى رد عسكري يكافئ الحصار الإجرامي المفروض على البلد، الأمر الذي يعني أن تحالف العدوان لم يعد يمتلك أية مساحة مراوغة للاستمرار بالموقف الراهن، خُصُوصاً وأن حديث الرئيس المشاط يشير بوضوح إلى أن كافة متطلبات الحل قد باتت واضحة ومحدّدة ولم تعد تنتظر سوى التنفيذ.
وقد تضمن هذه التحذير إشارة مهمة إلى أن دول العدوان لن تكون بمنأىً عن تداعيات استمرار الحصار، وأن الرد لن يكون محصورًا في خيارات معينة؛ فتأكيد الرئيس على أن “الرد بالمثل” يلفت النظر بوضوح إلى أن انفجار الوضع سيطال بشكل مباشر المنشآت والقطاعات الحيوية لدول العدوان والتي يضمن استهدافُها تحقيقَ آثار مماثلة لآثار الحصار المفروض على اليمن.
ويوضح هذا التحذير أَيْـضاً أن الاستجابةَ لمطالب واستحقاقات الشعب اليمني أَيْـضاً يجبُ أن تأتيَ بالشكلِ المطلوبِ الذي يرفعُ معاناةَ الشعب اليمني ويزيلُ قيودَ الحصار؛ وهو ما يعني أن الخطوات الشكلية التي تعوَّد تحالف العدوان على اتِّخاذِها؛ بغرض المراوغة وكسب المزيد من الوقت، لن تُجدِيَ هذه المرة.