“طوفان الأقصى” وحتميةُ زوال الكيان
القدس قضيتنا الأولى وكما قالها لكم سيدنا وقائد مسيرتنا السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله ورعاه- هيهات هيهات أن نفرِّطَ بقدسنا فالقدس حق لنا ولن نتخلى عنه أَو نفرط فيه.
ليعلم أحفاد القردة والخنازير أن المحور يدٌ واحدة وزمن الاستفراد قد ولى، معركتنا واحدة وزوالكم حتمي، وعما قريب يدخل مجاهدونا بوابة النصر أفواجاً، ونمرغ أنف العدوّ الإسرائيلي في وحل الهزيمة والذل لنخلص الأرض من خبثهم وحقدهم، ولا وجود لليهود والصهاينة وطغاة العالم.
ارفعوا هامتكم عاليًا، إنه يمن الإيمَـان والحكمة، أولي البأس الشديد، من تقف لهم الأبصار شاخصةً من عظمتهم معكم وإلى جانبكم، والكيان الإسرائيلي هو كيانٌ مؤقَّتٌ مصيرُه الزوالُ حتماً، هذا وعد الله كما في صريح الآيات المباركة في سورة المائدة وسورة الإسراء.
الحتميات الثلاث قدمها القرآن الكريم، ويجب أن نعيها جيداً، ومنها هزيمة هذا العدو، هذه مسألة محتومة، أكّـد عليها الله في القرآن الكريم، في الوقت الذي أخبر الله فيه في بداية سورة الإسراء، عن هذا العدوّ، عن خطورته، عن فساده في الأرض، {لَتُفْسِدُنَّ فِي الأرض مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا} [الإسراء: من الآية4].
أخبر -في نفس الوقت- عن حتمية سقوط هذا العدوّ، وهزيمة هذا العدوّ، وفشل هذا العدوّ، وأن هذه النهاية حتمية، فيقول الله “سبحانه وتعالى”: {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخرة لِيَسُوءُوا}، يعني: وعد المرة الآخرة من المرتين، {لَتُفْسِدُنَّ فِي الأرض مَرَّتَيْنِ}، {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخرة لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أول مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا} [الإسراء: من الآية7]، فهو يبين هنا النتيجة الحتمية لسقوط هذا العدوّ، وهزيمة هذا العدوّ، وهذه طمأنة كبيرة جِـدًّا، وهذا هو مقتضى العدل الإلهي، مقتضى العدل الإلهي: كيان بهذه الإجرامية، بهذا الإفساد، بهذا التضليل، بهذا العداء لله، ولرسله، ولأنبيائه، ولعباده، بهذا السلوك الإجرامي، مآله هو الهزيمة، هو السقوط، هو هذه النهاية المحتومة.
والحتمية الثانية: حتمية خسارة الموالين له، إن الذين يوالون هذا العدوّ، ودخلوا في رهانات خاطئة، وتصورات باطلة، وأوهام، وسذاجة، وغباء، دفعهم إليها ما هم عليه من المرض في قلوبهم، الانحطاط الأخلاقي والإنساني، يقول الله “سبحانه وتعالى”: {فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَو أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ}، وَ(عسى) من الله هي وعد، ليست تخمينات، ليست احتمالات، هي وعدٌ قاطع، {فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَو أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أنفسهِمْ نَادِمِينَ} (52)، وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ إيمَـانهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأصبحوا خَاسِرِينَ} [المائدة: 52-53]، إن كُـلّ هؤلاء المطبعين والمطبلين للتطبيع، والمتجهين (علناً، أَو سراً) في الولاء للعدو الصهيوني الإسرائيلي اليهودي، واللوبي اليهودي في العالم، مهما فعلوا، مهما كانت تبريراتهم، مهما كانت إمْكَانياتهم؛ تصوراتهم خاطئة، ورهاناتهم ساقطة؛ وفشلهم، وخسرانهم، وندمهم، هو النتيجة الحتمية، ومآل أمرهم إلى ذلك حتماً، لا شك في ذلك، لا شك في ذلك.
الحتمية الثالثة، هي غلبة عباد الله، المؤمنين، الذين وثقوا به، الذين عندما اتجه العدوّ ليستقطب أبناء هذه الأُمَّــة، ليكونوا موالين له، كان ولاؤهم لله “سبحانه وتعالى”، ولاؤهم في الاتّجاه الصحيح، ارتباطهم وثقتهم بالله “سبحانه وتعالى”، وتوكلهم عليه، فكان نتاج ذلك: ثباتهم على الموقف الحق، على الموقف الصحيح، على الاتّجاه الصحيح، واتّجاهات الأُمَّــة الإسلامية والعربية.
الاتّجاه المقاوم: والمتمثل بالمقاومة الفلسطينية واللبنانية، وهذا الاتّجاه هو الاتّجاه الذي استمر بفاعلية في التصدي للخطر الإسرائيلي، والذي حَــدّ من توسع هذا التهديد نحو البلدان الأُخرى، وحظي بدعم بعض البلدان العربية والإسلامية الحرة، وأصبح اليمن اليوم من أعظم شعوب الأُمَّــة في النصرة والمدد.
إن الشعب اليمني العظيم بكل رجاله على أتم الجهوزية والاستعداد للتحَرّك وتنفيذ الخيارات العسكرية التي أعلنها السيد القائد -حفظه الله- وإزالة سياج الدول المطبعة والعميلة من هم ضمن اتّجاه الخذلان والجمود ويشمل شعوباً متعددة، ومساحة واسعة من جماهير الأُمَّــة وأبنائها، ممن يعيشون حالة التكبيل والقيود من أنظمتهم وحكوماتهم وزعاماتهم التي تبنت هذا الموقف ما عدا إطلاق بعض المواقف الشكلية من الإدانة والاستنكار.
اتّجاه التطبيع: تطور موقف الخذلان في بعض الدول ليصل إلى درجة التحالف والتطبيع والتعاون مع إسرائيل، وإعلان مواقفَ سلبية من المقاومة.