الطوفان الذي تجاوز الحدود
الطوفان الذي تجاوز الحدود
يمني برس- بقلم- حسين ديراني*
استيقظت الامة العربية والاسلامية صباح السابع من اكتوبر على زغاريد الانتصار التاريخي العظيم الذي حققه ابطال المقاومة الاسلامية في فلسطين بالعملية النوعية البطولية التي اُطلق عليها اسم ” طوفان الاقصى ”
ثأرا للمجازر اليومية التي يرتكبها جيش الكيان الصهيوني الارهابي بحق الشعب الفلسطيني، كبارا وصغارا، شيوخا واطفالا، رجالا ونساء منذ نشأته واغتصابه لأرض فلسطين العربية والإسلامية، ومنذ استباحته للاماكن المقدسة الاسلامية والمسيحية في مدينة القدس الشريفة.
هذا العدو الغاصب بجيشه ومستوطنيه يستبيحون الاعراض والمقدسات يوميا في فلسطين دون رادع، بل بدعم كامل من الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية رغم اهوال المجازر التي يرتكبها هذا العدو بحق الشعب الفلسطيني قتلا وتدميرا، والاستيلاء على اراضيه وقمعه ومحاصرته، حتى عاش هذا الشعب المظلوم الصابر المجاهد كل الوان وعناوين القهر والعذاب والاضطهاد منذ اليوم الاول لاحتلال فلسطين، فهناك عشرات الآلاف من القصص والروايات عن هذا القهر، وما وجود اكثر من 10 الاف اسير فلسطيني داخل السجون الاسرائيلية الارهابية الذين يعانون من كل الوان العذاب النفسي والجسدي الا قصة واحدة من قصص القهر والظلم والاضطهاد.
حتى جاء فجر السابع من أكتوبر مهللا مستبشرا مشرقا منيرا، حتى جاء هذا اليوم الذي اثلج قلوب المؤمنين والمقهورين، حين تسمرت العيون على الشاشات وهي ترى المعجزات تتحقق على ايدي رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، رجال الله في الميدان يقتحمون الاسوار العالية والحصون العسكرية الصهيونية المحصنة بأحدث الآلات العسكرية والتقنية، فيصلون الى معسكرات العدو ومستوطناته، ويحطمون جبروت الكيان الصهيوني في اكبر مشهد من مشاهد الذل والهزيمة منذ نشأة هذا الكيان العنصري الغاصب.
فكان الفتح المبين على ايدي هؤلاء الرجال ، الذين اعادوا للامة عزتها وكرامتها وعنفوانها، وكشفوا عن الوجه الحقيقي الجبان لهذا العدو، الذي هو كما عبر عنه سماحة امين المقاومة وسيدها السيد حسن نصرالله حفظه الله ” إن إسرائيل هذه اوهن من بيت العنكبوت ” وصدق وهو اصدق الصادقين.
فشاهدنا كيف فر جيشهم المحصن فرار العبيد، وكيف استسلموا لرجال المقاومة جنودا ومستوطنين كالجرذان، وكيف بالوا على انفسهم خوفا ورهبا وجبنا.
وبعد هذه المشاهد الصادمة لقادة العدو ظهر رئيس الكيان الصهيوني نتنياهو مرعوبا مهددا بالانتقام، متوعداً الشعب الفلسطيني بالويل والثبور، وبماذا يهدد وجيشه ظهر على حقيقته جبانا ومرتعبا، ولا يملك سوى القوة الجوية التي لا تحسم حربا ولا تنهيه، واقصى ما يمكن فعله ارتكاب مجازر جديدة بحق اطفال فلسطين في غزة، وحتى في هذا التهديد مكبل اليدين فهناك مئات الاسرى من الجنود والمستوطنين الصهاينة في كل احياء قطاع غزة، وقصف الشعب الفلسطيني يعرضهم للقتل والابادة.
ومكبل بقوة الردع من كافة محور المقاومة.
فآفاق عملية ” طوفان الاقصى ” تجاوزت حدود فلسطين، ومن يريد معرفة ذلك فلينظر الى الافراح التي بانت على وجوه الاحرار في العالم، والاحتفالات التي اقيمت في عواصم دول محور المقاومة من صنعاء الشامخة، الى طهران الابية، الى بغداد الحشدية، الى دمشق الصابرة المحتسبة الصامدة، الى بيروت العزة والكرامة والصمود، ولم يكتفوا بالاحتفالات بل وضعوا كل الامكانيات لدعم المقاومة الفلسطينية حتى تحقيق الانتصار الاكبر بزوال هذا الكيان الغاصب وإجتثاثه من جذوره، وهو يعيش اضعف حالاته السياسية والعسكرية والامنية.
والرسالة التي اوصلتها المقاومة للذين طبعوا مع هذا الكيان الصهيوني، وللذين في طريقهم للتطبيع العلني مع هذا الكيان العنصري الارهابي ان رهانكم سقط تحت اقدام المقاومين، وان رهانكم على هذا العدو كرهانكم على حصان اعرج، ستكونون اذلاء خانعين تشاركونه ايامه الاخيرة، وهو يعيش مرارة الهزيمة والهوان.
فليكن لكم ايها الحكام العرب والمسلمون موقفا يكتبه لكم التاريخ بأنكم ناصرتم الشعب الفلسطيني ووقفتم الى جانبه في مقاومة الاحتلال ودحره. إلا اذا كان مكتوب عليكم ان تكونوا من المغضوب عليهم ولا الضالين، ومن الذين وصفهم الله بقوله ” بسم الله الرحمن الرحيم ” وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ “.
محلل سياسي لبناني *