مجزرة مستشفى المعمداني.. بإشراف وسلاح “أمريكي” وتنفيذ إسرائيلي
مجزرة مستشفى المعمداني.. بإشراف وسلاح “أمريكي” وتنفيذ إسرائيلي
لم يعد خافياً على أحد، مجزرة مستشفى المعمداني هي بإشراف أمريكي وسلاح أمريكي وتنفيذ إسرائيلي، والهدف ضرب معنويات المقاومة وشعبها في غزة، لإجبارهم على تحويل نصر طوفان الأقصى العسكري والميداني، الى هزيمة واستسلام، وهذا ما لن يحصل إطلاقاً.
فالمقاومة الفلسطينية، بالرغم من الحصار والقصف بمئات الغارات الجوية، وآلاف أطنان المتفجرات والذخائر، التي قدرها البعض بأنها توازي ربع قنبلة نووية، ما تزال في أعلى مستويات قوتها وقدراتها، وما زال في جعبتها العديد من المفاجآت، بل وتنتظر بفارغ الصبر العملية البرية للجيش الإسرائيلي، كي تُضاعف من انتصاراتها وإنجازاتها وخسائر الاحتلال.
أمّا الشعب في غزة، فبالرغم من كل الدمار والمجازر، والتي لم تكن مجزرة المستشفى بالأمس هي الأولى، إلا أنهم ما يزالوا متمسكين بخيار المقاومة، ويرفضون الرضوخ للمشاريع والأهداف الإسرائيلية والأمريكية.
وبالعودة الى مجزرة إبادة مستشفى المعمداني، فإنه من المهم التأكيد على أن كل الدلائل والمؤشرات، تُثبت المسؤولية الإسرائيلية والأمريكية المباشرة عن حصولها، بالرغم من محاولات جيش الاحتلال الفاشلة، عبر المتحدث الرسمي باسمه وجهاز الهسبراه، تضليل الحقيقة والتنصل من هذه المسؤولية، عبر اتهام إحدى فصائل المقاومة بذلك.
الدلائل والمؤشرات
_أول الدلائل، هو اعتراف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الكولونيل دانيال هاجري، بأن سلاحهم الجوي قصف مرآب المستشفى وليس مبنى المستشفى نفسه، زاعماً بأن صاروخاً خاطئاً للمقاومة هو من تسبب الإبادة وليس صاروخهم. لكن هاجري عمد في وقت لاحق إلى التراجع عن هذا الاعتراف، معلناً بأن جيش الاحتلال لم يشن أي عملية جوية أو برية أو حتى بحرية على المستشفى في ذلك الوقت، مقدماً تحليلاً وأدلة يسهل صناعتها في وقتنا الحالي عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي.
إذا ً الاعتراف الأولي ثم التراجع، وحصول تضارب في الروايات الإسرائيلية، يكشف كذب الكيان. خاصةً أن فيديو الصاروخ الذي تسبب بالمجزرة، يثبت بوضوح أن الهدف كان مرآب المستشفى وليس أحد مبانيها، وهو ما لم يدعي عكسه أي طرف فلسطيني، بل يتطابق مع إفادتهم بأن الصاروخ استهدف مئات النازحين الذي لجأوا الى باحات وحدائق المستشفى، خوفاً من الغارات الإسرائيلية.
_ الإدانة الواضحة للكنيسة الأسقفية في القدس التي تدير المستشفى لما وصفته بالهجوم الوحشي والجريمة الإنسانية، الذي وقع أثناء غارات إسرائيلية.
_ منذ اندلاع معركة طوفان الأقصى، لم يتورع الإسرائيليون عن تهديد واستهداف المراكز الصحية والاستشفائية في القطاع، ومنهم هذا المستشفى أيضاً، الذي وصلته تهديدات بالقصف من القوات الإسرائيلية بضرورة إخلائه مع 22 مستشفى ومركز طبي آخر. ولو تتوقف الجرائم الإسرائيلية عند هذا الحد بل طالت قصف 23 سيارة إسعاف وقتل أكثر من 25 طبيبا مع عائلاتهم وتدمير حوالي 50 مركز طبي. وقد خرج أكثر من 30 مركزاً صحياً في القطاع عن العمل، وبعض المستشفيات – حتى بعد مجزرة الإبادة كالمستشفى الأوروبي – لا يزال خاضعاً لتهديدات الاحتلال.
مواصفات القنبلة الأمريكية المستخدمة في مجزرة الإبادة
استدل صحيفة وول ستريت جورنال والعديد من الخبراء العسكريين، من خلال ما انتشر من مقاطع فيديو للإبادة بأن القنبلة الأمريكية المستخدمة هي من طراز مارك 84 أو BLU-117.
وأبرز مواصفاتها:
_قنبلة ثقيلة غير موجهة شائعة الاستخدام (بسبب كمية المحتوى شديد الانفجار المعبأة بداخلها) ليتم إسقاطها على الهدف.
يمكن إضافة العديد من الزوائد إليها لترقيتها وتحسين نتائجها، ويرجّح المتخصصون بأن قنبلة الأمس هي ذات الترقية GBU-31 JDAM.
_الشركة المصنعة: جينيرال دينامكس.
_وزنها: 907 كغ.
_الطول: 3.84 م.
_القطر: 460 ملم.
_نوع الحشوة المتفجرة: التريتونال أو H6 أو PBXN-109(428 كغ).
_ يسبب تجزئة مميتة في دائرة شعاعها 370 مترًا (وهو ما كان واضحاً في ليلة المجزرة و الإبادة).
_ في مارس / آذار 2016، قصفت طائرة تابعة للتحالف العدوان السعودي الأمريكي واحدةً منها ضد سوق يمنية، ما أدى الى استشهاد 97 شخص مدني.