من التاريخ القريب لطابور المرتزقة
بقلم/ أبو بكر عبدالله
عندما حشد نظام آل سعود ذلك العدد الكبير من السياسيين والمسؤولين المدنيين والعسكريين والإعلاميين إلى الرياض واكثر منهم في الداخل هو في الواقع استدعى طابور الخيانة والعمالة الذي ركن عليه في تنفيذ مؤامراته واجنداته السياسية والعسكرية والأمنية في هذا البلد طوال السنوات التي عاش فيها اليمن واليمنيون أكبر محنهم وأزماتهم السياسية والاقتصادية والامنية.
في زمن الوصاية ومراكز النفوذ كان كل واحد من هؤلاء يجد الطريق سالكا للثراء السريع وتقلد المناصب الرفيعة في مؤسسات الدولة والاستحواذ على الوظائف الحساسة والمدرة للدخل ..كانوا وحدهم من يستحوذون على أكثر الامتيازات والسفريات والمنح الدراسية والعلاجية والهبات الداخلية والخارجية .. كانت الأموال والقصور والسيارات والأرصدة تنهال عليهم مثل المطر.
في زمن الوصاية كان هؤلاء يستحوذون على جزء كبير من منابع الثروة والأراضي والمزارع ويستحوذون على أفضل المناصب في الوظيفة العامة .. يصعدون تحقق شركاتهم نجاحات مذهلة وفي الوظيفة العامة يصعدون إلى مراتب قيادية رفيعة بسرعة الضوء ويورثون أعلى المناصب لأبنائهم والصغار منهم كانوا يحصلون على دخول مالية وعقارات ورتب وأكثر من وظيفة.
صالوا وجالوا في كل أزقة الفساد والنهب والمنظم للثروة وبنوا ثروات وثروات وأسسوا شركات كبرى وآخرين استحوذوا على مشاريع الدعم الخارجي وسجل مناقصات الدولة وبنوا الشركات الوهمية حتى أنهم كانوا ينجحون في أي انتخابات حتى لو كانت في مشاريع ثقافية وأندية رياضية وجمعيات ومنظمات.
كثير من الناس كانوا يتابعونهم بانبهار ويشيرون إليهم بوصفهم مميزين ومواهب وذوي قدرات خارقة لكن الأمر لم يكن كذلك.. فوراء الأكمة كانت أجهزة وسجل طافح بالعمالة والخيانة.
بعض هؤلاء كانوا يديرون مفاصل حساسة في الدولة العميقة للفرع اليمني لتنظيم الأخوان (حزب الإصلاح) باذرعه العسكرية والقبلية والإعلامية والتجارية والثقافية وبعضهم كانوا يشتغلون لصالح أجهزة المخابرات السعودية والقطرية والتركية والبريطانية والأميركية والصهيونية وآخرين كانوا يديرون مكاتب منظمات لا هم لها سوى انتاج الأزمات واضعاف الدولة وعرقلة حصولها على المنح الخارجية وبعضهم تعهد أدارة مطابخ اعلامية ومكاتب منظمات مشبوهة وآخرين لم يكونوا سوى مقاولي حروب وأزمات وكلهم كانوا يشتغلون لصالح المخابرات السعودية والقطرية والتركية والمخابرات الدولية.
أكثر الأدوار القذرة التي لعبها هؤلاء كانت في انتاج وإدارة الأزمات السياسية الاقتصادية والأمنية التي عصفت باليمن منذ ما قبل احتجاجات العام 2011 وما بعدها ثم .
بعضهم كشفت أقنعتهم بسرعة فادوا دورهم المشبوه في إشعال الحروب بالوكالة عن المخابرات السعودية من دماج إلى عمران إلى صنعاء إلى بقية المحافظات.
آخرين ظلوا مختبئين خلف الأقنعة ومن مناصبهم الحكومية ومواقعهم السياسية عرقلوا كل مبادرات وجهود الحل السياسي للأزمة وتصدوا بالمؤامرات لاتفاق السلم الشراكة وآخر ادوارهم القذرة كانت في المساندة المخابراتية والعملانية للعدوان السعودي الغاشم على بلادنا ولا يزال لهم الكثير من الخلايا التي يديرونها من الداخل والخارج لتنفيذ لمؤامرات وإشعال الحرائق.
عندما تسمعون طائرات العدوان السعودي الأميركي الغاشم تأتينا في ليل لتقلتنا .. يكون هؤلاء مرتصون في غرفة عمليات التحالف محملقين على شاشات النقل المباشر يهتفون ويرفعون شارات النصر يتلقون المكالمات من خلاياهم السرية ويتسابقون بتبشير أسيادهم بالنصر!
(وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال)