المنبر الاعلامي الحر

صمت مطبق للإصلاحيين بعد توبيخ الاماراتيون لهم.. واليدومي يبتهل إلى الله على “الفيس بوك”(تحليل)

يمني برس- متابعات*

شهرُ عسل العمالة يوشكُ على النهاية، هكذا لسانُ حال الإمارات في هذه الأيام، في خضم هجمة شعواء تشنها وسائل إعلام إماراتية ومسئولون على حزب الإصلاح اليدوميالمؤيّد للعدوان.

وعلى الرغم من أن حزبَ الإصلاح عمل كُلَّ ما في وسعه؛ خدمةً للعدوان وقوى الإحتلال وخيانة لوطنه وشعبه، إلا أن الإماراتِ ما زالت غيرَ راضية، وتطالب الإصلاحُ بانبطاح أكبر والذهاب إلى محرقة تعز بكل ما يملك من إمكانات وإلا فإن هذه الهجمة لن تتوقف.

وشنّ وزير الدولة للشئون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش هجوماً عنيفاً على حزب الإصلاح في صفحته على تويتر، يوم الاثنين الماضي، مؤكداً على تخاذل الإصلاح في العمالة وتقصيره في خدمة المحتل، متهماً هذا الحزبَ بخيانة حتى المحتل بعد خيانة الوطن، وهو ما يعتبر أشدَّ إهانة يمكن أن يتلقاها حزبٌ في التأريخ.

ويأتي هجومُ قرقاش على خلفية الهزيمة المذلة التي تلقتها عناصرُ الغزو والإحتلال في محافظة تعز، ما دفع بالإمارات إلى سحب قواتها بالكامل من جبهات كرش والشريجة بعد مقتل ثمانية من مرتزقة بلاك ووتر الذين يرتدون الزي العسكري الإماراتي ويقاتلون بالنيابة عن الجيش الإماراتي الغازي في اليمن.

واتهمت وسائلُ إعلام إماراتية حزب الإصلاح بقتلهم من الخلف في خيانة أصبحت معهودة من هذا الحزب.

وتتقهقر كافةُ جبهات الغزاة بمحافظة تعز في ظل صمود أسطوري للجيش اليمني واللجان الشعبية، ما دفع مكونات الغزو والمرتزقة لتبادُل الاتهامات بينهم البين بالخيانة والتخاذل.

وكانت مكوناتٌ جنوبيةٌ شاركت في المعارك مع الغزاة قد انسحبت في وقت سابق، متهمة دول الغزو وعناصر الإصلاح بالخيانة والدفع بهم إلى وجه المدفع.

وأكد قرقاش في إحدى تغريداته على تويتر “لولا تخاذل الإصلاح/ الإخوان المسلمون، لكان التحرير اكتمل، والأدلة وَالشواهد عديدة.واصفاً موقفَ الاصلاح بـ”التخاذل المخزي”، واتهم الإصلاح، بأن همهم هو السلطة وَالحكم في اليمن.معتبراً تخاذلهم في تحرير تعز سمةً لتيار وصفة بـ”الانتهازي” وَتعوّد على المؤامرات.مؤكداً أن موقف الإصلاح في تعز “موثّق”.

والأكثرُ إهانةً في الموضوع بأن الهجمة تأتي من طرف واحد في ظل صمت إصلاحي مطبق، حيث لم يجرأ الحزب بتوجيه رد واحد على الإمارات التي تتعمد إذلاَل الحزب في وسائلها الإعلامية المختلفة وفي أكثر من مناسبة، حيث سبق لمسؤولين إماراتيين اتهام الإصلاح بسرقة المساعدات الإنسانية في عدن، كما عملت الإمارات على الإطاحة بالقيادي الإخواني نايف البكري من منصب محافظ عدن الواقعة تحت الاحتلال.

كما نشرت صحيفة الخليج الإماراتية في افتتاحيتها يوم 24 من نوفمبر مقالاً بعنوان “اليمن..وتخاذل الإصلاح”، وقالت الصحيفة “لكن هذه الجماعة – المقصود الإخوان – وكما هي عادتها، وكما يؤكد تأريخها تمارسُ الانتهازية في سلوكها وفي علاقاتها مع الآخرين، وتتحيّن الفرص لتحقيق أطماعها وأهدافها السياسية بأي ثمن حتى ولو اقتضى الأمرُ الغدرَ بمن وثقوا بها وصدقوها..وعندما تواجه الصد أو الفشل تلجأ إلى التآمر والعنف والإرهاب..هذا هو تأريخُها القريب والبعيد الذي يشهد عليها في كُلِّ ديار العرب التي توجد فيها”.

كما اتهمت الصحيفة الإماراتية حزب الإصلاح بالإرهاب حين قالت “وكانت لهم علاقات مشبوهة بالجماعات الإجرامية التي وضعت يدها على بعض المناطق في محافظة حضرموت، وأرادوا فرضَ شروطهم في المعارك وخطوط سيرها، بل أرادوا أن يحصلوا على الثمن مسبقاً قبل إنجاز النصر الكامل”.

وفي الرد الوحيد الذي صدر عن حزب الإصلاح، نشر الفارُّ في فنادق الرياض محمد اليدومي رئيس الهيئة العليا لحزب الإصلاح على صفحته في الفيس بوك منشوراً عرفانياً يقول فيه “سبحان الله من بيده مقاليد السماوات والأرض..إن ربــاً كفاك بالأمسِ ما كـانَ..سَيكفْيكَ في غـدٍ ما يَكُونُ إذاً لا قلق”.

ويبدو أن في هذا المنشور رسالةً مبطنةً يريد اليدومي إيصالها وهي تهديده لدولة الإمارات بالعودة إلى “الله” بعد أن جرّب كُلّ طرق العمالة والخيانة الوطنية والارتزاق ورغم كُلّ هذا ترتد عليه وبالاً في النهاية.

وأيّد حزب الإصلاح في بيان صادر عنه العدوان والحصار الغاشم على اليمن إلا أن كثيراً من فروع الحزب وأحراره وشرفائه رفضوا هذا الموقف المخزي، مؤكدين رفضَهم المطلق للعدوان، وفرّت بعضُ قيادات الحزب إلى عاصمة العدو الرياض ليمارسوا دورَ الأجير لدى قوى العدوان وساعدوا العدوانَ في كافة مراحله على إراقة الدم اليمني وقتل أطفاله ونسائه بالطائرات ومحاصَرة كُلّ مكونات الشعب من الدواء والغذاء والنفط على مدى ما يقترب من تسعة أشهر.

كما حشد الإصلاح أنصاره ليكونوا مرتزقةً بيد العدو لقتال أبناء الشعب اليمني ومساعدة الغزاة على احتلال اليمن، على أمل أن يعود بهم المحتل إلى السلطة ولو على ظهر دبابة أجنبية.

وتنتهجُ الإماراتُ موقفاً معادياً من جماعة الإخوان المسلمين والتي تصنّفُ جماعة إرهابية في اللوائح الإماراتية إلا أن هذا لم يمنع حزب الإصلاح من التزلف والاسترزاق من الإمارات، حيث بعث حزبُ الإصلاح تعازي في مقتل جنود الغزو الإماراتي في صافر، في حين يتجاهل الحزب مئات وآلاف القتلى من الأبرياء المدنيين الذين يسقطون كُلّ يوم إثر غارات تحالف العدوان الأمريكي السعودي على اليمن.

وتعمد الإمارات إلى دعم الجماعات السلفية الجهادية المتطرفة في الجنوب وتعز للقتال في ظل تهميش واضح لدور مرتزقة حزب الإصلاح وحرمانهم من “المدرعات الإماراتية” التي توزع لكل من هبّ ودبّ، وتقول مصادر بأن إيقاف الدعم الإماراتي للإخوان في تعز جاء على خليفة تقارير استخباراتية رفع بها القيادي في التنظيم الناصري المدعو عبدالله نعمان إلى الإمارات يشكك فيها بموقف الإخوان ويفضح مشاريع الإخوان ضد الإمارات والخليج في فترة ما بعد العدوان ويعرضُ التنظيم لخدمتهم مخلصاً، ويذكر فيها أسبابَ رفض الإصلاح تفعيلَ ما يسميه مقاومةً في إقليم آزال وقتالهم في تعز لمصالحهم الخاصة بعيداً عن أهداف تحالف العدوان المُتفق عليها، وعن تخزينهم للسلاح الذي أرسلتهُ السعودية وقتالهم بالسلاح العادي المتوفر في أسواق اليمن، هذا ويشهدُ الإصلاحيون والناصريون منافسةً شديدةً على اقتسام مال الارتزاق والمناصب في تعز، وتفجّرت الخلافات بينهم لأول مرة قبل 4 شهور حين طلب الإصلاحيون من هادي تعيين حمود سعيد محافظاً لتعز فلم يتمالك الناصريون أنفسهم وشنوا هجمة إعلامية وسياسية ضد الإصلاح.

ويُذكر أن الإخوان كانوا قد أعاقوا مشروع شق طريق إلى صبر لتمركز الآليات كان يعمل عليه القيادي الناصري رشاد الحكيمي الذي عيّن نفسه قائماً بأعمال مدير أمن لتعز والذي يلقى دعماً كبيراً مِن التكفيري أبي العباس الذي بدوره يلقى رعايةً خليجية في هذين الشهرين الأخيرين، فيما تشهد ميليشياتُ الإصلاح ضعفاً ملحوظاً وإبعاد عناصرها من الجبهات الساخنة، واستثنائها من الآليات الإماراتية التي وصلت مؤخراً، المُرافق لاختفاء رموزها كالمرتزق حمود المخلافي الذي لم يعد أحد يسمع به لصالح ظهور أبي العباس الطاغي على المشهد والذي يقودُ جماعةً تكفيرية على غرار داعش سبق أن أعلنت ولايةً إسلامية في المناطق التي تسيطر عليها في تعز.

*نقلا عن صدى المسيرة.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com