المنبر الاعلامي الحر

قراءة متواضعة لخطاب الأمين

قراءة متواضعة لخطاب الأمين

يمني برس- بقلم د أحمد المؤيد

كان الخطاب درساً سياسياً عسكرياً يصعب فهمه على الطائفيين والمزايدين،  إذ شبك فيه الواضح مع الغامض بحبل واحد ثم رمى الكرة في ملعب الأمريكان الذين بدأوا يلوحون من ليلة الأمس بهدنة إنسانية لإرباك خطاب اليوم ..

اولاً أقول لأولئك الذين كانوا يتوقعون البيان رقم واحد .. لماذا لا تبحثون عن ما تفهمون فيه ودعوا السياسة لخبرائها ..

فلم يكن المحور يوماً من ينفذ ما يتوقعه الخصم .. بل كان يفاجئه بجره للمربع الذي يريده المحور ليستطيع التعامل معه .. وسنوضح اكثر كما يلي :

إعلان دخول الحرب بشكل رسمي من اليوم الأول كان سيضيع على شعوب العالم فرصة التعرف على الوجه الوحشي الحقيقي للأمريكان والاسرائيليين .. وكان سيعزز سردية المظلومية الاسرائيلية .. وكان سيستفز كل دول العالم التي تضامنت مع اسرائيل ويعطيها الذريعة لتعلن دخولها الحرب (بريطانيا وفرنسا والمانيا وكندا وبولندا .. الخ ) ولن تكون الضربة الاولى موجهة للحزب .. بل سيبدأون بالمطارات والمستشفيات والموانئ والجسور والبنى التحتية والكهرباء والماء .. مستغلين الفرصة  .. ليكمل عملاءهم في لبنان الطعن في الظهر .. ثم يبدأون هم بعدها بالاشتباك مع الحزب ..

لكن عوضاً عن ذلك بدأ الحزب مع الكيان معركة (فقأ العين) وبدون ضجيج إعلامي في الثامن من اكتوبر وبدأ بما يقلقه وهي مواقع التنصت والتشويش والرصد والتوجيه اللاسلكي والكاميرات الحرارية إذ دمرها بشكل كبير .. فأصبحت المعركة تخاض بشكل متكافئ ثم اشتبك معهم ليدمر 12 دبابة و33 موقعا عسكريا ويسقط منهم القتلى والجرحى .. ويترحل حوالي 100 الف مستوطن من شمال فلسطين ..  هذا كله بدون إعلان ..

وسيكون العمل في المرحلة القادمة تصعيداً  أكثر ولكن بسهولة اكثر في التحرك .. بعد زوال المعوقات ..

بشكل عام المعارك يقيّم نجاحها بمدى تحقيق الاهداف .. وإسرائيل وحلفاؤها قد حددوا اهدافهم .. وهي القضاء على حماس وتدميرها تماماً … وتحرير الاسرى دون شروط ..

بينما الحزب طرح هدفين :

١- وقف العدوان على غزة

٢- انتصار المقاومة هناك وتحديداً حماس .

وسننتقل مباشرة لتحليل الهدف الثاني والذي يعني مباشرة نسف أهداف اسرائيل تماماً وتحقيق نصر واضح .. وهذه مهمة كبيرة جداً تفتح الباب على كل ما يلزم لتحقيق هذا الهدف ..

وهنا يكون الحزب قد وضع امريكا وإسرائيل في زاوية الحلبة ويقول لهم إما تحقيق هدفي وإما تحقيق أهدافكم .. وانا جاهز لكل الخيارات .. وهنا رمى الكرة في ملعبهم .. ولهم الخيار ..

اسرائيل قد استخدمت كل اوراقها وكشفت كل اساليبها .. بينما لم ينجر المحور لما يريده العدو .. فلازال الغموض يكتنف كل شيء تقريباً فلا معلومات عن التسليح وقدرته وفعاليته .. كل ذلك مفاجئة مخبأة تحت كلمة (أعددنا له عدته) !!

لن يقاتل الحزب او المحور كما يريد الخصم ولا كما يتوقع بل يرسمون قواعد الاشتباك الخاصة بهم وفقاً لأهدافهم التي يرغبون بتحقيقها وقد اعلن منها اثنان اليوم .. والعدة جاهزة ..

وفهمكم كفاية.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com