طوفان الأقصى… وأزمة النظام السياسي العربي
كشفت عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية عن هشاشة النظام العربي والإسلامي بكافة مؤسساته السياسية والعسكرية والأمنية والإعلامية..
برز ذلك واضحاً في قمة الرياض التي التأمت فيها 57 دولة عربية وإسلامية لم تستطع الخروج ببيان ختامي يحفظ لقادتها ماء وجوههم أمام مواطني دولهم، إذ تمخض عن تلك القمة بيان هزيل لا يرقى لمستوى الحدث وأهمية القضية التي اجتمعوا من أجلها.
سقطت ورقة التوت أمام من كان لا يزال يعتقد أن هناك أنظمة عربية وإسلامية تمتلك قرارها الوطني المستقل النابع من مصلحتها الوطنية والقومية، ليتضح أنها لا تزال تخضع للاستعمار وتتلقى التعليمات فيما يجب أن تفعله من خلف المحيط، البيت الأبيض ودول أوروبا الاستعمارية.
لقد بالغت أنظمة عربية في سقوطها السياسي والأخلاقي وكانت ملكية أكثر من الملك في دعمها لإسرائيل على حساب هويتها وانتمائها العربي والإسلامي كدولة الإمارات التي داست على تاريخ عربي وإسلامي طويل من النضال المشروع واستخفت بالشهداء الفلسطينيين والعرب، الذين قدموا أرواحهم لنصرة القضية الفلسطينية.
وفي هذا الحدث التاريخي المبارك (طوفان الأقصى) برزت الجمهورية اليمنية كدولة وحيدة في المحيط العربي والإسلامي من بيدها قرارها الوطني المستقل، وأعلنت بكل وضوح وبشكل رسمي الدخول في معركة الحق مع أبطال المقاومة الفلسطينية، وأمطرت أم الرشراش (إيلات) بوابل من الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة، وإعاقة حركة السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، واحتجاز إحداها واقتيادها إلى الساحل اليمني، في عملية عسكرية بحرية أذهلت العالم ووضعت حداً للعربدة الصهيونية في مياه البحر الأحمر.
وضعت الجمهورية اليمنية بدخولها المعركة بهذه القوة الأنظمة العربية والإسلامية في موقف لا تحسد عليه، وكشفتها على حقيقتها بأنها أنظمة تخضع للاستعمار، وأن استقلالها هو استقلال شكلي ليس إلا.
خلاصة القول إن أبرز النتائج التي يمكن استخلاصها من العملية العسكرية المباركة طوفان الأقصى، أن الأنظمة العربية لاتزال ترزح تحت الاستعمار بصورة حديثة وهي أشد مرارة.
المصدر/ وكالة سبأ/