الإرهاب أمريكي قبل الفيتو وبعده
الإرهاب أمريكي قبل الفيتو وبعده
الفيتو الأمريكي ضد قرارٍ أممي سعى لإيقاف إطلاق النار في غزة لأغراضٍ إنسانية يؤكد المؤكد، وهو أن جرأة الإمبريالية الأمريكية لا تعرف حدودا، فقد أساءت الولايات المتحدة مراراً وتكراراً استخدام نفوذها وهيمنتها في الأمم المتحدة لتمكين إسرائيل من القمع الوحشي للشعب الفلسطيني. لكن هذا النقض الأخير لوقف إطلاق النار – لأسباب إنسانية – يمثل انحدارا جديدا.
فمنذ أكثر من شهرين، يعاني سكان غزة من وابل من القصف والحصار وضع قطاعهم المحاصر في حالة خراب، وجعل المستشفيات المؤقتة تكتظ بالجرحى والمحتضرين، بينما تقبع العائلات الخائفة داخل ركام ما تبقى من منازلها أو في مدارس تم تحويلها لإيوائهم. ومع ذلك فإن كل محاولة للإغاثة تواجه بالرفض بسبب السياسة الإرهابية المتحيزة التي تنتهجها أمريكا، وبسبب خذلان الأنظمة العربية والمسلمة الذي يصل إلى حدِّ التواطؤ. فمن خلال عرقلة قرار مجلس الأمن، أعطت الولايات المتحدة الضوء الأخضر لمزيد من العنف ضد المدنيين. لتبعث برسالة واضحة مفادها أن حياة الفلسطينيين لا أهمية أو قيمة لها، وأن كيان إسرائيل قادر على ممارسة الإرهاب مع الإفلات التام من العقاب، رغم أنه قد قتل أكثر من عشرين ألف فلسطيني، غالبيتهم العظمى من الأطفال والنساء، أي من غير المقاتلين. فلتعلن أمريكا عن عدد الأشخاص الذين يجب أن يقتلهم الإسرائيلي قبل أن تسمح إرهابيتُها بوقف إطلاق النار لأغراض إنسانية ملحة.
إن صورة الإرهاب الأمريكي واضحة جدا، فلا يمكن أن تكون المعايير المزدوجة أكثر وضوحا من الحالة الأمريكية عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، فعندما يدافع الفلسطينيون عن أنفسهم ووجودهم تسارع أمريكا إلى إدانة أي ضرر يلحق بالمدنيين. لكن بالنسبة لإسرائيل، فإن المرور مسموح بغض النظر عن الدمار الذي يحدث.
فيا أيتها الأصوات الشجاعة في جميع أنحاء العالم، مالم تقفوا جميعا ضد هذا النفاق والظلم شديد الوضوح، فإن الأبرياء في غزة سيظلون بيادق عاجزة في لعبة أمريكية مليئة بالدماء.
لقد حان الوقت لجميع أصحاب الضمائر الحية المطالبة بالعدالة والعمل على وضع حدٍ للمذبحة التي تدعمها أمريكا، فإنسانيتنا المشتركة لا تتطلب أقلَّ من ذلك.
لنرفع الصوت عاليا لتعرية الخِسّة الأمريكية، ولنفضح سلوكياتها الإرهابية التي أثّرت سلباً على الدول والشعوب.
لهذا خصّصت هذه المقالة لإيراد بعض الشواهد التي تؤكد أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة تمارس سلوكاً إرهابياً بحق الدول والشعوب الأخرى. وقد وضعتها على هيئة نقاط كما يأتي:
- السياسة الخارجية الأمريكية إرهاب: فهي تهدف للسيطرة والتأثير على الدول الأخرى، وقد تسببت في تداعيات سلبية على كثير من الشعوب في العالم، ومن أجل هذا تقوم أمريكا بإرهاب الدول الأخرى وتهديدها باستخدام القوة.
- الحروب العسكرية الأمريكية إرهاب: فالحروب العسكرية التي شنتها وخاضتها الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان واليمن وغيرها من البلدان هي أعمال إرهابية عدوانية غير مبررة.
- الانتهاك الأمريكي للقانون الدولي إرهاب: فالولايات المتحدة تتدخل عسكرياً في بعض الدول دون وجود تهديد مباشر لأمنها القومي، بما يعد إرهاباً لكونه انتهاكا للقانون الدولي واستخداماً غير مشروع للقوة.
- الاستخدام الأمريكي المفرط للقوة ارهاب: استخدام القوة العسكرية والاقتصادية الأمريكية بشكل مفرط، هو إرهاب وتهديد للأمن والاستقرار العالميين.
- القتل الأمريكي الجماعي إرهاب: فالولايات المتحدة متورطة بارتكاب العديد من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها عبر القصف الجوي للمدنيين في العراق وأفغانستان، وهي تعد إرهاباً لكونها أعمالا إرهابية تستهدف السكان المدنيين.
- الاستخدام الأمريكي الواسع للتعذيب ارهاب: فالولايات المتحدة تستخدم تقنيات التعذيب والمعاملة القاسية مع المعتقلين في سجونها مثل سجن غوانتنامو والسجون المشتركة مع دول أخرى مثل سجن “أبوغريب” في العراق، وهذا هو تصرفٌ إرهابيٌ ينتهك القوانين الدولية وحقوق الإنسان.
- التدخل الأمريكي العسكري السري ارهاب: تنفذ الولايات المتحدة عمليات عسكرية سرية في بعض الدول دون معرفة الرأي العام الدولي، حدث هذا في اليمن وفي دول أخرى، وهذا يعتبر تصرفاً إرهابياً ينتهك السيادة الوطنية ويهدد السلم والأمن الدوليين.
- الاعتداءات الجوية الأمريكية غير المشروعة عبر الطائرات بدون طيار إرهاب: تستخدم الولايات المتحدة الطائرات بدون طيار في تنفيذ ضربات جوية واغتيالات مستهدفة في الدول الأخرى، دون موافقة من الحكومات المحلية أو تفويض من الأمم المتحدة. وهذا تصرف إرهابي ينتهك سيادة الدول ويهدد الأمن الإقليمي.
- التدخل السياسي الأمريكي في شؤون الدول الأخرى إرهاب: سواءً عبر:
- دعم الأنظمة القمعية والاستبدادية مثل النظام السعودي وغيره، الذي تنتج عنه انتهاكات لحقوق الإنسان وقمع للحريات الأساسية للشعوب.
- دعم وتشجيع الانقلابات السياسية في بعض الدول، مما يؤدي إلى تقويض الديمقراطية واستقرار الدول وزعزعة الأمن فيها، فتحدث الكثير من الجرائم. فهذا الدعم والتشجيع يعتبر إرهابا.
- الهيمنة الاقتصادية الأمريكية إرهاب: تستخدم الإدارات الأمريكية المتعاقبة قوتها الاقتصادية لفرض قراراتها التجارية والاقتصادية بما يؤدي إلى تشويه النظام الاقتصادي العالمي وتهديد استقرار الدول المتضررة وبالتالي شعوب العالم.
- التدخل الأمريكي الاقتصادي في اقتصادات الدول الأخرى إرهاب: تتدخل الولايات المتحدة في اقتصادات الدول الأخرى بما يعد إرهاباً، من خلال:
- فرض سياساتها ومصالحها الاقتصادية على اقتصادات الدول الأخرى لفرض إرادتها السياسية على الدول الأخرى.
- السيطرة على الحركة المالية العالمية من خلال التحكم في العملية البنكية على مستوى العالم.
- فرض العقوبات الاقتصادية والحظر التجاري على الدول التي لا تتبع سياساتها، للإضرار بشعوب أخرى، مثل العقوبات الاقتصادية الأمريكية على العراق وإيران وفنزويلا وكوبا ما أدى إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في تلك الدول وتأثر شعوبها بشكل كبير، حيث تعرضوا لارتفاع أسعار السلع الأساسية وتقييد في الوصول إلى الموارد الأساسية مثل الدواء والغذاء ونقص في الخدمات الصحية والتعليمية، وتقييد التجارة والاستثمار وتأثر القطاعات الاقتصادية المختلفة، مما أدى إلى نقص في الفرص الاقتصادية وتدهور الظروف المعيشية وزيادة البطالة.
- فرض حصار على الشعوب المستهدفة، مثل الحصار الأمريكي للشعب اليمني بالتحالف مع دول العدوان على اليمن منذ عام 2015م وحتى الآن، مما عرقل وصول السلع الأساسية للشعب اليمني الذي تأثر بشدة جراء هذا الحصار، حيث يعاني من نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه النظيفة والخدمات الأساسية الأخرى. وتقدر الأمم المتحدة أن أكثر من 24 مليون شخص في اليمن بحاجة ماسة للمساعدة الإنسانية.
- تعميم الثقافة والقيم الأمريكية عالمياً إرهاب: تؤثر القيم والثقافة التي تتبناها الإدارات الأمريكية على العلاقات مع بعض الشعوب في العالم. على سبيل المثال، تريد فرض القبول بالفاحشة المتمثلة بالـ “مِثلية” على الشعوب الأخرى.
- الاعتداءات السيبرانية الأمريكية إرهاب: تشن الولايات المتحدة هجمات سيبرانية على الدول الأخرى، سواءً لأغراض تجسسية واستخباراتية، أو لتعطيل البنية التحتية الحيوية لتلك الدول، وهذا إرهاب لأنها أعمال إرهابية تستهدف الأمن السيبراني للدول، وانتهاك للسيادة الوطنية ولحقوق الأفراد.
- الدعم الأمريكي للأنظمة الاحتلالية إرهاب: الولايات المتحدة تقدّم الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري للأنظمة الاحتلالية في بعض الدول، مثل نظام الكيان الإسرائيلي وغيره. هذا الدعم هو إرهاب لأنه تشجيع لاغتصاب أراضي الدول ولانتهاك حقوق الإنسان وتقييد الحريات الأساسية لشعوب الدول المحتلة.
- الصناعة الأمريكية للجماعات الإرهابية ودعمها إرهاب: فالولايات المتحدة صنعت تنظيم القاعدة وتنظيم داعش الإرهابيين وغيرهما، وتقدّم لهم الدعم المالي والعسكري. ومن المنطقي أن يكون تشجيع العنف والإرهاب هو إرهاب أيضا.
- التجارب النووية الأمريكية والدعم الأمريكي للتجارب النووية إرهاب: الولايات المتحدة نفذت هجمات نووية على “نكازاكي وهيروشيما” في اليابان، ودعمت وشجعت إجراء تجارب نووية في بعض الدول، بما مثّل تهديداً للأمن الإقليمي والعالمي، وهذا يعد إرهابا.
- الرفض الأمريكي لاتفاقيات دولية إرهاب: هناك اتفاقيات مهمة رفضت الولايات المتحدة التوقيع عليها أو لم تصادق عليها أو انسحبت منها بعد التوقيع. مثل:
- اتفاقية حظر الألغام الأرضية التي تهدف إلى حظر استخدام وتصنيع وتخزين ونقل الألغام الأرضية.
- اتفاقية روما للمحكمة الجنائية الدولية التي تنشئ محكمة جنائية دولية مستقلة لمحاكمة الأفراد المتهمين بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب والإبادة الجماعية.
- اتفاقية باريس للتغير المناخي التي تهدف إلى تخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة ومكافحة التغير المناخي، حيث انسحبت الولايات المتحدة منها عام 2017م. ورفضت من قبل التوقيع على اتفاقية كيوتو عام 1997م، التي تهدف إلى تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة.
- اتفاقية منع الاختبارات النووية الشاملة التي تهدف إلى حظر التجارب النووية. إذ لم تصادق الولايات المتحدة عليها.
كانت هذه بعض الشواهد التي تؤكد أن الإرهاب الأمريكي، وبالتأكيد أن لديكم شواهد أخرى تؤكد ذلك، وعلى الجميع أن ينشروها بكثافة عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي على هذا الوسم “هاشتاق” #الفيتو_الأمريكي_ارهاب الذي يؤكد المؤكد كما أسلفت.
صنعاء ـ 26 جماد أول 1445هـ / 09 ديسمبر 2023م