خامنئي مخاطباً الشعوب الغربية : مواجهة الإرهاب هم مشترك لشعوبنا وجميع المسلمين براء منه ومبغضون لمرتكبيه .
تقرير – يمني برس / محمد الباشا
أكَّدَ قائدُ الثورة الإيرانية علي خامنئي أن الإرهاب أصبح اليوم الهمَّ والألمَّ المشتركَ بين شعوب العالم الإسلامي وبين الشعوب الغربية. وقال خامنئي الذي وجّه مؤخراً، رسالةً مهمةً إلى الشباب في البلدان الغربية، وذلك على ضوء المخاوف القائمة راهناً لديهم جراء الأحداث الإجرامية التي شهدتها فرنسا: “كل مَن له نصيب من المحبة والإنسانية يتأثر ويتألم لمشاهدة هذه المناظر، سواء وقعت في فرنسا، أو في فلسطين والعراق ولبنان وسورية”. موضحاً أن ملياراً ونصف المليار من المسلمين يحملون نفس الشعور، وهم براء ومبغضون لمرتكبي هذه الفجائع ومسببيها. رسالة خامنئي التي انفرد بها دوناً عن الزعامات العربية والإسلامية استدرك فيها المرشد الإيراني الفرقَ بين آلام الشعوب الغربية التي تتسبب بها الجماعات الإجرامية، وبين الآلام المريرة لدى شعوب المنطقة، بالقول: لكن من الضروري أن تعرفوا أن القلق وانعدام الأمن الذي جرّبتموه في الأحداث الأخيرة يختلف عن الآلام التي تحملتها شعوب العراق واليمن وسورية وأفغانستان طوال سنين متتالية. وأورد مرشد الثورة الإسلامية اختلافين يُجليان ذلك الفرق، أولهما أن “العالم الإسلامي كان ضحية الإرهاب والعنف بأبعاد أوسع بكثير، وبحجم أضخم، ولفترة أطول بكثير، والثاني أن هذا العنف كان للأسف مدعوماً على الدوام من قبل بعض القوى الكبرى بشكل مؤثر وبأساليب متنوعة، وقلّ ما يوجد اليوم مَن لا علمَ له بدور الولايات المتحدة الأمريكية في تكوين وتقوية وتسليح القاعدة، وطالبان، وامتداداتهما المشؤومة. وإلى جانب هذا الدعم المباشر، نری حماة الإرهاب التكفيري العلنيين المعروفين كانوا دائماً في عداد حلفاء الغرب بالرغم من أنهم أكثر الأنظمة السياسية تخلفاً”!. وخاطب الشبابَ الغربي بأن ثمة قضايا ينبغي أن تكونَ مثار تساؤلات لديهم، ليس أبعدها عن الذهن أولئك الشباب الذين قضوا أعمارَهم في الغرب وفي ليلة وضحاها يتحولون إلى متطرفين يعتنقون أفكار المنظمات الإجرامية، مطالباً الشباب في الغرب الإجابةَ عن السؤال الكبير: “لماذا ينجذب مَن ولد في أوروبا وتربّی في تلك البيئة الفكرية والروحية إلى هذا النوع من الجماعات؟ هل يمكن التصديق بأن الأفراد ينقلبون فجأة بسفرة أو سفرتين إلى المناطق الحربية إلى متطرفين یمطرون أبناء وطنهم بالرصاص؟، وبالتأكيد علینا أن لا ننسی تأثیرات التغذية الثقافية غير السليمة في بيئة ملوثة ومنتجة للعنف طوال سنوات عمر هؤلاء”. الرسالة التي نُشرت بأكثر من لغة وتابعها أكثرُ من مليون ناشط على مواقع التواصل الاجتماعي بعد ساعات قليلة من نشرها، حد قول وسائل إعلام عالمية، دعت الشبابَ الغربيين إلى استلهام الدروس من محن اليوم وسد الطرق الخاطئة التي أوصلت الغرب إلى ما هو عليه الآن، حاثاً إياهم على إرساء تعامل صحيح وشريف مع العالم الإسلامي، قائم على ركائز معرفة صحيحة عميقة، ومن منطلق الاستفادة من التجارب المريرة، مؤكداً أنهم في هذه الحالة سيجدون في مستقبل غير بعيد أن البناء الذي سيشيّدونه على هذه الأسس يمدّ ظلالَ الثقة والاعتماد على رؤوس بُناته، ويهديهم الأمن والطمأنينة، ويشرق بأنوار الأمل بمستقبل زاهر على أرض المعمورة. وإذ استنكر خامنئي، فرْضَ الثقافة الغربية على سائر الشعوب واستصغار الثقافات المستقلة، معتبراً إياه “عنفاً صامتاً وعظيم الضرر”، جزم أن الثقافة المفروضة من قبل الغرب لن تكون البديل الأفضل للثقافات الغنية التي يتم إذلالها والإساءة لأكثر جوانبها حُرمةً. ووجّه تساؤلاتٍ في هذا الصدد بقوله: “هل هو ذنبنا نحن أننا نرفض ثقافة عدوانية متحللة بعیدة عن القیم؟، هل نحن مقصّرون إذا منعنا سيلاً مدمراً ينهال على شبابنا على شكل نتاجات شبه فنية مختلفة؟”، مجدداً تأكيده على أن عنصرَي «العنف» و«التحلل الأخلاقي» اللذین تحوّلا للأسف إلى مكوّنين أصليين في الثقافة الغربية، هبطا بمكانتها ومدی قبولها حتى في موطن ظهورها. وفيما عَــدَّ خامنئي الحملات العسكرية التي تعرّض لها العالمُ الإسلاميُّ في السنوات الأخيرة، والتي تسببت في الكثير من الضحايا، نموذجاً آخر لمنطق الغرب المتناقض مع خطابه ضد العنف، أشاح القناعَ عن وجه آخر لهذا التناقض المتجسّد في دعم إرهاب الدولة الذي ترتكبه “إسرائيل”، ومعاناة الشعب الفلسطيني المظلوم من أسوء أنواع الإرهاب منذ أكثر من ستين عاماً.