قيادي في حماس يكشف سبب طوفان الأقصى وقصة الخداع الإستراتيجي
قيادي في حماس يكشف سبب طوفان الأقصى وقصة الخداع الإستراتيجي
يمني برس/
في مقابلة أجريت ” مع ممثل “حماس” في لبنان الدكتور أحمد عبد الهادي، كشف فيها عن تفاصيل جديدة حول الإعداد للهجوم على مستوطنات جنوب إسرائيل وخطة “الخداع الاستراتيجي” التي اتبعتها الحركة لـ “تنويم” إسرائيل.وقال عبد الهادي حول توقيت تنفيذ “طوفان الأقصى”: “توفرت لدينا معلومات من داخل الكيان الصهيوني تتطابق مع مجريات الأحداث الإقليمية، تؤكد أن هناك مؤامرة كبيرة في المنطقة لتصفية القضية الفلسطينية وتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية كبرى للكيان الصهيوني، وتحقيق سيطرة تامة له على المنطقة”.ومضى موضحا: “كان يجري على قدم وساق تنفيذ مشروع أمريكي بسيطرة إسرائيلية لضرب مشاريع الصين وروسيا، والسيطرة والهيمنة على المنطقة، وكان مخططاً إنشاء قناة بن غوريون لتمر من شمال غزة، والتخطيط لعمل طريق الهند الذي كان مخططاً له أن يمر في ميناء حيفا الذي يقع فوق ميناء غزة”.وقال إن إسرائيل كانت تتحضر “للسيطرة على الغاز الذي تم اكتشافه في غزة بكميات كبيرة، وأيضاً مشروع نيوم الذي يتطلب أن تكون غزة تحت السيطرة الإسرائيلية”، على حد قوله.وأشار ممثل “حماس” في لبنان إلى أنه طبقا للمعلومات التي حصلت عليها الحركة من داخل إسرائيل، فإن تل أبيب “كانت ستقوم بخطوة استباقية ضد غزة والمقاومة لتنفيذ مشروعها بالسيطرة على غزة، لذلك قامت المقاومة بالإعداد مبكراً لطوفان الأقصى”.وتحدث المسؤول في الحركة عن خطة “الخداع والتمويه” التي قامت بها “حماس” لـ “تنويم” إسرائيل، وما إن كانت قد استفادت من خطة “الخداع الاستراتيجي” الذي قامت به مصر في حرب أكتوبر 1973.وقال في هذا الصدد: “تم إعداد خطة تضليل استراتيجي تعتمد على عدة محاور منها نقل المعركة للضفة الغربية، حيث لم تشارك حماس في معركة وحدة الساحات الشهيرة بالضفة، وهذا جعل الجميع ينتقد حماس وهذا ما أعطى انطباعا لدى إسرائيل بأن حماس غير معنية بالحرب معها، وأن غزة لن يكون فيها مقاومة”.وتابع عبد الهادي أن “حماس” رفعت سقف المطالب الاقتصادية لقطاع غزة وهو ما عزز الانطباع لدى إسرائيل أن “كل ما يعنيها ويهمها في غزة هو المساعدات”.وبالتوازي مع خطة التضليل، بحسب المسؤول في الحركة، “كان يتم تدريب المقاتلين بشكل احترافي، وتم عمل 4 مناورات للمعركة، 3 منها دفاعية، والرابعة هي التي تم فيها الهجوم الشامل في طوفان الأقصى”.وتابع: “أي أننا تتدربنا على طوفان الأقصى 3 مرات، ولم تنتبه إسرائيل لذلك، ولم نستخدم أي أجهزة تكنولوجية حتى لا تلتقط إسرائيل أي إشارات، وقمنا بتصنيع السلاح المناسب للمعركة محلياً”.وحول تحديد وقت الهجوم، قال ممثل “حماس” في لبنان، إن “ساعة الصفر لم يكن يعلمها إلا القيادة العليا فقط (القائد الأعلى للقسام محمد ضيف)”، مشيرا إلى أنه تم اختيار 7 أكتوبر يوم عيد الغفران لأنه يوم راحة في إسرائيل ويوم استرخاء.وقال عبد الهادي إن “رجال المقاومة” كانوا يعتقدون أن الهجوم مثل المناورات الثلاث السابقة، وأثناء قيامهم بها صدرت لهم الأوامر بالهجوم الحقيقي.وأضاف أن “1200 من مقاتلي “القسام” شاركوا في العملية، عاد منهم 800 سالمين، فيما الـ 400 الآخرين، منهم من قتل ومنهم من بقى داخل إسرائيل للقيام بعمليات خاصة”.وتطرق المسؤول في حركة “حماس” لتحركات “حزب الله” على الحدود اللبنانية ضد إسرائيل، وما إن كانت كافية “لمساندة المقاومة في غزة”.وقال: “تدخل حزب الله بحدود، وتدخله خفف الضغط على المقاومة في غزة ضد الكيان الصهيوني، حيث انسحب جزء من الجيش الإسرائيلي لخارج غزة، حيث أن حزب الله أصبح له وظيفة ردعية لردع إسرائيل، وكل يوم يأتي وسطاء لحزب الله من دول العالم، يحثونه على عدم توسيع نطاق الحرب لأنهم لا يريدون حربا واسعة في المنطقة، وحزب الله لا يعطيهم إجابة شافية وهذا يعمل الردع، فغموض ردود حزب الله هو غموض استراتيجي يشكل تهديد دائم لإسرائيل”.ويواصل الجيش الإسرائيلي عمليات عسكرية ضد قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حينما أعلنت حركة المقاومة الفلسطينية “حماس” التي تسيطر على القطاع بدء عملية “طوفان الأقصى”، حيث أطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل واقتحمت قواتها مستوطنات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1400 إسرائيلي علاوة على أسر نحو 250 آخرين.وتخللت المعارك هدنة دامت 7 أيام جرى التوصل إليها بوساطة مصرية قطرية أمريكية، تم خلالها تبادل أسرى من النساء والأطفال وإدخال كميات متفق عليها من المساعدات إلى قطاع غزة، قبل أن تتجدد العمليات العسكرية في الأول من ديسمبر/ كانون الأول الجاري.وأسفر القصف الإسرائيلي والعمليات البرية الإسرائيلية في قطاع غزة منذ الـ7 من أكتوبر الماضي، عن مقتل أكثر من 23 ألف قتيل ونحو 60 ألف مصاب، إضافة إلى نحو 7 آلاف مفقود، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.