نص كلمة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حول آخر التطورات والمستجدات
نص كلمة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حول آخر التطورات والمستجدات 14 رجب 1445هـ
أَعُـوْذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيْمِ
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ المُبين، وَأشهَدُ أنَّ سَيِّدَنا مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسُوْلُهُ خَاتَمُ النَّبِيِّين.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وارضَ اللَّهُمَّ بِرِضَاكَ عَنْ أَصْحَابِهِ الْأَخْيَارِ المُنتَجَبين، وَعَنْ سَائِرِ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وَالمُجَاهِدِين.
أيُّهَا الإِخْوَةُ وَالأَخَوَات:
السَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛
على مدى مائة وعشرة أيام والعدوان الإسرائيلي الهمجي الإجرامي مستمرٌ على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مرتكباً جرائم الإبادة الجماعية، مع التجويع، والتهجير، والتجريف في كل يوم، ومتفنناً في الممارسات الإجرامية الفظيعة، بدعمٍ ومشاركةٍ أمريكية في ذلك كله.
لم يسبق في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، منذ بداية الغزو اليهودي لفلسطين في ظل الاحتلال البريطاني والرعاية البريطانية وإلى اليوم، لم يسبق في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي عدوانٌ يستمر مثل هذه المدة الزمنية، بنفس المستوى من الزخم، والإجرام، والقصف، والتدمير، والعمليات العسكرية الإجرامية الهمجية، وعلى نطاقٍ محدود مثل قطاع غزة، وقد بلغ عدد الشهداء إلى اليوم، وبحسب الإحصاءات المعلنة بلغ عدد الشهداء والمفقودين أكثر من اثنين وثلاثين ألفاً، معظمهم من الأطفال والنساء؛ أمَّا الجرحى فعشرات الآلاف، كثيرٌ منهم من الأطفال والنساء، وأصبح عدد الجرحى يُحسب بنسبة مئوية من سكان غزة، وهذا ما ليس له مثيل في الأحداث في مختلف بلدان العالم.
يقابل هذا العدوان الهمجي من جهة العدو الصهيوني على شعبنا الفلسطيني في غزة، يقابله صمودٌ واستبسالٌ منقطع النظير من قبل المجاهدين في غزة، ومن الأهالي معهم، بالرغم من حجم العدوان في القصف الهمجي، والتدمير الشامل، والإبادة الجماعية، وبالرغم من الحصار، والتجويع، وانعدم الدواء، وبالرغم من محدودية الإمكانات، وبالرغم من الخذلان العربي، في مقابل الدعم الأمريكي والغربي المفتوح للعدو الإسرائيلي، لم يسبق أيضاً في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي أن يستمر جيش عربي، ولا حتى جيوش عربية متعددة ومتعاونة، وفي ظروف لا حصار فيها، وبإمكانات ضخمة، إمكانات دول وجيوش منظمة، لم يسبق في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي أن يستمر جيش، ولا جيوش عربية متعاونة، بمثل هذا الصمود للمجاهدين في غزة، وقد بلغت خسائر العدو الإسرائيلي بالآلاف من جنوده، آلاف القتلى والجرحى من جنوده، وكذلك اهتزاز غير مسبوق في كيانه، وفشل تام لما كان يأمل أنه على وشك تحقيقه من تصفيةٍ للقضية الفلسطينية، إضافةً إلى خسائره الاقتصادية الكبيرة، على الرغم من الدعم المالي والعسكري الأمريكي والغربي، وتبرعات الصهاينة التي يجمعونها من دول كثيرة، وأصبحت المعادلة بفضل هذا الصمود للإخوة المجاهدين في غزة، ولأهالي غزة، معادلة: {إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ}[النساء: من الآية104].
وبالرغم من حجم العدوان الصهيوني، والإجرام، والطغيان، والتوغل، فقد فشل العدو من تحقيق أهدافه المعلنة لعدوانه، وفشل أيضاً في كسر الإرادة والعزم للمجاهدين، ولأهالي غزة من حولهم، وفشل في تحطيم الروح المعنوية للإخوة المجاهدين وللأهالي، وأصبح واقع الحال بالنسبة للإخوة المجاهدين في غزة، وللأهالي هناك، يترجم قول الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” في ثنائه على المجاهدين مع الأنبياء: {فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ}[آل عمران: من الآية146].
هذا الصمود العظيم للشعب الفلسطيني ومجاهديه في غزة، في ظل ظروفٍ صعبةٍ جداً، ومعاناةٍ شديدة، مع حجم المظلومية الكبيرة جداً، يتحمل المسلمون تجاهه مسؤوليةً كبيرة بينهم وبين الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” أولاً، ومن جانبٍ إنسانيٍ وأخلاقيٍ ثانياً، فمن الواضح أنهم لو وفروا الدعم المادي اللازم على المستوى العسكري، وعلى المستوى الإنساني للشعب الفلسطيني ومجاهديه، لتغيرت المعادلة تماماً، ولكان ذلك أسرع في تحقيق نصرٍ حاسم للشعب الفلسطيني، ولإنقاذه من مظلوميته الكبيرة.
جوع الشعب الفلسطيني في غزة، وانعدام الدواء والاحتياجات الإنسانية الضرورية، هو: ناتجٌ عن العدوان الإسرائيلي لا شك في ذلك، ولكن هناك إسهامٌ أيضاً من خلال الحصار العربي مع الحصار الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، ومن خلال الخذلان العربي؛ أمَّا المسلك الإجرامي للعدو الإسرائيلي فهو مستمرٌ كل يوم على مدى هذه الأيام بكلها مائة وعشرة أيام، في كل يوم وهو يمارس كل تلك الجرائم المتنوعة التي يتفنن فيها، إلى درجة أن يدهس الأهالي في غزة بجنازير الدبابات، أن يرسل عليهم الكلاب البوليسية لنهش الجرحى، أن يجوعهم وهم في مجاعة حقيقية، وبالدرجة الأولى في شمال قطاع غزة، مع أن المعاناة كذلك والجوع كذلك في كل أنحاء قطاع غزة، ولكن هو في الشمال أشد، التجويع إلى درجة الوفيات جوعاً، إلى درجة أن يرى الآباء والأمهات أنفسهم في موقفٍ محزنٍ جداً، عندما يطلب منهم أبناؤهم الخبز فلا يجدون شيئاً ليقدموه لهم، ولا كسرة خبز، مأساة حقيقية.
المسلك الإجرامي للعدو الإسرائيلي مستمر كل يوم، وهو يعبِّر عن عدوانيةٍ، وحقدٍ، وتوحشٍ، وإفلاسٍ من الأخلاق، ونزعةٍ إجرامية، وهذا ليس غريباً بالنسبة لليهود الصهاينة، وهم أحفاد قتلة أنبياء الله، وهم يرثون منهم هذه النزعة الإجرامية، وهذا التوحش، وهذا الإجرام، وهذا الطغيان، وهو أيضاً يعبِّر عن عجز، وعن فشل، كلما فشلوا في تحقيق أهدافهم، في كسر الإرادة والروح المعنوية للمجاهدين وللأهالي في غزة، وكلما فشلوا عن تحقيق أهدافهم المعلنة، التي أعلنوها لعدوانهم؛ كلما عمدوا إلى ممارسة الجرائم الرهيبة جداً، جرائم الإبادة الجماعية بكل ما تعنيه الكلمة، وحوَّلوا ذلك إلى تكتيك لهم، بهدف تحقيق أهدافهم.
والعالم بكله، والمؤسسات الدولية بكلها تشاهد ما يجري على أرض فلسطين في غزة، وتعرف بما يرتكبه العدو الإسرائيلي الصهيوني من جرائم بكل أنواعها، وتوثق عدسات التصوير، وتنقل القنوات الفضائية، وتنتشر المشاهد في مواقع التواصل الاجتماعي، بأنواع الجرائم، وبأنواع المآسي التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، الكل يشهد على ذلك الإجرام، والكل يعترف به، وأنها جرائم رهيبة جداً، ولكن أين هو الموقف العملي؟ لماذا هنا وهناك في بلدان كثيرة، وأحداث كثيرة، وبالذات إذا كان للأمريكي أو لدول الغرب مصلحة في ذلك، تأتي التصنيفات، وتأتي الإجراءات والمواقف العملية، تأتي القرارات الكثيرة تباعاً، والقرارات التي تُنفذ، تدخل في حيز التنفيذ على الفور، ولكن تجاه ما يعمله العدو الإسرائيلي بالشعب الفلسطيني في غزة، ما يرتكبه من جرائم إبادة جماعية، من تجويع وحصار ومنع للغذاء والدواء، لا إجراءات عملية، لا قرارات تُنَفَّذ، لا تصنيفات، وحتى العبارات التي تصدر في تصريحات المؤسسات الدولية، كما هو الحال في الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، وبعض المنظمات، عبارات لا ترقى أبداً إلى التوصيف الحقيقي لما يحدث، عبارات متواضعة، وعبارات مترددة، وعبارات خجولة، لماذا؟
الكل أيضاً يعرف أن السبب الأساسي والرئيسي في استمرار الإجرام الصهيوني من جهة، بكل هذه الوحشية، بكل هذه الجرأة، بكل هذه الوقاحة، بكل هذا الوضوح والمجاهرة، والسبب في هذا الخذلان الدولي، وحتى في الخذلان العربي، والخذلان من كثيرٍ من الدول الإسلامية، وراءه الموقف الأمريكي، الكل يعرف هذه الحقيقة.
الأمريكي هو مُصِرٌّ على استمرار الإجرام الصهيوني في غزة، مُصِرٌّ على أن يواصل العدو الإسرائيلي قتل الأطفال والنساء في غزة ويُقَدِّم له القنابل والصواريخ لفعل ذلك، ويقدم له القذائف لقتل أطفال ونساء غزة، ويطلب من الدول الغربية الأخرى كألمانيا وبريطانيا وغيرها أن تقدم القنابل والقذائف، من أجل قتل أطفال ونساء غزة، ويُصر الأمريكي على منع وصول الغذاء والدواء إلى سكان غزة، في شمال غزة وفي جنوب غزة، وفي كل أنحاء قطاع غزة، يصرّ على منع ذلك، يصر على أن تبقى غزة في حالة حصار تام، وأن يبقى معبر رفح مغلقاً معظم الوقت، ولا يدخل إلا الشيء القليل جداً والنادر، الذي لا يلبي شيئاً من الاحتياج الحقيقي لسكان غزة، ويصر على أن لا يكون هناك تدفق للمساعدات الإنسانية، والاحتياجات الإنسانية والضرورية للشعب الفلسطيني في غزة، لا من البر، ولا من البحر، ولا من الجو، هناك حالات مثلاً ما حصل في بلدان أخرى، عندما تريد أمريكا أن تجعل لها غطاءً للتدخل، تفرض أن يكون هناك تحرك عبر الجو، وعبر البر، وعبر البحر، وإدخال للمواد، وغير ذلك، هي تُصرّ على أن تصل السفن المحملة بالمؤن والمواد إلى الإسرائيليين من كل البحار، وتقاتل من أجل ذلك، ولكن تمنع وصول الغذاء والدواء إلى الشعب الفلسطيني في غزة.
الأمريكي هو الذي يقف وراء استمرار الإجرام الصهيوني، ووراء التخاذل الدولي، والموقف الضعيف على المستوى الدولي، وعلى مستوى المؤسسات الدولية، وعلى مستوى الدول العربية، هو يشارك بكل ما تعنيه الكلمة في الإجرام الصهيوني، بقذائفه، بصواريخه، بقنابله التي تدمر مساكن الفلسطينيين، وتقتل الشعب الفلسطيني في غزة، وهو أيضاً يرسل من ضباطه من يشاركون في إدارة الإجرام الصهيوني بحق أهل غزة، وهو أيضاً يهدد ويتوعّد من يساند الشعب الفلسطيني، ومن يتعاطف مع الشعب الفلسطيني، وهو أيضاً يجمّد من يطيعه من الدول والأنظمة والحكومات، يجمّدهم حتى عن تقديم العون على المستوى الإنساني، ويمنع وصول الغذاء والدواء إلى أهالي غزة، ويساهم بشكلٍ مباشر في تجويعهم، هو يسعى لأن يموتوا جوعاً، وليس فقط بالقنابل التي يقدِّمها لقتلهم، وبالصواريخ التي يقدّمها لتمزيقهم إلى أشلاء.
حتى تجاه موقف بلدنا في الاستهداف للسفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي؛ بهدف الضغط عليه، لفتح المجال لإيصال الدواء والغذاء لسكان غزة، من بداية العمليات في البحر الأحمر وباب المندب رفض الأمريكي ذلك، رفض وصول الدواء والغذاء لأهالي غزة، واتجه إلى التصعيد ضد بلدنا، بالرغم من كلفة التصعيد عليه، التصعيد والعدوان على بلدنا يكلّفه الكثير على المستوى الاقتصادي، ومن أموال الأمريكيين، وعلى الرغم أيضاً من النتائج السلبية للتصعيد في توسيع الصراع، وهو كان يقول من بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، كان يقول الأمريكي أنه لا يريد توسيع الصراع في المنطقة، ثم وسّع الصراع في المنطقة هو، وكذلك على مستوى التهديد الأمريكي للملاحة الدولية، بتحويل البحر الأحمر إلى ساحة معركة، وميدان حرب، بالرغم من كل ذلك لم يبالي.
كل ذلك بالنسبة للأمريكي يهون ولا أن يصل الغذاء والدواء إلى أهالي غزة، ليس عند الأمريكي مشكلة في أن يتوسع الصراع، وفي أن يتكلّف هو في هذا الصراع كلفة اقتصادية تؤثر على الشعب الأمريكي، وفي أن يوتّر الوضع على المستوى الإقليمي، وفي أن يستهدف هو الملاحة الدولية ويؤثر عليها في البحر الأحمر وباب المندب، كل ذلك ليس عنده فيه مشكلة، ولا أن يدخل الدواء والغذاء إلى أهالي غزة، ولا أن تتوقّف جرائم الإبادة الجماعية، وجرائم قتل النساء والأطفال في غزة. وحشية عجيبة، وإجرام، وطغيان، وحقد أعمى! لم يقبل بمعادلة منصفة من بداية أحداث البحر، في أن يصل الغذاء والدواء إلى الشعب الفلسطيني في غزة، ومن حقه ذلك وفقاً للأعراف الإنسانية، والقوانين الدولية، والشريعة السماوية، وكل الاعتبارات، من حقه ذلك، ولكن الأمريكي رفض ذلك بشكلٍ تام، إفراط رهيب في العدوانية، والإجرام والطغيان والهمجية، وهو يسعى لمنع ذلك.
في المقابل، في مقابل هذا الطغيان، هذا التوحش، هذه العدوانية، هناك مسؤولية كبيرة على أمتنا الإسلامية في المقدمة، وعلى العالم، فأيهما أولى بالمساندة: الشعب الفلسطيني المظلوم، المعتدى عليه، المحاصر إلى درجة التجويع، الأعزل من السلاح، صاحب الحق؛ أو العدو الإسرائيلي بترسانته الحربية الهائلة، وهو في موقف العدوان والطغيان والاحتلال، ويمارس الإجرام، من الأولى بالمساندة؟ الشعب الفلسطيني الجائع، المحاصر، بكل الاعتبارات، الاعتبارات الإنسانية، القانونية، الدينية، الأخلاقية، بكل الاعتبارات. الإسرائيلي هو مجرم وظالم، وهو يحظى بالدعم الغربي الهائل جداً، الشعب الفلسطيني المظلوم الذي يقابل بالخذلان، هذا أمرٌ مؤسفٌ جداً!
إن موقف شعبنا اليمني المسلم العزيز هو نابعٌ من الشعور بالمسؤولية الإنسانية، والأخلاقية، والدينية، وانطلاقاً من هويته الإيمانية، ومعركته اليوم لإسناد الشعب الفلسطيني، وليست معركةً منفصلة ولا جانبية، الأمريكي يحاول أن يصور أن هناك معركة أخرى في البحر الأحمر من أجل الملاحة الدولية، ليس هناك معركة تحت هذا العنوان، هناك معركة لإسناد الشعب الفلسطيني، في مقابل العدوان الأمريكي لحماية الإجرام الصهيوني، هذا هو التوصيف الصحيح والدقيق لما يحدث، ومعركتنا لإسناد الشعب الفلسطيني منذ بداية العدوان على غزة مستمرة، ولها ارتباط تام بما يجري في غزة، سواءً ما يتم إطلاقه إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة من الصواريخ أو المسيَّرات، أو العمليات في البحر، ومحصلة هذه العمليات قد بلغت لحد الآن: القصف بأكثر من مائتي طائرة مسيَّرة، وأكثر من خمسين صاروخاً باليستياً ومجنحاً، وبلدنا سيواصل عملياته حتى يصل الغذاء والدواء إلى كل سكان غزةـ في شمال قطاع غزة، وفي جنوبها، وفي كل أنحاء قطاع غزة، ويدخل إلى غزة احتياجها الكامل من الغذاء، والدواء، والاحتياجات الإنسانية، وحتى يتوقف الإجرام الصهيوني، ومن حق غزة أن تتدفق إليها المساعدات براً وبحراً وجواً، هذا حق إنساني، وبما يفي باحتياجها.
يأبى لنا ضميرنا الإنساني، وانتماؤنا الديني، وروابطنا الأخوية مع الشعب الفلسطيني، أن نسكت، أو أن نتفرج على تلك المشاهد المأساوية من جوع أهالي غزة، أو الجرائم الرهيبة التي تمارس بحقهم، دون أن يكون لنا موقف، أو أن نتجاهل نداءات أخواتنا وأمهاتنا في غزة، أو أن نتفرج على دموع الأطفال اليتامى، ونتجاهل صرخات الثكالى.
أمَّا إصرار الأمريكي على حماية الإجرام الصهيوني، ورفضه للمعادلة الإنسانية المنصفة والعادلة، في أن يصل الغذاء والدواء إلى أهالي غزة، ويتوقف الإجرام الصهيوني؛ حتى تتوقف عملياتنا المعلنة في البحر، إصراره على حماية الإجرام الصهيوني، بالرغم من كلفته، وتوتيره للوضع، واتجاهه لخيارات عدوانية توسع الصراع، وتهديده للملاحة الدولية بسبب ذلك؛ فلن يؤثر على موقفنا، ولن يجعلنا نتراجع أبداً، ومعركتنا مستمرة ومرتبطة تماماً بمعركة غزة.
الأمريكي يسعى للخداع المكشوف، والمسألة واضحة في كل العالم، وهو يحاول أن يعنون عدوانه على بلدنا، وحمايته للإجرام الصهيوني، على أنه حماية للملاحة الدولية؛ بينما هو حماية للإجرام الصهيوني لا أكثر من ذلك، وهو يهدف من خلال خداعه هذا، الخداع المكشوف، يهدف إلى توريط الآخرين للاشتراك معه في حماية الإجرام الصهيوني، ليستمر على سكان غزة.
أمَّا عمليات بلدنا فهي لا تهدد الملاحة الدولية، وقد عبرت منذ بداية عملياتنا في البحر الأحمر، وبتنسيق، وبمساعدة على حماية الملاحة الدولية من بلدنا، عبرت (أربعة آلاف وثمانمائة وأربعة وسبعون سفينةً تجارية)، عدد كبير جداً خلال هذه الفترة، منذ إعلان عملياتنا في البحر الأحمر، والكل يعرف أنهم ليسوا بمستهدفين، موقفنا واضح، ومن هو المستهدف واضح، وما هو الهدف واضح، لكن الأمريكي يسعى للخداع، والعدوان الأمريكي على بلادنا لا مستند له، لا يستند إلى أمم متحدة، ولا إلى مجلس أمن… ولا إلى أي شيء، وما يقوم به هو والبريطاني هو الذي يمثل تهديداً للملاحة الدولية، وهو أيضاً انتهاك لسيادة الدول المطلة على البحر الأحمر، والتي لها مياه إقليمية، والتي هي معنية بأمن البحر؛ باعتبارها الدول المطلة، ولكن هناك صحوة عالمية بالرغم من حجم التضليل الأمريكي والخداع والدعاية الأمريكية الإعلامية، هناك صحوة عالمية تجاه الخداع الأمريكي.
ونحن نوجِّه النصح للشعوب الأوروبية، التي تميل بعض أنظمتها إلى الدخول مع الأمريكي في موقفه لحماية الإجرام الصهيوني، نوجِّه لها النصح بالحذر من توريط حكوماتها في ذلك، ومن استغلال أموالها؛ لأن كل ذلك لن يكون له إلَّا تأثير عليها، فيما تخسره على المستوى الاقتصادي، وفي- أيضاً- ما يمثل تهديداً لأمن الملاحة في البحر الأحمر، كلما كان هناك تصعيد أكبر، وتوتير للوضع أكثر.
نحن نستهدف بكل وضوح السفن المرتبطة بإسرائيل، وبهدف إيصال المواد الغذائية إلى الشعب الفلسطيني، هدفنا هو الضغط من أجل ذلك: إيصال الدواء والغذاء والاحتياجات الإنسانية للشعب الفلسطيني في غزة، ومنع الإجرام الصهيوني، جرائم الإبادة الجماعية، والإجرام الصهيوني بحق سكان غزة، وهذا هدف واضح، ومقدَّس، وهو في نفس الوقت مطلبٌ إنسانيٌ، ومن المفترض أن يكون التجاوب معه.
مهما كان التصعيد الأمريكي والبريطاني، ستكون نتائجه عكسية، لن يؤثر على قرارنا، نحن مصممون على هذا القرار وهذا الموقف، ولن يؤثِّر على إرادتنا وعزمنا، نحن في عمل مقدَّس نعتبره جزءاً من جهادنا في سبيل الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، ولن يؤثر على قدراتنا العسكرية، بل نحن نطوِّرها باستمرار، ونحن نأخذ احتياطنا، ولسنا جديدين على مواجهة التحديات الحربية والقتالية، نحن متمرِّسون على ذلك، نتائجه ستكون عكسية على الأعداء في الكلفة، في توتير الوضع، في توسيع الصراع، في تهديد الملاحة البحرية، وقد شهد الواقع على ذلك، منذ بداية الاعتداءات بالغارات الجوية على بلدنا، وبالقصف الصاروخي من البحر، لم يتمكن الأمريكي من إيقاف الضربات إلى البحر، ومن استهداف السفن، بل أدخل نفسه هو والبريطاني في المشكلة.
الحل الوحيد هو إدخال الغذاء والدواء إلى أهالي غزة، إيصال الدواء والغذاء والمساعدات الإنسانية إلى الشعب الفلسطيني في غزة، وإيقاف جرائم الإبادة الجماعية، ووقف قتل الأطفال والنساء، هذا هو الحل الذي يمكن من خلاله أن نقف في موقفنا، وأن يكون قد تحقق الهدف لموقفنا.
في ظل إصرار الأمريكي على استمرار الإجرام الصهيوني، كلما طال أمد العدوان على قطاع غزة، فهو يضاعف المأساة، تزداد مأساة أهالي غزة في جوعهم، في تشريدهم، في نزوحهم، في معاناتهم، في كل يوم وليلة هناك محصلة بالمئات من الشهداء والجرحى، المعاناة تتفاقم أكثر فأكثر، أرقام الشهداء والجرحى العدد يتزايد يوماً بعد يوم، المعاناة تكبر، المزيد من البيوت والمساكن تدمَّر، مآسٍ ومخاطر صحية كبيرة لانعدام الأدوية، ولما ينتج عن العدوان الإسرائيلي من مآسٍ كثيرة في قطاع غزة، تتضاعف المخاطر على المستوى الصحي، وتهدد حياة أهالي غزة.
في مقابل كل ذلك تتضاعف المسؤولية في التحرك بشكل أكبر وأكثر وأقوى على أمتنا الإسلامية بشكلٍ عام، ليس المجال يسمح بأن يكون هناك تراجع في المواقف، أو ضعف في التحرك، أو فتور في التحرك، بل كلما أصرَّ الإسرائيلي والأمريكي على الاستمرار في الإجرام، وكلما كبرت المأساة وكثرت المعاناة، كلما قتل الإسرائيلي المزيد والمزيد من الأطفال والنساء، ومارس المزيد والمزيد من الجرائم الفظيعة، وبات البعض من الأهالي في غزة يموتون من الجوع، كلما دمِّرت مساكن الفلسطينيين في غزة، كلما عانوا من كل تلك الجرائم التي يمارسها الإسرائيلي، وأصرَّ على المواصلة لذلك، وأصرَّ الأمريكي على الاستمرار ذلك؛ كلما كان علينا أن نكون أكثر إصراراً وتصميماً وعزماً، وأقوى إرادةً في تحركنا لمنع ذلك الإجرام، للسعي لإيقاف ذلك الإجرام، هذه مسؤولية مهمة جداً علينا في أمتنا الإسلامية بشكل عام، وعلى دول العالم أجمع، مسؤولية إنسانية وأخلاقية.
ولذلك يفترض أن تستمر المظاهرات حتى في الدول الغربية، في أوروبا، وفي أمريكا… وفي غيرها، وأن يستمر نشاط الجاليات العربية والإسلامية، وكما في الكلمة في الأسبوع الماضي، طلبت من الجالية اليمنية أن يكون لها تحرك نشط، كما لشعبنا تحرك مميز على مستوى الشعوب، يجب أن يكون هناك تحرك واسع، وتحرك يتصاعد أكثر فأكثر في الضغط لوقف ذلك الإجرام الفظيع والشنيع ضد الشعب الفلسطيني، على مستوى المظاهرات، وكذلك في بلدنا، في البلدان التي تخرج فيها مظاهرات، يجب أن يكون هناك نشاط مكثَّف، وكذلك على مستوى النشاط الإعلامي، لا ينبغي أن يكون هناك فتور، ينبغي أن يستمر العمل في نصرة الشعب الفلسطيني، في إظهار مظلوميته، في نشر الشواهد التي تشهد لهذه المظلومية، وتعبِّر عن هذه المأساة، وتقدِّم هذه المأساة إلى كل الشعوب في العالم، هذه مسألة مهمة جداً، على مستوى النشاط في مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية، والحث على ذلك، والشرح لأهمية ذلك، وما يترتب عليه، على مستوى الموقف العسكري في كل الجبهات التي تتحرك عسكرياً، مثل ما هو الحال في بلدنا، مثل ما هو الحال في لبنان، مثل ما هو الحال بالنسبة لأحرار العراق، على مستوى التحرك الجماهيري.
التحرك الجماهيري له أهميته الكبيرة جداً، أن يكون هناك خروج، حركة، مظاهرات، صوت عالٍ للشعوب، للمطالبة بوقف العدوان على غزة، وإنهاء الإجرام بحق الشعب الفلسطيني، هذا شيءٌ مهم، هي مسؤولية مقدَّسة، والتحرك فيها بنيةٍ صادقة، يعتبر جهاداً في سبيل الله سبحانه وتعالى، والتحرك في مثل هذه الظروف، في مثل هذا الموقف، تجاه هذه المظلومية الكبيرة جداً، هو تحرُّك يعبِّر عن القيم الإنسانية والأخلاقية، يجلِّي الضمير الحي للإنسان، ويشهد على ضميرك الحي، على إنسانيتك، أنَّك لا زلت إنساناً، تحمل المشاعر الإنسانية، وعندما يكون منطلقك في ذلك- أيضاً- منطلقاً إيمانياً من أجل الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، واستشعاراً للمسؤولية بينك وبين الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، ففي ذلك أجر عظيم، وهذا هو فضل كبير جداً، كما قال الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” في القرآن الكريم: {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ}[المائدة: من الآية54]، وهذا هو ما يعبِّر عن القيم، عن الأخلاق لدى الإنسان، لدى من يتحرك. وفي المقابل يعتبر التخاذل وزراً كبيراً، وأمراً خطيراً جداً.
كلما زاد الإجرام، وكلما زاد التجويع؛ ينبغي التحرك أكثر لمنعه، ولا ينبغي أن يقابل ذلك بالفتور، بالسكوت، بالملل، بالتجاهل لما يحدث، بالملل حتى من متابعة الأحداث هناك، هذه مسألة مهمة.
في ظل الأحداث الراهنة، من المهم أيضاً امتلاك خلفية ثقافية وتاريخية عن الصراع مع العدو الصهيوني، وعن الدور الخطير للوبي اليهودي الصهيوني، وللحركة الصهيونية في العالم، وما تشكِّله من خطورة على المجتمع البشري عموماً، وعلى المسلمين بالذات، كما أنَّه من المهم أيضاً في ظل الأحداث الراهنة، التوعية بخطورة التقصير، والتفريط، والعواقب الوخيمة لذلك في الدنيا والآخرة، والتبعات المترتبة على ذلك.
سكوت الشعوب وتخاذلها، وبالذات في العالم الإسلامي؛ يطمع أعداءها فيها، إذا لم تتحرك أمام مثل هذه المأساة، أمام هذه الجرائم الرهيبة، التي ترتكب ضد شعبٍ هو جزءٌ من هذه الأمة، تربطه كل الروابط بهذه الأمة، ولمصلحة الأمة أن تواجه العدو الذي يستهدفه؛ لأنه عدو للأمة بكلها، والرسول “صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَـيْهِ وَعَلَى آلِه” الذي قال: ((المُؤْمِن لِلْمُؤْمِن كَالبَنَان (أو كَالبُنْيَان) يَشُدُ بَعْضُهُ بَعْضاً))، ويقول أيضاً: ((مَنْ أَصْبَحَ لاَ يَهْتَمُّ بِأَمْرِ الْمُسْلِمِينَ، فَلَيْسَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَمَنْ سَمِعَ مُسْلِماً يُنَادِي: يَا لَلْمُسْلِمِينَ، فَلَمْ يُجِبْهُ، فَلَيْسَ مِنَ الْمُسْلِمِين))، القرآن الكريم الذي فيه أكثر من خمسمائة آية تتحدث عن الجهاد في سبيل الله، لمواجهة الشر، والظلم، والطغيان، والإجرام، والعدوان، إذا لم تتحرك شعوبنا أمام كل ذلك، فهذا يطمع أعداءها فيها، وما يحصل على الشعب الفلسطيني اليوم، يحصل مثله وأسوأ منه على هذا الشعب أو ذاك فيما بعد، فالمسألة خطيرة جداً.
أيضاً في الآخرة؛ لأن جزءاً أساسياً من التزاماتنا الإيمانية والدينية هو بشكل موقف، موقف ضد الظلم، والطغيان، والإجرام، ضد أعداء الله وأعداء الإنسانية، فإذا لم نفِ بهذا الالتزام الإيماني والأخلاقي والديني، وأخللنا به، فهذا تفريطٌ في إيماننا، في ديننا، في تقوانا لله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، أوليس الله يحذِّرنا في القرآن الكريم ويقول: {إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[التوبة: الآية39]، التخاذل خطيرٌ جداً، التخاذل يرسِّخ في نفوس الشعوب، في نفوس الأمة، الهزيمة النفسية، الدناءة، والانحطاط، والذلة، والخنوع، والخوف، والاستسلام، ويكبِّل الأمة بقيود المذلة، لابدَّ من التحرك، هناك مجالات واسعة، نحن قلنا: في بعضٍ من الشعوب التي تعاني من الكبت الشديد من أنظمتها، يمكنها أن تنشط في المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية، وهذا سلاح مؤثر، يمكنها أن تنشط إعلامياً في مواقع التواصل الاجتماعي، يمكنها أن تقدِّم التبرعات للشعب الفلسطيني، في كثيرٍ من البلدان أيضاً يمكن أن يكون هناك أنشطة أكثر وأكثر، يجب التحرك الجاد، هذا جزءٌ من المسؤولية الدينية والأخلاقية والإنسانية، التي لا ينبغي التفريط بها.
شعبنا اليمني المسلم العزيز قدَّم نموذجاً بتحركه الشامل على كل المستويات، وبالخروج الجماهيري الأسبوعي، حتى في الأسبوع الماضي بين المطر في ميدان السبعين، بالرغم من هطول الأمطار، والناس يستمرون في المسيرات والمظاهرات، وعنوان شعبنا الذي رفعه يهتف للشعب الفلسطيني في غزة: (لستم وحدكم، ومعكم حتى النصر)، ليس مجرد هتاف يصرخ به في الهواء، ولكنه عنوان يعبِّر عن التزام سيفي به، سيفي به.
شعبنا اليمني لن يترك غزة لوحدها، لن يبقى الناس في البيوت يتجاهلون ما يجري هناك، سيستمر هذا الخروج على المستوى الجماهيري الواسع جداً، المعبِّر عن موقف هذا الشعب، وعن إصراره على مواصلة هذا الموقف مع الشعب الفلسطيني، سيواصل تحركه الشامل أيضاً على كل المستويات، بوعيٍ، وبزخمٍ كبير، ولن يترك غزة لوحدها.
في آخر هذه الكلمة، أتوجه إلى شعبنا اليمني المسلم العزيز، وأدعوه إلى مواصلة الخروج الأسبوعي الحاشد الجماهيري الواسع جداً، هذا شيءٌ مهم، في هذه المرحلة هذا شيءٌ مهمٌ جداً، له أهمية، له تأثيره، له نتائجه المهمة، وهو في إطار المسؤولية والالتزام الإيماني والديني والإنساني والأخلاقي.
أدعو للخروج في يوم غد الجمعة- إن شاء الله- في صنعاء- كما هي العادة- في ميدان السبعين، والاحتشاد بشكلٍ كبير، وفي بقية المحافظات، بحسب الترتيبات المعتمدة فيها، وشعبنا سيؤكِّد يوم الغد- إن شاء الله- للشعب الفلسطيني في غزة أنَّه ليس لوحده، سيؤكِّد لسكان غزة أنهم ليسوا وحدهم، وأنَّه معهم حتى النصر، وفي ظل ذلك نحن مع الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، والله مع شعبنا، مع شعب فلسطين المظلوم، مع سكان غزة المضطهدين والمظلومين، والله خير الناصرين، {وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا}[النساء: من الآية45].
نَسْأَلُ اللَّهَ “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” أَنْ يُوَفِّقَنَا وَإِيَّاكُم لِمَا يُرضِيهِ عَنَّا، وَأَنْ يَرْحَمَ شُهَدَاءَنَا الأَبرَار، وَأَنْ يَشْفِيَ جَرْحَانَا، وَأَنْ يُفَرِّجَ عَنْ أَسْرَانَا، وَأَنْ يَنصُرنَا بِنَصْرِه، إِنَّهُ سَمِيعُ الدُّعَاء.
وَالسَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛