لا وألف لا لأمريكا
لا وألف لا لأمريكا
يمني برس/
الوفاءُ ما تغيَّر، عهد الأحرار باقي.. يا رعى الله نفس تعيش في العمر حُرَّة.
اليمنُ الجمهوريُّ اليوم أصبح محلَّ أنظار العالَمِ، وكلها شاخصة نحو صنعاءَ المبتدأ والمنتهى، هناك فقط القول والفعل، هناك فقط النصرة والنجدة والشهامة والشجاعة والإقدام، بلد صنع الأعداء له ألفَ مشكلة ومشكلة وشن تحالفًا كونيًّا عليه، حرب تسع سنوات لم يبق شيءٌ، وظن الجميع بأن الأمر إلى هنا وانتهت أُسطورة اليمن وأصل العرب ومقبرة الغزاة.
كان العالَمُ في الماضي القريب تحدِّثُه عن اليمن، يقولُ: جوار السعوديّة المعروفة، واليوم تغيَّرت المعادلة أصبح جُلُّ العالم يتحدث عن السعوديّة التي بجوار اليمن ذائع الصيت، هنا يطوون صفحات المجد التليد لشعبٍ له في السماء نجمٌ، وفي القبلة ركنٌ، وتناسوا التأريخ ورجال اليمن الميامين منهم السمح بن مالك الخولاني وعبدالرحمن الغافقي وغيرهم، مشاركين في ركب الفتوحات وباكورتها الأولى.
قارَعَ الأحباش، والفرس، والأتراكَ والبرتغال، وُصُـولاً إلى الإمبراطورية التي كانت لا تغرب عنها الشمس، بريطانيا التي دُحرت من جنوب الوطن اليمني المناضل، وتلك الجينات الجهادية والنضالية والإقدام في صنع القيادات كان وما يزال مصدرها يكاد يكون الوحيد، اليمن العظيم، الذي رفع اليوم رأسَ العرب والمسلمين والعالم الحر، الذي يؤمن بحق الشعوب وحريتها والدفاع عن نفسها ومقدساتها وكلّ ما ينتقص من كينونِتها.
نعم اليوم العنوانُ أكبر وأعظم حين انبرى اليمانيون من ركام المعاناة وقساوة الظروف وحصار القريب قبل البعيد ليستدعي التأريخ مرةً أُخرى ويقف على شفرات السيوف وحرها، وهي لغة القوي الأمين الذي حركته نخوة المعتصم وصرخات وآهات أهلنا في غزة من النساء والأطفال والشيوخ وهم يُبادون بدمٍ باردٍ من قبل الكيان الصهيوني المحتلّ، وأمام مرأى ومسمع من العالم المتفرج منهم والداعم لـ”إسرائيل” والمبارك لمعاركهم، والساكت عن الحق شيطان أخرس، وهم كُثْرٌ من دسّوا رؤوسَهم في الرمال كالنعام، وسمعنا من يتحسر مكبلاً من أي فعلٍ، ليقول: لكِ الله يا غزة وأهلها، ومنهم من يدَّعي متخفياً لنصرة غزةَ كما دعوا لها في الماضي ولم يدركوا حقيقة المعركة الوجودية أَو هذا هو جهدهم؛ فجاء الشعبُ اليمني وقيادته الشجاعة ليعلنها صرخةً مدوية، قائد الثورة السيد عبدالملك بن بدرالدين الحوثي، بأن لليمن رأيًا آخرَ، من تلك المواقف المتخاذلة بل والمخزية، وهب هبةَ الملهوف لينقذ ما تبقى من العروبة والإسلام ومن الشجاعة والإقدام التي توارت في عالمنا العربي؛ لأَنَّ الجميع مهرولٌ نحو التطبيع مع قتلة الأطفال ومغتصبي أراضينا المقدسة ومسجدها أولى القبلتين ومسرى النبي محمد خير الورى.
باختصار نحن فخورون ونشعر بأرقى معاني العزة والكرامة والإباء أننا يمانيون وننتمي لهذا البلد العظيم، الذي يغيّر اليوم وجه التأريخ ويفرض معادلة أُخرى لينفض الغبار عن الأُمَّــة الخائفة والمسلمة لواقع فرض من الأعداء.
ومن اليمن قال كلمته بأن أمريكا وبريطانيا وإسرائيل يجب أن تقف عن العربدة في منطقتنا العربية وقتل شعب في غزة العزة والمنصورة بإذن الله، وتحَرّك الجيش اليمني مترجماً لتوجّـهات القائد الشجاع، ومطالب وتأييد شعب الإيمان والحكمة الذي فوَّضه، واليوم بفضل الله ثم برجال الرجال الذين استعادوا البحرَين العربي والأحمر إلى مهد العروبة والإسلام وأقدم على إعلانِ حرب لا هوادة فيها ضد سفن وبواخر من استباحوا مياهنا لعقود من الزمن، وكأن الأرضَ أرضُهم والبحر بحرهم والسماء سمائهم؛ فأتى من يعيدهم إلى رعاة البقر ويذكرهم بأن هناك مَن يقول لا وألف لا لأمريكا وغطرستها في المنطقة والعالم.
واليوم بورصة اليمن العالمية في أعلى مستوياتها، والجميع يتمنى أن يكونَ من هذا الشعب الذي يصنعُ المعجزات وأصبح حديث العالم، كيف يواجه أمريكا وبريطانيا اليوم وجهاً لوجه وكسر هيبتها وعنفوانها ليغيّر المعادلة ويقول للعالم: لا يوجد كبيرٌ وعظيمٌ وقويٌّ قوة مطلقة في هذا العالم المضطرب إلا الله جل وعلا، لا أمريكا ولا بريطانيا ولا الناتو، الكل في نظر الحق والعدل قشة، وسيكتشف للعالم حقيقة هذه الدول المتسلطة لعقود من الزمن على رقاب العباد بحكم القوة والغلبة، والتي سقطت بكل تفاصيلها في مياهنا.
لنقول سجِّلْ يا تأريخ مهما كان الثمن، وتبعات هذه المواقف ستبقى أيقونة الأحرار ونشيداً يردّد صباحاً ومساءً عبر حناجر المكبرين من اليمانيين، وسيردّد العالم الحر ألحان النصر عندما يرى أساطيل أمريكا تتهاوى أمام ضربات الحق في بحارنا والمحيط، وسيكون الموقف أعظم لو تحَرّكت الدول والأمّة كما تحَرّك اليمن المحاصر.
“لقد أسمعتَ لو ناديتَ حياً *** ولكن لا حياةَ لمن تنادي
ولو نارًا نفخت بها أضاءت *** ولكن أنت تنفُخُ في رمادِ”.
الصمتُ المرعبُ سيدُ الموقف لتلك القيادات المرتهِنة للغرب وكفى.