اليمن يواجه ثلاثي الشر بمفرده
اليمن يواجه ثلاثي الشر بمفرده
محللون وخبراء استراتيجيون غربيون يطرحون تساؤلا في غاية الأهمية مفاده : كيف استطاع اليمن من بين كل شعوب العالم أن يكتسب كل هذه الشجاعة والإقدام في مواجهة أمريكا الدولة العظمى التي تهابها كل الدول وهو في الحقيقة تساؤل وجيه ويستحق التوقف عنده،
أما الإجابة عليه فتنطلق من الميدان ومن الالتحام المباشر مع رأس الشر أمريكا، صحيح أنه لم يسبق لأي شعب من الشعوب في العالم أن دخل في مواجهة مباشرة مع ثلاثي الشر المتمثل في أمريكا وبريطانيا وإسرائيل كما هو حال الشعب اليمني اليوم بما في ذلك دول كبرى تؤذيها أمريكا في عقر دارها ولا تستطيع أن ترد عليها أو أن تعمل حتى على منعها، على سبيل المثال ما تقوم به أمريكا من تحد لروسيا الاتحادية عبر أوكرانيا ومعها بريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي بهدف إضعافها وإشغالها بنفسها ومع ذلك لم تقم روسيا كدولة عظمى بالدخول في مواجهة مباشرة مع أمريكا على الأقل من باب حق الدفاع عن النفس، وكذلك ما تقوم به أمريكا من تحد للصين الشعبية في عقر دارها عبر تايوان بل وتفرض عليها حصارا وعقوبات اقتصادية ألحقت ضررا بالاقتصاد الصيني، ولكنها هي الأخرى لم تدافع عن نفسها سوى بالتحذير والتصريحات التي لا تأبه بها أمريكا ولا تحسب لها حسابا، هذا مجرد مثل عن دول عظمى قادرة بإمكانياتها أن تواجه أمريكا وتتغلب عليها، أما الدول الضعيفة فيسارع حكامها إلى الاستسلام أمام التهديدات الأمريكية بالكلام وليس بالقوة ونتيجة لهذا الخنوع نصبت أمريكا نفسها بعبعا مخيفا لدرجة أنها تفرض على الدول الدخول معها في تحالفات بالقوة لتبرر لنفسها الاعتداء على من يعارض سياستها أو يرفض الدوران في فلكها بحجة أنها تنفذ القانون الدولي وهي أول من تخالفه وتعمل ضده كما فعلت لمواجهة اليمن في البحرين العربي والأحمر وخليج عدن حيث أعلنت عن تحالف الازدهار زورا وبهتانا وهو ما جعل الكثير من الدول التي أقحمت امريكا أسماءها في هذا التحالف المزعوم تنفي مشاركتها فيه خوفا من استهداف سفنها في البحر الأحمر وهذا الموقف يحسب لها وإن كان قد سبب صدمة لأمريكا التي تعودت على خضوع الآخرين لها دون قيد أو شرط فجاء اليمن وغير المعادلة وفتح المجال واسعا أمام الشعوب الحرة لتقول لأمريكا: لا، وهذا النهج المستكبر لم يكن جديدا عليها فمنذ انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991م أنفردت بقيادة العالم دون منافسة تذكر من قبل أي دولة عظمى أخرى واعتقدت خلال العقود الثلاثة الماضية بأن الساحة قد أصبحت أمامها خالية من أية مقاومة قد يقوم بها أي شعب من الشعوب تجاه عربدتها وفرض ارادتها عليه خاصة على الدول الغنية بهدف نهب ثرواتها والسيطرة على قرارها السياسي كما تفعله في منطقة الجزيرة العربية والخليج بشكل خاص وما تقوم به في الشرق الأوسط بشكل عام حيث لم تجد من يعترض على سياستها الخاطئة والمتجبرة وكان النظام في اليمن قبل قيام ثورة 21 سبتمبر الشعبية عام 2014م من ضمن الأنظمة التي كانت خاضعة لسيطرتها ويحكمها السفراء الأمريكيون ولا يجدون أية صعوبة في تمرير ما يريدون بما يتفق ويخدم سياسة بلدهم أمريكا، ولأن الإدارة الأمريكية قد شعرت منذ أول يوم قامت فيه ثورة 21 سبتمبر بتغير السياسة في اليمن وأن جيلا جديدا قد ضاق ذرعا بالتدخل الأمريكي في الشأن اليمني الداخلي ولن يقبل بأن يبقى اليمن مستباحا لأمريكا برا وجوا وبحرا وسارعت أمريكا لتشكيل تحالف كوني بقيادة أدواتها في المنطقة على رأسها السعودية والإمارات للقيام بشن عدوان بربري على الشعب اليمني أعلن من واشنطن يوم 26 مارس عام 2015م على لسان السفير السعودي آنذاك عادل الجبير بهدف إجهاض التوجه الوطني الجديد وعودة الأوضاع إلى سابق عهدها ولكن الله شاء إلا أن يكون الشعب اليمني ممثلا في قواته المسلحة بمنتسبيها من الشباب في مختلف فروعها هو المنتصر في كل جولات المواجهة فقد سطر أبناء القوات المسلحة المدعومين شعبيا ملاحم بطولية لمقاومة العدوان وهزيمته في مختلف محاور القتال ورغم أن العدوان لا يزال قائما للعام التاسع على التوالي إلا أن الشعب اليمني يزداد قوة وعنفوانا فتحول من قوة محلية إلى قوة إقليمية وإلى لا عب دولي يواجه دول عظمى عجزت عن مواجهتها نظيراتها في القوة والإمكانيات وقد أوردنا آنفا مثالا عن روسيا الاتحادية والصين الشعبية اللتين تتحداهما أمريكا في عقر داريهما ولا تواجه بأية مقاومة تذكر من قبلهما.
وعليه نقول للعملاء والمرتزقة الذين هم للأسف من أبناء جلدتنا وكانوا يستهينون بقدرات الشعب اليمني في عهد ثورته الشعبية الجديد منذ أول يوم شن فيه تحالف العدوان عدوانه الظالم على اليمن وشعبه العظيم بأنهم سيكونون خلال اسابيع أو أشهر قليلة داخل العاصمة صنعاء لينفذوا لأمريكا أجندتها كما كانوا يفعلون سابقا ويخضعون لإرادتها بأن يمن اليوم غير يمن الأمس وما يقوم به أبناؤه الأحرار على أرض الواقع من دفاع مستميت عن سيادته وحريته واستقلاله وتحرير قراره السياسي من الوصاية الخارجية هو الدافع الحقيقي لقيام الإدارات الأمريكية المتعاقبة ومعها بريطانيا وإسرائيل وأدواتها في المنطقة للاعتداء على اليمن والدخول مع قواته المسلحة في مواجهة مباشرة وقصف العاصمة صنعاء والعديد من المحافظات لأنه حرم أمريكا وأذيالها من نفوذهم الذي كانوا يتمتعون به في اليمن ويحكمون من خلاله شعبه نيابة عن أبنائه وهو ما لم يقبل به أبناء الشعب اليمني اليوم، كما نقول للعملاء والمرتزقة الذين لا زالوا يراهنون على أسيادهم الداعمين لهم أنكم ستجدون أنفسكم ملفوظين من قبل أسيادكم قبل أن يلفظكم الشعب اليمني ولن تقبلكم حتى مزبلة التاريخ للحلول فيها وعليكم أن تتعظوا بما فعلته أمريكا بعملائها في العديد من الدول وآخرها في افغانستان عندما كانت ترميهم من الطائرة إلى الأرض لأن قيمة العميل والمرتزق عندها تتمثل في المال المدنس الذي استلمه من أسياده مقابل خيانة وطنه ولا يتم الوثوق به بعد ذلك حتى لو وصلت خدمته إلى أعلى المستويات في ارفع المناصب فيتم التخلي عنه.