محمد علي الحوثي يوجه رسالة هامة للمجاهدين في فلسطين
محمد علي الحوثي يوجه رسالة هامة للمجاهدين في فلسطين
يمني برس/
وجه عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي اكس الأربعاء رسالة الى المجاهدين في غزة.
وكتب الحوثي في تغريدة له على اكس (
إلى الأخوة المجاهدين في #غزة من جميع الفصائل؛ سلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته؛ لقد أحببت أن تكون رسالتي إليكم وتذكيري إياكم أمام سُنة التدافع
باقتباس مقتطف من هذه القصة القرآنية الهامة جداً فيما يتعلق بالمقصد: يجب أن يكون – في وضعيتنا هذه – في مواجهة بني إسرائيل.
👇
”
﴿فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾
سُنة إلهية: التدافع، عندما يكون على المسلمين أن يقاتلوا أعداء الله؛ لأن هذا العمل يُعتبَر في إطار البشر بشكل عام يدخل ضمن سُنة التدافع؛ لأن معناه ضرب للمفسدين، أحياناً داخل المفسدين هم لا يَسمح لطرف من الأطراف أن يصل إلى درجة عالية مِن طغيانه وفساده، بل يهيئ طرفاً آخر ليضربه حتى ولو كان منهم؛ لأن ﴿اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ وهو رب العالمين جميعاً، بمعنى: ألاّ يتمادى الفساد بشكل رهيب، وهذا لا يحقق بالنسبة لجانب من يمثلون جنود الله فعندما يقعدون، لو حصل هذا التضارب بين هذا وهذا لا يحصل فرج إلاّ إذا كانوا هم في سبيل الله ومتجهين للعمل في سبيل الله تتحول الأشياء كلها بالشكل الذي يكون فيه سند لهم وفتح مجالات أمامهم.
هذه القصة هامة جداً فيما يتعلق بالمقصد: يجب أن يكون – في وضعيتنا هذه – في مواجهة بني إسرائيل، نقول: نحن نعمل مثلكم الآن تماماً، رجعنا إلى كتابنا ونبينا محمد (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) نقاتل في سبيل الله و﴿ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ أليست نفس العملية؟ لا يمكن أن يقولوا: لا، أبداً. أن توجهونا إلى أشياء أخرى، نحن فاهمون (اعمل لك عناوين أخرى، شكّل لك حزباً، تنظيماً سياسياً، اعمل لك عناوين وطنية، اعمل لك جبهة تحرير كذا، أو جبهة الدفاع عن كذا) لا، يجب أن نفهم، هذا درس من داخل بني إسرائيل أنفسهم الذين الناس الآن في مواجهة معهم.
ثم انظر ماذا يمكن أن يعمل الذين يتشدقون بوطنية؟ أليسوا هم تراجعوا! أولئك الوطنيون هم هناك؟ الذين قالوا: ﴿وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا﴾ تراجعوا فلم يقاتلوا لا في سبيل ديارهم ولا في سبيل أبنائهم عندما لم ينطلقوا في سبيل الله، وقالوا في سبيل الله ولم ينطلقوا بصدق، تراجعوا، لكن الخلاصة منهم حققوا نتيجة هامة لم تتحقق لبني إسرائيل في تاريخهم! ولا لأحد إلى الآن لم يتحقق في تاريخ البشر مثل دولة سليمان، أو مُلْك سليمان، الذي كان مفتاحه هذا العدد القليل الذين انطلقوا بصدق في سبيل الله.
هذا القائد (طالوت) يُعتبَر قائداً عظيماً جداً، قائداً شجاعاً بشكل غير طبيعي – فعلاً – أنه بعدما ينفصل أول جزء من بني إسرائيل، ثم ثاني أغلبية كبيرة عندما شربوا من النهر، وينطلق ليواجه هذا الملك بجنوده، بعتاده، بكل طاقاته، وبعدد قليل، أليست هذه تُعتبَر شجاعة عالية؟
وأناس لديهم شجاعة عالية، ولديهم صبر، ولديهم ثقة بالله؛ الشجاعة تُعتبَر قوة لكنها ستكون محدودة إذا لم تكن مرتبطة بالله. ودرس لكل المتراجعين، لكل الناس الذين يبدون حكماء ويرون أنفسهم أذكياء! أمَّا أولئك فهم يريدون أن يُورِّطوا أنفسهم، هؤلاء الذين شربوا من النهر أليسوا يعتبرون أولئك أنهم مغفلون؟ عندما يريدون أن يذهبوا لمواجهتهم وهم ليسوا إلاّ قدر ثلاثمائة فيعتبرونهم مغفلين ليس لديهم حكمة! فتأتي النتيجة بالشكل الذي يخزيهم هم.
هذه تحكي وكأنها سُنة إلهية لمن يتراجعون وهم يسخرون من الآخرين ويرون أنهم مغفلون؛ لأنهم يريدون أن يواجهوا دولة كبيرة وأشياء من هذه، تأتي انتصارات بشكل يخزيهم هم، يرون أنفسهم صغاراً، يرون كل آرائهم تلك التي يعتبرونها حكيمة أنها سخيفة، هذا من أول عذاب للقاعدين حينما يرى نفسه صغيراً جداً، يرى آراءه التي كان يعتبرها حكيمة، واتزان، ورؤية صحيحة أنها كلها كانت آراء لا تمثل شيئاً، وأنها كانت خطأ.
مِن شجاعتهم هنا: أنهم برزوا لم يقولوا: (إذا لم يبقَ إلاّ نحن إذاً نتخذ مواقع تحصينية كجبهة) لا، برزوا في الميدان، ألم يبرزوا؟ ﴿وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ﴾ أي: هؤلاء أناس عجيبون فعلاً؛ ولهذا قدَّموا مثلاً أعلى في هذا الموضوع لبيان سُنة إلهية، ولبيان قيمة أن ينطلق الناس لله وفي سبيله، وأن يفهموا أنه عندما ينطلقون للجهاد من أجل الله، وفي سبيله يجب أن يكون هو الذي يختار قيادة، الله هو الذي يصطفي قيادة.)