سر تأثير خطابات الصماد وسر قابليتها
سر تأثير خطابات الصماد وسر قابليتها
يمني برس/
بنظري أن السر في قابلية محاضرات وخطابات الشهيد الصماد يكمن في امتلاكه مقومات التأثير ليس في الفصاحة والبلاغة فحسب بل في المضمون والاسلوب والمصداقية والقدوة وتطابق الافعال بالاقوال وحرصه على هداية الناس.
فعلى مستوى المضمون كانت محاضراته سليمة من الاخطاء الثقافية وكل مصطلحاته دقيقة ومفراداته ينتقيها بعناية وكذلك المفاهيم والافكار والرؤى كلها سليمة وواقعية ويخضعها للرؤية القرانية.
ومن اول وهلة تستمع إليه تدرك أنه رجل ذو معرفة وتقييم دقيق للواقع ورؤية صائبه وخبرة عملية ويتحدث انطلاقا من دراية بالواقع بعيدا عن الكلام المثالي والتنظيرات الخياليه.
ايضا كان دائما يستحضر النص القرآني بكل ما لذلك من تأثير عندما يقراء النص القرآني لأنه كلام الله و يلامس فطرة و مشاعر الانسان ويتطابق مع الواقع.
على مستوى الاسلوب كان اسلوبه راقيا فهو يخاطب كل فئة بالاسلوب وبالطريقة التي تتناسب معها، فيخاطب العالم بما يتناسب مع مقام العلماء ويخاطب المرأة بما يتناسب مع وضعيتها ومع ظروفها ويخاطب الضباط والمقاتلين خطابا حماسيا يستنهض الهمم ويدفعهم إلى التضحية والثبات.
الشي الآخر وهوالفرحم هي المصداقية فالشهيد الصماد كان صادقا ورجلا عملياً ويتحدث بمصداقية عاليه وتلمس الصدق والاخلاص في كلامه.
فالثقافة القرانية لم تعد لديه مجرد مفاهيم نظرية او معارف ذهنيه، بل هي رؤى عملية وممارسات في الواقع، يعكسها في منطقه ورؤيته وسلوكه و نشاطه و تقييمه للواقع، وتلمس أنه قدوة فيما يقول ويفعل فكان ممن ينطبق عليهم قول الله (والذي جاء بالصدق وصدَّق به).
فضلا عن حرصه على هداية الناس بمختلف فئاتهم وتوجهاتهم فتجده يشد السياسي الى الله قبل أن يشده الى فئة او كيان سياسي معين، ويربط المسؤول بالله وبالخوف من الله قبل ان يخوفه بأي إجراءات أخرى.
ويتألم عندما يرى الناس بعيدون عن هدى الله وبعيدون عن الارتباط بالثقافة القرانية كان هذا شي يؤلمه ويحز في نفسه وهذه العوامل وغيرها كانت سر التأثير في كلامه ومنطقه وسر قابلية محاضراته الواسعة لدى مختلف شرائح الشعب اليمني.
✍🏻 #محمد_الفرح