الرئيس الصماد الثقافي المستنير
الرئيس الصماد الثقافي المستنير
في ذكرى استشهاد الرئيس الشهيد صالح علي الصماد يقف المرء حائرا أمام صاحب هذه الشخصية العظيمة الذي لا يمكن الإحاطة بكل شمائله، والمواقف التي سطرها في حياته، والتي توجها بالشهادة في سبيل الله دفاعا عن الأرض والعرض والسيادة والشرف والكرامة، حيث نسلط الضوء من خلال سلسلة من المقالات على جوانب من سيرته العطرة، وتاريخه النضالي البارز، حيث سنقف اليوم أمام تلكم الروح الإيمانية التي كان يمتلكها -رضوان الله عليه- وما كان عليه من تقوى وخوف من الله في مسيرته الجهادية وعقب توليه مهام قيادة البلاد عقب ترؤسه للمجلس السياسي الأعلى .
عرف بثقافته الواسعة، ونظرته الثاقبة، وسعة صدره، وفهمه للأمور وتفهمه لما يدور حوله، حيث كان من الرعيل الأول للمسيرة القرآنية وكانت له أدوار بارزة في دعمها وإسنادها في مرحلة التأسيس، حيث نشط في أوساط المواطنين باحثا عن الدعم والتمويل لطباعة وتصوير الملازم وتأمين الأساسيات الضرورية للجانب الإعلامي والثقافي، وبرز الرئيس الشهيد في الجانب الثقافي، فكان الثقافي المستنير بثقافة القرآن، وكانت المحاضرات التي يلقيها تحظى بإقبال واسع من قبل المواطنين، وكان لطرحه وحضوره الأثر البالغ في أوساط من حوله، وخلال مؤتمر الحوار الوطني برز اسم الرئيس الشهيد في الوسط السياسي، حيث كان يشغل منصب رئيس المكتب السياسي لأنصار الله، وهو الأمر الذي أهله عقب ثورة ١٢سبتمبر لأن يكون في صدارة المشهد السياسي لأنصار الله، ليتبوأ بعد تشكيل المجلس السياسي الأعلى بالإجماع رئاسة المجلس .
الرئيس الشهيد صالح علي الصماد عرف أيضا بالتزامه وزهده وتقواه، فهو أول رئيس في تاريخ اليمن يعتلي المنبر ليخطب في الناس يوم الجمعة وفي العيد، واعظا وناصحا ومرشدا لهم في أمور دينهم ودنياهم، في زمن نشاهد فيه الكثير من القادة والرؤساء والملوك والأمراء العرب ممن لا يمتلكون القدرة على قراءة سورة الفاتحة بالطريقة الصحيحة، استمعت إلى الكثير من كلماته وخطاباته التي ألقاها في المناسبات والمهرجانات والاحتفالات واللقاءات والاجتماعات والتي أبهر من خلالها الساسة والعلماء والقضاة والفقهاء بفصاحته وبلاغته وقوة حجته وصوابية طرحه وروعة منطقه وطريقة عرضه وتناوله للقضايا والمواضيع التي كان يسلط الضوء عليها بطريقة سلسة وأسلوب قصصي مشوق جدا، يشد المستمع إليه .
بالمختصر المفيد، لقد جسد الرئيس الشهيد صالح الصماد -رضوان الله عليه- الإيمان في حياته سلوكا وممارسة، فكان القائد القدوة والأسوة الحسنة، حيث كسب بذلك احترام وتقدير ومحبة السواد الأعظم من أبناء اليمن على اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم السياسية، الذين رأوا فيه القائد الفذ الذي يمتلك مؤهلات النهوض بالوطن والشعب، ولمسوا خلال فترة قيادته للبلاد ما يبشر بالخير الواعد والمستقبل الأفضل بفضل الله وعونه وتأييده وتوفيقه، بعد أن منحهم جل وقته وجهده، وقدم الانموذج الأفضل للمسؤول المتسلح بسلاح الإيمان والتقوى والثقافي المستنير بثقافة القرآن، والذي كان خير من قدمها في أبهى وأنصع صورها .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.