شهود عيان من سكان حي النهضة يروون تفاصيل القصف الأمريكي البريطاني
شهود عيان من سكان حي النهضة يروون تفاصيل القصف الأمريكي البريطاني
يمني برس/منصور البكالي/
عاش سكان حي النهضة بأمانة العاصمة مع البدايات الأولى ليوم الأحد 25 فبراير 2024م يوماً مرعباً جراء القصف العنيف للطيران الأمريكي البريطاني على العاصمة صنعاء.
كان المواطنون في نوم عميق، والبعض لا يزال يتهيأ للنوم، حين باغتت بعض الغارات العنيفة مصنعاً قديماً في حي النهضة بالعاصمة، مخصصاً للمبيدات الحشرية، والمحشور بالقرب من حي سكني بالمنطقة.
يقول المواطن محمد مطهر الروحاني أحد الساكنين الملاصقين لسور المصنع: “عشنا حالة رعب وخوف، فالأطفال كانوا يصرخون من هول الانفجارات، والأضرار لحق بمنزلنا، حيث تعرضت النوافذ للانكسار”.
ويضيف بعزيمة قوية: “بدأت الغارات وكان البعض من أطفالي نائمين، وكدنا نشاهد الموت، حيث رأيناه ماثلاً أمامنا، وشعرنا بشيء مخيف حين تساقطت النوافذ، وتكسرت الزجاجات، وتضررت بعض سيارات المواطنين، وارتفع لهيب نار المصنع، وتصاعد الدخان منه”.
ويواصل: “هرعنا خارجين للبحث عن النجاة، فيما الأطفال يصرخون بأعلى أصواتهم، والنساء مرعوبات، لكن ثقتنا بالله كانت كبيرة جداً، فارتفعت معنوياتنا كوننا نشارك إخواننا في فلسطين هذا القصف وهذه العربدة الأمريكية”.
نفذ الأمريكيون غارات متتالية على الحي السكني، وعند الغارة الرابعة خرج الروحاني وأطفاله من المنزل إلى الشارع، خوفاً من استهداف منزلهم، وسرعان ما غادرون المكان إلى منزل آخر في العاصمة”.
ويؤكد الروحاني أن مصنع “الفليت” والذي يستخدم للمبيدات الحشرية، معروف لدى الجميع بأقدميته، فهو منذ 40 عاماً متوقف عن العمل، ومالكه جار عزيز لسكان الحي.
ويقول في تصريح خاص ” :”هذه مساهمتنا مع فلسطين ، ومهما جرى فينا سنتحمل، ولن يوقف ارادتنا ويوهن عزمنا في نصرة الشعب الفلسطيني الشقيق، أو سنتراجع عن القيام بواجبنا الديني والإنساني والأخلاقي “، موصلاً رسالته للأعداء بالقول :” لن تقدروا علينا ، مهما كان عدوانكم ومهما بلغت جرائمكم، ونقول للمنافقين ، لن تجدونا إلا حيث تكرهون، ولن يفيدكم صمتكم وخيانتكم في هذه الحياة الدنيا وفي الآخرة”.
ويطالب الروحاني أحرار العالم للوقوف في وجه الهيمنة الأمريكية وكسر جبروتها وتعاليها، والتحرك الفاعل لوقف العدوان والحصار على غزة، مشيداً بالدور اليمني المساند، ومشدداً على ضرورة الاستمرار في رفد الجبهات بالرجال والمال ، والتحشيد لمعركة طوفان الأقصى المستمرة”.
فشل في تحقيق الأهداف
وخلال تجولنا في الحي، لمسنا الاستياء الكبير من قبل المواطنين، الذين أكدوا أن أمريكا تواصل عربدتها في المنطقة، ومنها اليمن التي تساند وتقف إلى جانب إخواننا في قطاع غزة.
وألحقت هذه الغارات أضراراً في المنازل المجاورة للمصنع، كما تضررت عدد من سيارات المواطنين، وسبب خوفاً وهلعاً للأطفال والنساء.
وفي السياق يؤكد رئيس المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون عبد الرحمن الأهنومي أن الاستهداف الذي تعرضت له العاصمة صنعاء منتصف يأتي في سياق حماية الإجرام الصهيوني الذي يعمل عليه الأمريكي والبريطاني وهو استهداف يتركز على استهداف أحياء سكنية وتسبب في أضرار كبيرة فيها.
من جهته يقول المواطن عبد الرحمن أحمد المجاهد أحد موظفي المصنع إنه منشأة مدنية خاصة بالمنظفات والمبيدات الحشرية، تأسس منذ عام 1985م.
ويوضح المجاهد أنه لا يوجد أي مواد تتعلق بالجانب العسكري، مطالباً الجهات الخاصة بمقاضاة أمريكا وبريطانيا والتي تسببت في دمار المصنع، مبيناً أن استهداف البريطاني والأمريكي للمنشأة المدنية لن يثني الشعب اليمني عن موقفه المبدئي والإيماني والأخلاقي في مناصرة غزة والانتصار لمظلوميتهم مها كانت التضحيات.
وعلى صعيد متصل يقول هاني الخدري أحد المجاورين للمصنع المستهدف: ” هذا مصنع فليت من زمان، فماذا تستفيد أمريكا من قصفه واحراقه، ليس لأمريكا هدف في اليمن، ولن تحقق بغاراتها أي هدف عسكري، غير تخويف الأطفال والنساء، وهذا ما دأبوا عليه منذ بدأ العدوان على شعبنا اليمني، كما هو عمل كيان الاحتلال الصهيوني الذي يقتل الأطفال والنساء، ويستهدف الأعيان المدنية، ويهجر السكان دون أدنى انتصار عسكري”.
ويضيف الخدري في حديثه: “من شدة الغارات وقربها لم أصدق أني وعالتي على قيد الحياة، والحمدالله ، بل كنت أقول مع كل صاروخ حسبي الله ونعم الوكيل، وأشهد وأهلل، وأنا مستعد للقاء الله ، وبعد انتهاء الغارات تفقدت أطفالي وأسرتي وتجمعنا في غرفة واحدة وكنا بخير، لنخرج بعدها إلى الحي المجاور هرباً من تكرار الغارات”.
ويؤكد الخدري أن الغارات الأمريكية البريطانية لم تؤثر في قناعتهم بأهمية الموقف اليمني المساند لغزة، مبدياً استعداده للتحرك الفوري للجهاد في فلسطين، وخوض المواجهة المباشرة للعدو الصهيوني الغاصب، وتحرير الأقصى الشريف وكامل التراب الفلسطيني من البحر إلى النهر”.
أحمد عزيز المتوكل هو الآخر من سكان حي مصنع المبيدات الحشرية يقول: ” غارات أمس المستهدفة للمصنع وسام شرف لشعبنا اليمني ودليل على قوة موقفه المساند لغزة وعظيم أثره، في استهداف الملاحة البحرية لكيان العدو والدول المساندة له”.
ويضيف المتوكل في حديثه للمسيرة: “صحيح خاف الأطفال والنساء، وهذا الخوف بات من المألوف لدى شعبنا المستمر في طريقه الجهادي في سبيل الله ، ولم تعد تؤثر فينا وفي قراراتنا أي غارات أو حروب ، بل بتنا نعشق الحرب والمواجهة، وغارات العدوان الأمريكي البريطاني دليل على فشلهم وعمق ارتباكهم وتخبطهم، وافتقادهم للمعلومة الدقيقة، مالم يكن الهدف من غاراتهم إيصال صوت للداخل الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي مفاده أن هيبة أمريكا المهزومة والغارقة في اليمن، لا تزال تقاوم وتضرب وتقصف للحفاظ على ما بقي لها من هيبة في قلوب المرتزقة والعملاء والخونة العرب”.
ويتابع المتوكل ” غارات الأمس عنوان للفشل الأمريكي البريطاني في البحر، ولها ارتباطاتها الواضحة بالعدوان الصهيوني على غزة وسبب من أسباب الموقف اليمني المتقدم في مواجهة الكيان الإسرائيلي ومن يقف في صفه”.