من الصحن ..إلى الشعب.. من طلب الجن ركضوه!!
محسن علي الجمال
شاءت العناية الإلهية الكبرى أن تؤازر شعبنا اليمني العظيم في هذه المحنة والمظلومية التي قامت مملكة داعش الوهابية جراء شنها على أبناء اليمن حرباً شعواء بعد أن عقدت بأموالها صفقات طائلة لشراء تحالفات أكثر من 15دولة أغلبها «دويلات»،فقامت باستخدام جميع الوسائل والترسانات العسكرية لقتل وتدمير وقصف جميع ما تكاتف عليه أبناء اليمن لبنائه منذ سنوات طويلة، فشاءت عناية الله ووعي وصمود وتحرك أبناء شعبنا اليمني الا أن يُمنى العدوان الظالم الغاشم بالفشل الذريع رغم الفارق الكبير من حيث الامكانات المادية والاسلحة المستخدمة من قبل العدوان.
فكل الأقنعة والحجج التي كانت ولاتزال جارة السوء تخدع بها كثير من شعوب المنطقة والعالم انكشفت حقيقتها وسقط عنها القناع وبات الأغلبية اليوم يدرك مرامي ونوايا العدوان الارهابي التدميري الهمجي اللعين بهدف بعدته عتاده وامواله المدينة الى تمزيق اليمن وجعله على ذلك النحو السائد في سوريا الشقيقة..
واعتقد أن الكل قد شاهد ما قاله مبعوث الأمم المتحدة الى اليمن سابقاً جمال بن عمر في حديثه الأخير امام مجلس الأمن حين قال: إن الأطراف اليمانية قد نجحت في الحوار الذي جرى بفندق موفمبيك ووصلوا الى محددات واضحة وتم الاتفاق عليها، الا أن النظام السعودي شعر بالخطر بعد فشل وانهيار كل مخططاته وأساليبه التي كان يستخدمها بالتحكم والتدخل بكل صغيرة وكبيرة وكل شاردة وواردة بكل ما يخص الشأن الداخلي اليمني.. فقامت بشن حربها التدميرية ضد اليمن لإفشال ما تم الاتفاق عليه.
وبعد دخولها بالحرب على اليمن بأشهر كاد اليمنيون أن يحققوا أشياء في مؤتمر جنيف1 لولا تدخل السعودية فيه، وقامت بإفشاله لتظل الأحداث على ما هي عليه من جرم وخبث يرتكب بحق أبناء شعبنا اليمني.. إلا أن (توشكا) الاسم الذي عشقه اليمنيون واحبوه أوفى بوعده وقام بسحق الغزاة في المقبرة الجماعية الشهيرة (صافر) محافظة مأرب ليُمنى العدوان والغزاة المستوردون للقتال في اليمن بهزيمة ساحقة غيرت المعركة على الأرض بضربة محكمة وعملية نوعية نفذها المجاهدون من أبطال الجيش واللجان الشعبية.. ابتلعتهم صحراء مأرب وصحن الجن لتنكس أعلام دول العدوان وتنوح النوائح وكان لدولة الإمارات الصهيونية الامريكية نصيب الأسد من الخسائر المادية والبشرية فقامت بسحب قواتها الغازية الانهزامية في مأرب الى منفذ الوديعة واكتفت بضخ الأموال للمرتزقة للقتال بدلاً عنها.
حينها طمعت الإمارات في ميناء محافظة عدن وبعد دخول الغزاة اليها رجعت بعض قواتها المذعورة لتستقبلها النساء بالرقص وغيره وكأنهم حققوا نصراً كبيراً بما سمي إعادة الشرعية وتأمين عدن.. بينما عدن تشهد حتى اليوم أعنف موجة من الاغتيالات لأبنائها الا أنه تم إرجاع جنودهم وقادتهم الى بلدانهم جثثاً في صناديق وتوابيت الغزاة.
في الوقت ذاته كانت هناك بلبلة بأن مؤتمراً آخر يسمى جنيف2 سيعقد إلا أن أحد المغردين السعوديين فضح الهدف عن هذه الحكاية فقال: هو محاولة من الكيان السعودي للفت النظر والسعودية تعمل على توريد دواعش من سوريا الى اليمن وأكد عليه الناطق باسم الجيش السوري حينما صرح في مؤتمر خاص له لجميع وسائل الاعلام بأن السعودية استخدمت طائرات تركية وقطرية وإماراتية وسعودية أيضاً وقامت بنقل (500) عنصر من عناصر داعش الى اليمن واستقبلهم الغزاة ليتم توزيعهم بعدها على باب المندب, مارب, عدن, فيما تشير بعض المصادر الاعلامية اللحظة بأنه وصل الى اليمن أكثر من (3000) من قادة داعش إثر الضربات الروسية العنيفة في سوريا ضد عناصر الارهاب الداعشي المدعومة سعودياً وتركياً وقطرياً واسرائيلياً وامريكياً..
ومع كل اساليبهم القذرة السعودية لم تفلح فقامت باستئجار عصابة «بلاك ووتر» ليدافعوا عن القرآن والسنة النبوية الشريفة التي تدعيها مملكة الشر والارهاب الذين باغتهم أبطال الجيش واللجان الشعبية وتم اصطيادهم وقتلهم شر قتلة ليصبح حديث مقتلهم إعلام الرأي العام العالمي والدولي والأجنبي ولم يفهم نظام آل سعود والدول المتحالفة أن اليمن عصية على كل غاز ومستعمر وجبان وعميل ومرتزق.
حاول العدوان حرف البوصلة باتجاه باب المندب لإقلاق وفتح عيون العالم باعتباره ممراً بحرياً هاماً واشتغل إعلام العدوان بوتيرة عالية الا أنها لم تنجو أيضاً، فقد راقبت العيون التي لا تنام اقتراب بوارج من السواحل وتقوم بقصف عشوائي.. فتم استهدافها وحرقها وإغراقها.
في الوقت الذي أوعز صحن الجن في مأرب ورفع ببرقية عاجلة الى شعب الجن بباب المندب بأن يقوم بواجبه الوطني أسوة واقتداء والذي اتخذه الغزاة مأوى لهم.. لكن كانت إجابة الشعب للصحن : «عليه العار من فلّت رفيقه».. لينتظر (توتشكا) على المشهد من جديد ويخلق حالة من الارباك لأبواق تحالف البغي والعدوان.. فأشفى غليل شعبنا المظلوم وليعم البكاء من جديد لدول العدوان والمرتزقة فيما يحصل في اليمن من سحق لاوغاد البشرية القادمين من اصقاع المعمورة لمشاركة عدوان ال سعود في قتل الشعب اليمني.. لذا فان من المعلوم ان هذه الضربات مسجلة في تاريخ كل دولة وهي تستقبل جثث ثعالبها المقتولة في اليمن وستعلم كيف تحترم الشعب اليمني وتنحني تحت اقدامه..
وعلى مشارف جنيف2 وعلى مخيمات الغزاة في هذه الشعاب وعلى الفور قام توشكا العظيم منتصراً لإرادة شعبنا اليمني الذي يخوض اليوم معركة التحرير من قوى الهيمنة والاستعلاء والظلم والتسلط، قام توشكا ورجاله الأبطال بعملية نوعية شلت حركة الغزاة وقطعتهم أوصالاً وإرباً ولفظتهم الأرض اليمنية الطيبة المباركة وكبدتهم خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد من مختلف جنسيات العالم ليقضي الله أمراً كان مفعولاً، وكان حقاً علينا نصر المؤمنين.. وستكون بالنسبة للخليجيين بمثابة رحلة «كريستوفر ومثلث برمودا.