عريب أبو صالحة: الفلسطينيون ينتظرون خطابات السيد القائد بشغف كبير
عريب أبو صالحة: الفلسطينيون ينتظرون خطابات السيد القائد بشغف كبير
يمني برس/
عبّرت الناشطةُ الفلسطينيةُ عريب أبو صالحة، عن أسفِها لما آلت إليه الأوضاعُ في قطاع غزةَ؛ جراء العدوان الصهيوني الغاشم، والتواطؤ المريب من قبل الحكام العرب.
وقالت أبو صالحة -وهي رئيس تحرير موقعَي “رؤى” للثقافة والإعلام و”عريب نيوز”- في حوار خاص لصحيفة “المسيرة”: إن “العدوَّ الصهيوني استهدف كُـلَّ شيء في غزةَ، وحوّلها إلى وضع لا إنساني لا يستطيعُ أن يتحمَّلَه البشر”، مشيرة إلى أن “السعوديّة والإمارات وبعضَ الدول العربية تمنعُ حوالاتِ الفلسطينيين؛ للتضييق على أهلِنا في غزة”.
وأكّـدت أن “الشعوبَ الحرةَ تهتفُ اليومَ للسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- ولليمن؛ بسبب المواقف العظيمة المساندة لغزة، وأن الفلسطينيين ينتظرون إطلالة السيد الأُسبوعية بشَغَـفٍ كبير، ويتابعون خطابَه من البداية وحتى النهاية”.
المسيرة – حاورها أحمد داوود:
– ما قراءتُكم لما يحدُثُ في قطاعِ غزةَ من عدوان صهيوني متواصل للشهر الخامس على التوالي مع دعم أمريكي لا نظيرَ له؟
بدايةً قبل أن أتحدَّثَ عن العدوّ الصهيوني، لا بُـدَّ أن أعطيَ فكرةً موجزةً عن اليهود.
هذه الشرذمة من البشر المغضوب عليهم بالقرآن الكريم، هؤلاء الناس ملعونون أينما ثُقفوا، وغير مرغوب فيهم في أي زمان ومكان، وفي الأرض، لصفاتهم اللا أخلاقية، واللا دينية، وَمعروفون بالغدر ونقض العهود والوعود، والكفر والجحود، والأنانية والغرور والجبن والكذب والخداع والعصيان والتعدي وقسوة القلب، وانحراف الطبع، والمسارعة في الإثم والعدوان، وأكل الأموال بالباطل.. هؤلاء مرفوضون من كُـلّ شعوب وحكومات العالم حتى بريطانيا التي أسَّست لهم “وطنًا” في فلسطين طُردوا منها؛ وليتخلصوا منهم كان لا بدَّ من إقامة وطن لهم في فلسطين؛ بذريعة أنها أرضُهم التاريخية التي طُردوا منها.
هذه صفاتُ اليهود المنبوذين المطرودين، فكيف إن كانوا صهاينةً أَيْـضاً.
الإجَابَة عن هذا السؤال نجدها في فلسطين من قبل عام ١٩٤٨م عندما جاؤوا مشرَّدين إليها، وكونوا عصابات قتل وإجرام، وارتكبوا المجازرَ بحق الشعب الفلسطيني، وقاموا بتهجيره واحتلال أرضه، ولهم تاريخٌ إجرامي كبير في فلسطين والمنطقة حتى هذه اللحظة.
كيان مغتصب قام على بَقْرِ بطون الحوامل، ولا نستغرب منه هذا الكم والشكل من العدوان والإجرام الذي نشهده كُـلّ يوم في غزة والأقصى والضفة الغربية الآن وما قبل ٧ أُكتوبر.
– كيف تفسِّرون الصمتَ العربي تجاه ما يحدث من حرب إبادة في قطاع غزة وما تقييمكم لتحَرّك الشارع العربي؟
ليته كان صمتاً.. وهنا أريد أن أفرِّقَ بين الشعوب والحكام العرب.
وأبدأ بالحكام العرب ليتهم صمتوا فقط، ولم يتآمروا على غزة، وما يحصل في غزة من مجازر يومية تدمي القلبَ والعين.
كنا نَصِفُ المواقفَ المؤلمةَ بأنها تدمي القلب، حتى رأينا العين التي تُدمى أَيْـضاً في غزةَ من هول ما رأوا من إجرام صهيوني لم يمر بتاريخ الكون، والحكامُ العرب والحكومات تتآمر على غزة ومقاومة غزة وأهلنا في غزة.
تُقفَلُ المعابر لعدم دخول المساعدات للغزيين؛ إمعاناً في القتل والتجويع، وتفتح خطوط برية وبحرية وجوية مع الكيان الصهيوني مما لذ وطاب؛ فعندما ساند اليمن غزةَ، وأغلق بابَ المندب لوقف العدوان على غزة، كان هؤلاء الحكام العرب يقيمون الحفلات والمهرجانات على دماء الغزيين؛ فهل هل هذا صمتٌ أم تآمر؟!
اليوم السعوديّة والإمارات وربما دولٌ عربية أُخرى يقرون بمنعِ حوالات الفلسطينيين المقيمين عندهم؛ للتضييق على أهلنا في غزة وحرمانهم حتى من أموال أهلهم وذويهم في الاغتراب؛ تنفيذاً لرغبات العدوّ الصهيوني.. أعتقد هذا ليس صمتاً، بل خيانةٌ وتَخَــلٍّ عن الأخلاق والدين.
تشغيلُ القواعد العسكرية الأمريكية الموجودة في المنطقة والدعم اللوجستي الآتي منها للعدو الصهيوني، أعتقد هذه مشاركة فعلية في تدمير غزة وقتل وتشريد أهلها.
والشواهدُ كثيرةٌ في الفعل العربي المتآمر، وليس الصمت العربي، أما الشعوب في أغلبها حية، ولكنها مكبَّلةٌ من حكوماتها، وَهناك هامش من الحرية في بعض الدول العربية لانتفاضة الشعوب، منها ما هو حقيقي شعبويّ، وبعضُها غيرُ حقيقي.
– لماذا برأيكم تقدّم أمريكا والدولُ الغربية الدعمَ السخي لـ “إسرائيل” لمواصلة جرائم الإبادة في غزة؟
بريطانيا صنعت هذا الكيانَ الغاصبَ في فلسطين، وأمريكا تبنَّته ورعته، وجعلته قاعدةً عسكرية متقدمة لها في المنطقة.
الدعم البريطاني والأمريكي لهذا الكيان سببُه السيطرةُ على المنطقة واستعمارُها، من خلال استعباد حكامنا العرب الذين صنعتهم بريطانيا؛ لحماية هذا الكيان ورعايته والدفاع عنه.. كُـلّ العوائل الحاكمة الموجودة في المنطقة أنشئت مع الكيان الصهيوني جنباً إلى جنب.
من يدعم الكيانَ الصهيوني اقتصاديًّا ومالياً وعسكريًّا ليست أمريكا، بل العوائلُ الحاكمة في منطقتنا، أمريكا تفرضُ عليهم ذلك، وهم ينفّذون ويدفعون صاغرين دون أي تردّد؛ لأَنَّ وجودَهم مرتبطٌ بوجود الكيان الصهيوني، وهذا يعود أَيْـضاً إلى ما تحدثت به سابقًا عن تآمُرِ وانبطاح بعض الحكام العرب أمام الصهاينة؛ فهم يعلمون أن مصيرهم واحد.
هذه القاعدةُ العسكرية الصهيونية والمحمية العربية التي تحميها تجعلُ كُـلّ المنطقة وخيرات وثروات المنطقة تصب في أيدي أمريكا، وأن أمريكا هي التي تحكم المنطقة، ومستعمِرة المنطقة، وتسرق ثرواتها بأدوات وأشكال عربية من خلال القاعدة العسكرية الصهيونية في فلسطين.
هو الاستعمار الأمريكي في المنطقة، ومن ليس معنا فهو ضدنا، ونقيم عليه الحد.
وهذا باختصار ما قاله بايدن يوم ٧ أُكتوبر (لو لم تكن إسرائيل موجودةً لأوجدناها).
– كيف تقيِّمون الوضع َالإنساني داخل قطاع غزة جراء استمرار العدوان الصهيوني؟
بالنسبة للوضع الإنساني في غزة فهو لا يخفى على أحد، وقد وضّحه السيدُ القائدُ عبد الملك، من بداية معركة (طُـوفان الأقصى) إلى يوم الخميس الماضي في كُـلّ خطاباته السابقة، والتي كان يستنهضُ فيها العربَ والمسلمين وأحرارَ العالم؛ لإنقاذ غزةَ وإسناد غزة ووقف العدوان ورفع الحصار.
فلقد استهدف العدوُّ الصهيوني كُـلّ شيء في غزة حتى حوَّلها إلى وضعٍ لا إنساني ولا يستطيع أن يتحمله بشرٌ: تجويع، فقر، تشريد، نزوح، تدمير، قتل، اعتداء، اختطاف، أسر، إهانات، ضرب، تعرية، وإذلال.
– ما تعليقكم على مشاركة اليمن المساندة لغزة سياسيًّا وعسكريًّا وشعبياً؟
قبل الإجَابَة عن هذا السؤال، لا بدَّ أن أجيب عن سؤال آخر: ما هو سببُ العدوان على اليمن؟
اليمنُ بقيادة السيد القائد عبد الملك الحوثي، وقبله أَيْـضاً شهيد الصرخة السيد حسين بدر الدين الحوثي، كانت ولا زالت فلسطينُ هي القضيةَ المركَزيةَ لديهما، وهذا ما كانا يصرِّحان به دائماً.
انتماؤهما لفلسطينَ، والقدس والأقصى، وهذا الانتماء تُرجِمَ قولاً وفعلاً عند سيدَي المسيرة، وبدأ بالصرخة واليوم مساندة اليمن لغزة، وسينتهي بإذن الله بتحرير الأقصى.
وأنا أبشركم الآن من على صحيفة “المسيرة” الكريمة، سنشهد تحريرَ فلسطين على أيديكم وبقيادة قائد المسيرة، واليمن سيكون في الطليعة، وهو دائماً في الطليعة، واليوم هو في الطليعة، في معركة (طُـوفان الأقصى)، حَيثُ فعل اليمني ما لم يفعله أحدٌ، لغاية هذه اللحظة من ضربات عسكرية نوعية ومتتالية في أُمِّ الرشراش الفلسطينية، وفي البحر الأحمر، مستهدفاً السفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية الداعمة للكيان الصهيوني، متحدياً أعظمَ قوة في العالم، ومستخدماً العلاج المناسب الذي وصفه لهم السيد القائد.
اليمن اليوم يتصدر محورَ الجهاد والمقاومة بكافة السبل، وعلى كافة الأصعدة، والتصعيدَ؛ دعماً وإسناداً لأهلنا في غزة حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة.. هذا السلاح الذي يستخدمُه اليمن اليوم؛ مِن أجل غزة لم يستخدمْه طوالَ تسع سنوات من العدوان والحصار على اليمن، هذا الموقف الإسلامي العربي الأصيل يُسجَّلُ لليمن، وهذا ليس رأيَ عريب فقط، بل كُـلّ الشعوب العربية والشعوب الحرة؛ فغدت تهتفُ لليمن ولسيد اليمن، بعد أن أثبت اليمني أن العدوان عليه كان؛ مِن أجل فلسطين.
– كيف تتابعون خطاباتِ السيد القائد عبد الملك الحوثي الأسبوعية، وما تعليقُكم عليها؟
منذ بدء معركة (طُـوفان الأقصى)، والسيد القائد يطل علينا عصرَ كُـلّ خميس، وأحياناً تكون للسيد إطلالاتٌ إضافية في مناسبات مختلفة خلال الأسبوع.
هذه الإطلالاتُ للسيد القائد لها معانٍ عظيمةٌ جِـدًّا، ولها تأثيرٌ نفسي كبيرٌ، أولاً علينا كفلسطينيين قبل الشعب اليمني العزيز، وهي مختلفة من حَيثُ الشكل والمضمون، أما من حَيثُ الشكل، فقد تعوَّدنا في المحيط العربي عندما يظهر الزعيمُ أن يكونَ ضمن موكب سيارات فارهة سوداء مظلَّلة وحراسة مشدّدة وبروباغندا، وتصفيق، وهتاف، وصراخ، وربما ضرب وتعدٍّ على المواطنين، الذين هم شعبه، أبناءُ وطنه، تفخيمٌ مصطنعٌ على موضوع تافه.
بينما إطلالات السيد شكلاً وموضوعاً مختلفةٌ.. هيبةُ القائد العظيم بطرحه المتواضع، وبحضوره تنقُلُ كُـلُّ شاشات التلفزة ووسائل الإعلام كلمتَه على الهواء مباشرة؛ لما فيها من أهميّة ومضمونٍ عظيم ومواكبة لمعركة (طُـوفان الأقصى)، والأحداث العربية والعالمية، وما يشهده العالم خلال هذه الفترة، ولذلك نحن الفلسطينيين مثلُنا مثلُ العالم كله، والعدوُّ قبل الصديق ننتظرُ خطابَ السيد، نتابعه من أول ما يقولُ السلام عليكم ورحمة الله، حتى يقول والعاقبة للمتقين.
خطاباتُ السيد كافيةٌ، شافية، وافية، جهادية، داعمة، محفزة للجهاد والاستشهاد، والتعبئة لليمنيين، والدعم والمساندة لمعركة (طُـوفان الأقصى) وفلسطين وغزة، وهي تستنهضُ الشعوب الحرة، والضمائر الميتة من حكام وحكومات المنطقة.
وفي كُـلّ خطاباته يوجه السيد القائد عدةَ رسائل وفاء لمحور الجهاد والمقاومة، ودعماً وإسناداً لغزة وفلسطين، وتحذيراً وترهيباً، وتحدياً لدول العدوان الأمريكي والبريطاني والصهيوني الإسرائيلي، ومن دار في مدارهم.
– ما مدى تأثير العمليات اليمنية في البحرَينِ الأحمر والعربي على الكيان الصهيوني بنظركم؟
اشترك اليمنُ في عمل عسكري جهادي حقيقي قولاً وفعلاً في معركة (طُـوفان الأقصى) منذ بداية المعركة، حَيثُ بدأت المشاركةُ بضربات متتالية بالمسيَّرات والصواريخ البالستية على “أُمِّ الرشراش” ومناطقَ أُخرى من فلسطين المحتلّة وعلى بُعد ٢٠٠٠ كم، وكانت هذه الضرباتُ قويةً ومؤثرة، ثم صعّد اليمنُ من عملياته العسكرية مع تصعيد العدوّ الصهيوني في عدوانه على غزة.
وكان التصعيدُ اليمني عظيماً جِـدًّا في البحر الأحمر، وإقفال باب المندب، وبدأ بالسيطرة على سفينة جلاكسي ليدر، وتطور حتى أصبحت القواتُ العسكرية اليمنية تستهدفُ السفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية الداعمة للكيان الصهيوني في عرض البحر الأحمر، حَيثُ بدأت من سفينة إلى سفينتَين، ثم عدة سفن بالاستهداف الواحد؛ ما أثَّر على الكيان الصهيوني اقتصاديًّا تأثيرًا كبيرًا جِـدًّا، وسجل اقتصادهم خسائرَ عظيمة بالمليارات، وتراجع وتم إقفال موانئهم.
كان ولا يزال هذا التحدي اليمني يشكّل خطراً كَبيراً على قوى العدوان الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي الصهيوني باعتراف مسؤوليهم وقياداتهم؛ ما استدعى الاعتداء اليومي على اليمن، وكان منها الاعتداء على مدينة صنعاءَ؛ لترهيبِ الشعب اليمني وردع القيادة اليمنية التي زادتها إصراراً على مواقفها بدعم وإسناد غزة في البحرين الأحمر والعربي، ولا زالت البيانات العسكرية اليمنية تتوالى باستهدافات جديدة، ويُصِرُّ اليمن أنه لن يسمحَ بمرور سفن دول العدوان، وأنه لن يوقف الأعمال العسكرية حتى وقف العدوان على غزة ورفع الحصار.
ولولا التأثيرُ العظيم من هذا الفعل اليمني في البحرين الأحمر والعربي على الكيان لَمَا أتت أمريكا وبريطانيا لتدافع عنه، وتنقذه وتعتدي على اليمن.
– كلمة أخيرة؟
أقول: ما بعدَ (طُـوفان الأقصى) ليس كما قبلَه في غزةَ وفلسطينَ واليمن ومحور المقاومة؛ فمعركة (طُـوفان الأقصى) معركة إلهية أرادها الله حتى تكونَ الكاشفةَ الفاضحة، وأرادها الله -عز وجل- حتى يميزَ الخبيثَ من الطيب.
واليوم بعد معركة (طُـوفان الأقصى) أصبح هناك معسكران فقط وبوضوح: معسكرُ الخير، ومعسكرُ الشر، والمعسكرُ الثالثُ الذي كان في الظل تلاشى، وأصبح مع معسكر الشر.
لقد أصبح هناك وعيٌ عظيمٌ لدى الشعوب العربية والعالم، ومَن كان مضللاً لا يعرفُ الحقيقة، لقد أتت معركة (طُـوفان الأقصى) لترشده إلى الحقيقة، وبعد أن كان لا أحد يعلمُ عن حقيقة مظلومية اليمن، اليوم أدركوا الحقيقة، وأصبحوا ينادون باليمن، ويهتفون لليمن في كُـلّ الساحات، وكلّ المدن العربية والغربية.. اللهم لك الحمدُ يا اللهُ على نعمة (طُـوفان الأقصى).
ومن هذه الصحيفة الكريمة أقول: لن تتحرّرَ فلسطينُ إلا بالمقاومة، وعلى رأس هذا المحور اليمنُ ممثلاً بالسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -سلامُ ربي عليه-.