تعدَّدتِ الجبهاتُ والعدوُّ واحد
لن نكل ولن نمل ولن نفتر ولن نتراجع وَبالإرادَة الإيمانية والجد سنواصل المشوار حتى يفرج الله عن الشعب الفلسطيني المظلوم.. ولدينا -بإذن الله تعالى- مفاجآتٌ لا يتوقَّعها الأعداء نهائيًّا، وستكون مفاجِئةً جِـدًّا وفوق ما يتوقّعه العدوّ والصديق.
خضعت الشعوبُ العربيةُ والإسلاميةُ لمؤامرات اليهود منذُ وقتٍ مبكر، وارتبط اليهودُ على مدى التاريخِ بأعداء الأُمَّــة الإسلامية وبالقوى الكبرى؛ لتمريرِ مؤامراتهم عن طريقها، وكان هذا واضحًا في بدايةِ القرن الماضي عندما ارتبطت القوى الصهيونيةُ ببريطانيا ونجحت في الحصولِ على وعد بريطاني في السماح لليهود بإنشاء وطن قومي في فلسطين، وكانت بريطانيا هي القوة العظمى في تلك الفترة.
وعند ظهورِ أمريكا كقوةٍ عظمى في منتصفِ القرن الماضي، كان اليهودُ قد تمكّنوا من اختراقِها والتأثيرِ على قراراتها؛ فعملت أمريكا على توفيرِ الحماية الكاملة للكيان الصهيوني على مدى السبعين العام الماضية.
وخلال السنوات الماضية عملت أمريكا على إرغامِ الدولِ العربية والإسلامية للتطبيع مع الكيان الصهيوني، ومن لم تستجبْ لرغبات أمريكا حرَّكت ضدها أدواتِها في المنطقة، وقد رأينا كيف تكالبت أدواتُ أمريكا على سوريا التي خاضت مع تلك الأدوات معاركَ طاحنةً حتى كادت دمشق أن تسقط، ولو لا تكاتُفُ قوى المقاومة في المنطقة ووقوفُها إلى جانب سوريا لَسقطت في وحل التطبيع، وفي العراق أحيت أمريكا داعشَ إحدى أدواتها وسهَّلت لها السيطرةَ على المعسكرات والمدن العراقية واحدةً بعد الأُخرى، وكوَّنت أمريكا تحالفاً عريضاً وكبيراً لمواجهة داعش، ولكن ذلك التحالُف المشبوه -برغم إمْكَانياته الهائلة- لم يتمكّن من الحد من التوسُّع الداعشي، ولم يقف في وجه داعش سوى إيران والشعب العراقي ممثلاً بالحشد الشعبي، وفي اليمن شكَّلت أمريكا تحالفاً مكوَّناً من ثماني عشرةَ دولةً لمواجهة الشعب اليمني الذي تحَرَّك ضد النظامِ الفساد الموالي لأمريكا وضد العمالة والتطبيع، وتمكّن الشعبُ اليمني من الصمود وتحقيق الانتصار ضد التحالف الأمريكي المعتدي، وأصبحت اليمنُ إحدى أهم الجبهاتِ الوازنة ضد المشروع الأمريكي في المنطقة.
وأخيراً أرادت أمريكا استغلالَ معركة (طُـوفان الأقصى) لإنهاء القضية الفلسطينية، من خلالِ منحِ الكيان الصهيوني الضوءَ الأخضرَ للقضاء على قوى المقاوَمة الفلسطينية التي تحمِلُ القضيةَ على عاتقها، ومنعت كافةَ القوى الرسمية والشعبيّة العربية والإسلامية من التدخل في هذه المعركة إلى جانبِ الفلسطينيين؛ لإتاحة الفرصة للكيان الصهيوني لتحقيقِ نصرٍ نهائي على المقاومة الفلسطينية.
وقد فوجئت أمريكا بتحَرُّكاتِ محور المقاومة التي أربكت خُطَطَها في المنطقة، ويعتبر هذا التحَرُّكُ استمراراً للجبهات المفتوحةِ في اليمن وسوريا والعراق ولبنان وفلسطين؛ لأَنَّ العدوَّ واحدٌ هو ثلاثي الشر: أمريكا وبريطانيا و”إسرائيل”.