“نصرة لـ غزة” مفاجئات اليمن تدخل حيزّ التنفيذ.. وما قبل رمضان ليس كما بعده
وجه اليمن خلال الساعات الماضية رسائل تحذيرية للعدو الأمريكي البريطاني الإسرائيلي من استمرار مجازر الإبادة الجماعية والحصار على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ملوحاً بخيارات قادمة خلال شهر رمضان المبارك سيتفاجأ بها العدو في حال لم يوقف عدوانه وحصاره على غزة.
تقرير- محمد الجعفري|
الموقف اليمني الثابت الذي أعلن عنه قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله- اسناداً ودعماً للمقاومة الفلسطينية منذ اللحظة الأولى التي شنّ فيها العدو الصهيوني عدوانه على غزة، أخذ منحناً متصاعد بدءاً من إعلان اليمن – كأول دولة على مستوى العالم – على لسان متحدث قواتها المسلحة مشاركتها العملية في المعركة ضد كيان العدو نصرة للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في قطاع غزة، مروراً بتنفيذها عمليات عسكرية نوعية ضد أهداف للعدو في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة وصولاً إلى استهداف السفن التابعة للكيان الصهيوني او المرتبطة به او الحامية له في البحرين الأحمر والعربي وباب المندب.
موقف عملي مساند وثابت
المنحى المتصاعد الذي أخذه الموقف اليمني أبهر العالم، ومثل انموذجاً للموقف الإسلامي الصحيح إلى جانب موقف حزب الله والمقاومة العراقية، في نصرة للشعب الفلسطيني المظلوم، ولم نبالغ أن قلنا أن اليمن قيادة وشعباً أعطى أولوية قصوى لهذه المظلومة وبتحرك عملي غير مسبوق لم يكن حتى في سنوات المواجهة مع العدوان السعودي الأمريكي على بلادنا، وهو ما ظهر جلياً بعد اليوم 152 من العدوان الصهيوني على غزة، وأكده السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي – حفظه الله- بالقول: أن ” عدد الصواريخ التي أُطلقت في العمليات البحرية وإلى فلسطين المحتلة في الـ 5 أشهر أكثر مما تم إطلاقة إلى السعودية والإمارات في 8 سنوات من العدوان على بلدنا”.
وما كشفت عنه الأرقام هو معيار عملي لهذا الموقف، فقد بلغ إجمالي العمليات التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية في البحرين الأحمر والعربي نصرة لـ غزة 64 عملية، و32 عملية أخرى نفذت إلى فلسطين المحتلة، خلال هذه العمليات تم إطلاق 403 صاروخ باليستي ومجنّح وطائرة مسيّرة، واستهداف 61 سفينة في عمليات معقدة ومحيّرة للأعداء، كانت تتحرك في أوساط البحر وبعيدة عن السواحل اليمنية.
أما على صعيد الدعم الشعبي بلغ عدد الوقفات الشعبية والمجتمعية حتى نهاية الأسبوع الماضي إلى 76051 وقفة شعبية، و148299 وقفة طلابية، و2422 وقفة وفعالية نسائية عامة و232 فعالية نسائية مركزية، في حين وصل عدد الندوات والأمسيات المساندة إلى 40969 أمسية، و11838 ندوة، أما في جانب الدعم والإنفاق قدم الشعب اليمني نحو 42 قافلة عطاء اسناداً ودعماً لعزة ومقاومته الباسلة.
كل ذلك كمثال لا على سبيل الحصر، يؤكد الموقف اليمني الثابت المساند الداعم للقضية الفلسطينية، كقضية الأمة الأولى التي يجب أن تسخر لها الإمكانيات حتى تحرير الأرض وطرد المحتل من كامل تراب الأرض الفلسطينية والعربية والإسلامية.
محاولات أمريكية بريطانية فاشلة
مع الموقف اليمني الثابت والمتصاعد المناصر للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في غزة، عبر العمليات العسكرية اليمنية إلى عمق الأرضي الفلسطينية المحتلة او في البحرين الأحمر والعربي وباب المندب حاول العدو الأمريكي ومن بعده البريطاني مستخدماً كافة وسائل الترغيب والترهيب السياسية منها والعسكرية والاقتصادية ثني اليمن عن موقفه، ليضطر في الأخير وبعد فشله الذريع بكل ما اوتي من قوة في حشد تحالف دولي جديد والدخول في حرب مباشرة مع اليمن.
ومع البدء بشنه غارات جوية على العاصمة صنعاء والمحافظات الأخرى، تلقت محافظة الحديدة النصيب الأكبر منها حتى اللحظة، فشل الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي مجدداً في ذلك وبدء بدلاً من ذلك بتلقي ضربات يمنية موجعة وبوتيرة متصاعدة افقدته توازنه العسكري والاقتصادي في البحرين الأحمر والعربي وباب المندب، ليصل بعدها العدو الإسرائيلي مرحلة اليأس من إيجاد أية حماية لسفنه او تجارته في البحر الأحمر والعربي بشكل كامل.
ووفق تحليلات وتقارير دولية فإن المواجهة البحرية اليمنية – الأمريكية وضعت الانتشار الأمريكي في الشرق الأوسط أمام اختبار قوة يرجح أنه سينتهي إلى نتائج كارثية بالنسبة لواشنطن، على مختلف الأصعدة العسكرية والاقتصادية والسياسية، ولن تحقق لكيان العدو الصهيوني أية نتائج في إيقاف العمليات اليمنية في البحر الأحمر والعربي.
هبوط حاد للاقتصاد الإسرائيلي
ذكرت صحيفة “فايننشال تايمز” الأميركية، أنه في شهر مارس الحالي، اقترضت حكومة العدو الإسرائيلي مليارات الدولارات للمساعدة في تمويل حربها على غزة، لكنّها اضطرت إلى دفع تكاليف اقتراض مرتفعة بشكلٍ غير عادي لإنجاز الصفقات.
في ديسمبر الماضي، قال المسمى من قبل العدو الإسرائيلي بالمدير التنفيذي لميناء “إيلات”، جدعون غولبر، لإذاعة جيش العدوّ: إنّ “نشاط الميناء انخفض بنسبة تصل إلى 95 %؛ لأَنَّ إيراداته كانت تأتي من عائدات السيارات التي يستقبلها الميناء من الشرق” (علمًا بأنّ الميناء يستقبل قرابة 50 % من السيارات التي يستوردها كيان العدوّ بحسب ما نقلت صحيفة ذا ماركر العبرية عن مسؤولين تجاريين)، مؤكّـداً أنّ “هذه العائداتِ توقفت تماماً منذ بدء العمليات اليمنية في نوفمبر الماضي”.
في ديسمبر الماضي نقل موقعُ “والا العبري” عن يورام زيبا، رئيسِ غرفة الشحن في “إسرائيل” قوله: إنّ التجارة مع الشرق الأقصى (والتي تمر عبر باب المندب) تمثل ما بين 26 % و32 % من إجمالي التجارة الإسرائيلية؛ وهو ما يعني أنّ العمليات اليمنية استهدفت ثُلُثَ حركة التجارة الإسرائيلية.
وقد كشف مكتبُ الإحصاء المركزي الإسرائيلي في منتصف يناير الماضي عن انخفاضِ حركة التجارة بين الكيان الصهيوني والصين بنسبة 18 % خلال العام الماضي، وهو أكبرُ انخفاض منذ 2009 بحسب صحيفة “ذا ماركر” العبرية التي أوضحت أنّ الوضعَ في البحر الأحمر كان من ضمن مسبِّباته.
غزة والوضع الكارثي
في المقابل وفي ظل صمت عربي ودولي وإسلامي يعيش سكان قطاع غزة، مظلومية هي الأكبر في هذا القرن، جراء العدوان وحرب الإبادة التي يمارسها كيان العدو الصهيوني على قطعة محدودة من الأرض فيها ما يقرب من 2 مليون فلسطيني، ويفرض عليهم حصاراً خانقاً ويمنع عنهم الغداء والدواء ومياه الشرب، وهو ما تسبب بموت عشرات الأطفال والسكان بسبب الجوع وسوء التغذية ليصنع بذلك العدو كارثة إنسانية لم يرى العالم لها مثيل في القرنين الماضيين.
وخلال 151 يوماً من العدوان الصهيوني على غزة استخدم العدو أفتك أنواع الأسلحة الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية والغربية التي لم تستخدم بهذا الشكل في الحربين العالمية والأولى والثانية، ليقتل أكثر من 31 ألف فلسطيني جلهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 71 ألف مصاب، وما يزيد عن 11 ألف مفقود، أمام مرأى ومسمع العالم منه العربي والإسلامي الصامت.
صنعاء نصرة لـ غزة.. سنصعد وما قبل رمضان ليس كما بعده
الموقف والتصعيد اليمني المناصر للشعب الفلسطيني، وضع العدو الإسرائيلي ومن خلفه الأمريكي والبريطاني أمام الصورة ووجه بطريقة مباشرة وغير مباشرة رسائل تحذيرية للعدو أن تصعيد العدو الإسرائيلي في غزة واستمرار عدوانه وحصاره على غزة، سيقابل بتصعيد غير مسبوق وسيحمل مفاجئات لم تكن للعدو في الحسبان.
وما العمليتين العسكريتينِ النوعيتين التي نفذتهما القواتُ البحريةُ وسلاحُ الجوِّ المسيرُ في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ فجر اليوم، استهدفت في العملية الاولى سفينةَ “PROPEL FORTUNE” الأمريكيةَ في خليجِ عدن بعددٍ من الصواريخِ البحريةِ المناسبةِ، فيما العمليةُ الثانيةُ استهدفتْ من خلالِها عددا منَ المدمراتِ الحربيةِ الأمريكيةِ في البحرِ الأحمرِ و خليجِ عدن، وذلكَ بسبعٍ وثلاثينَ طائرةً مسيرةً، وقد حققتِ العمليتانِ أهدافَهما بنجاحٍ بفضلِ الله، الا بداية مرحلة جديدة من التصعيد المناصر للشعب الفلسطيني في غزة.
الموقف اليمني الذي سبق قدوم رمضان بأيام، أعلن عنه السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، في كلمته له الخميس الماضي، وقف خلالها على آخر تطورات الأحداث في غزة – بدأت بإعلان بدء هذه المفاجئات بالكشف عن استخدام القوات المسلحة أسلحة جديدة في عملياتها الأخيرة تفاجأ بها العدو الأمريكي والبريطاني، فيما لا تزال المفاجئات القادمة بانتظار التوجيهات من القيادة لبدء التنفيذ وفقاً لما تراه القيادة من متغيرات وتطورات المعركة.