الدعايات السوداء للمرتزقة.. تخادم مفضوح مع أمريكا
تتصاعد عمليات القوات المسلحة اليمنية في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي ويتصاعد معها آلام وأوجاع وآهات المرتزقة.
في بداية عملية طوفان الأقصى ضجت مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع المرتزقة بالأخبار محاولة النيل من “أنصار الله” والأحرار في صنعاء، متسائلين أين هم مما يحدث من مجازر وقصف صهيوني على غزة.
لكن وبمجرد أن بدأت اليمن بالمساندة، بالصواريخ الباليستية والطيران المسير، وتم قصف “أم الرشراش” المسماة زوراً “إيلات” حتى سارع المرتزقة للسخرية ونفي هذه الأخبار، على الرغم من التأكيدات الأمريكية الصهيونية.
وما إن اتسعت عمليات المساندة اليمنية لغزة حتى ادعى المرتزقة بأنها “مسرحية”، وآخرون قالوا: “الحوثيون وأمريكا متفقين”، وغير ذلك من الدعايات السوداء التي تهدف في المقام الأول إلى تشويه “أنصار الله”، والتخادم مع أمريكا وإسرائيل.
ومع وصول عمليات القوات المسلحة اليمنية إلى مرحلة الوجع الكبير ضد الأمريكيين والبريطانيين، وإغراق السفينة البريطانية “روبيمار” في أواخر فبراير الماضي، اخترع المرتزقة دعاية جديدة، مؤكدين أن هذه العمليات تلوث بيئة البحر الأحمر، متناسين أنهم بهذا يناقضون دعاياتهم السابقة، فالعمليات لم تعد مسرحية، وليس هناك اتفاق بين “أنصار الله” والأمريكيين، بل إن هذه العمليات تلوث البحر.
وما يثير الحزن ويكشف حقيقة هذه الأصوات الملطخة بالدم الفلسطيني أن التباكي الأمريكي يركز على تلوث بيئة البحر الأحمر بعد غرق سفينة “روبيمار”، فيما “2 مليون” إنسان يتعرضون للقتل والحصار يومياً في قطاع غزة.
دعاية سوداء
ويرى الباحث في الشؤون العسكرية زين العابدين عثمان أن انكسار أمريكا الاستراتيجي في المواجهة البحرية، وفشلها الذريع في حماية سفن كيان العدو الصهيوني من ضربات القوات المسلحة اليمنية التي غيرت موازين القوة والردع وفرضت قواعد اشتباك صارم دفع الإدارة الأمريكية للجوء إلى تنفيذ الجزء الآخر من خطتها الخبيثة والتآمرية المتمثلة في المعركة الدعائية السوداء ونشر الأكاذيب والتضليل وشن الحملات الإعلامية الموجهة للتشويه والتشويش على موقف شعبنا اليمني وقيادته وقواته المسلحة الثابت والمناصر للشعب الفلسطيني في غزة، وكذلك التشويه على العمليات البحرية التي تفرض الخناق على كيان العدو الصهيوني في البحرين الأحمر والعربي .
ويلفت إلى أنه خلال هذه الفترة تم ملاحظة الكثير من الحملات الإعلامية والدعايات السوداء التي انتشرت في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، والتي تديرها بشكل مباشر شبكات المخابرات الأمريكية والبريطانية CIA وMI6، ومن أبرزها (بالتصاريح الأمريكية الكاذبة التي تدعي استهداف قواتنا المسلحة كابلات الإنترنت في البحر الأحمر، وهي أكبر كذبة إلى حد الآن، وأيضاً التصاريح الدعائية للمسؤولين الأمريكيين المتعلقة بأن تحالف الازدهار الأمريكي في البحر الأحمر، يأتي لحماية الملاحة الدولية والتجارة العالمية.
ويواصل: “كذلك الادعاء بأن عمليات قواتنا المسلحة تهدد البيئة البحرية، خصوصاً بعد استهداف السفينة البريطانية الغارقة في خليج عدن، وكذلك الدعايات حول ملف فتح الطرقات بين مأرب وصنعاء وغيرها من الدعايات الكاذبة والوقحة، موضحاً أن كل هذه الدعايات الأمريكية يتلخص أهدافها في جانبين: الأول تشويه موقف اليمن المؤثر في مواجهة كيان العدو الصهيوني ومناصرة غزة، والذي أصبح يأخذ تعاطفاً والتفافاً عربياً وإسلامياً وعالمياً غير مسبوق على مستوى الشعوب والمجتمعات الحرة.
ويلفت إلى أن التشويه الأمريكي يريد تفكيك هذا التعاطف والالتفاف حول موقف اليمن الإنساني الثابت والمؤثر.
ويضيف أن الهدف الثاني يتمحور حول محاولة تفكيك الوعي الجمعي للمجتمعات بالداخل وحرف أنظارها وتشتيت تركيزها من الاستمرار في مناصرة غزة، وإغراقها في مستنقع الشائعات والأكاذيب المنسوجة أمريكياً، لافتاً إلى أن ملف فتح الطرقات لم تكن مبادرة من قبل قيادة المرتزقة بقدر ماهي مخطط خبيث تديره السفارة الأمريكية، لتشتيت الناس، والمجتمعات حول ما يجري في غزة، وهو ما كشفه اللقاء الذي جمع السفير الأمريكي بالمرتزق المدعو سلطان العرادة في مأرب.
ويؤكد عثمان أننا اليوم أمام مرحلة جديدة من المواجهة غير المباشرة (معركة وعي) كخيار أمريكا الجديد بعد فشلها العسكري والاستراتيجي في حرب البحار، أمام قواتنا المسلحة، موضحاً أن العدو الأمريكي والبريطاني، وكذلك الصهيوني في هذه المرحلة يحاولون التأثير على موقف شعبنا اليمني التاريخي والبطولي المناصر لشعبنا في فلسطين، وذلك عبر الحرب الدعائية والتشويه وحملة الافتراءات التي تقودها شبكات المخابرات الأمريكية وأجنداتها في الداخل ضد هذا الموقف المبدئي والإنساني والديني.
ويجدد التأكيد على أن هذه المرحلة تتطلب المزيد من الوعي والمزيد من التحرك والنشاط العملي الكبير والواسع في كل مواقفنا الداعمة لغزة، وفي مواجهة آلة الحرب الدعائية الأمريكية، إلى جانب الاستمرار في تنفيذ البرامج التفاعلية التي ترسمها القيادة – حفظها الله – كالإنفاق المالي، والمقاطعة الاقتصادية، والخروج المليوني بالمظاهرات كل أسبوع، منوهاً إلى أن العدو الأمريكي لن يتمكن من تحقيق أي شيء، فكما فشل في معركة الصراع العسكري سيفشل في معركة صراع العقول.
تناقض أمريكي وقح
من جانبه يقول الباحث في الشؤون السياسية يوسف الحاضري إن أمريكا هي من أظهرت الفساد في البر والبحر، بما تسعى لكسبه من ثروات الشعوب واستعبادهم واحتلالهم في أسلوبها الاستبدادي المعروف، موضحاً أن البحار وتلويثها سببه أمريكا وليس تسرب سفينة نفطية أو حتى عشر سفن.
ويشير إلى أن الاختبارات النووية الكبرى تقوم بها أمريكا في البحار والمصانع العملاقة الكيماوية وغيرها تصب مخلفاتها إلى البحار والصرف الصحي لمليارات البشر تصب أيضاً الى البحار.
ويضيف الحاضري : أي أن هناك ما هو أكبر كارثية من سفينة تسرب منها قليل من النفط إلى البحر، جراء استهدافها من قبل القوات المسلحة اليمنية رداً على جرائمهم بحق أبناء غزة وحصارهم وسعيهم لإبادتها.
ويؤكد أن ما تسرب من نفط في البحر لن يكون شيئاً أمام ما تسرب من دماء أبناء غزة جراء استهدافهم من قبل قنابل أمريكا وبريطانيا والصهاينة، مشيراً إلى أن دماء ٣٠ ألف شهيد بمتوسط ٥ لتر لكل إنسان، أي أننا نتكلم عن أكثر من ١٥٠ ألف لتر، ومثل هذا الكم تسرب من ٧٠ ألف جريحاً.
ويجدد التأكيد على أن هذا تناقض أمريكي وقح، حيث أننا لم نسمع للأمريكيين أي كلمة تجاه كل تلك الأرواح والدماء بجرائم وحشية قام بها العدو الصهيوني، بل وصل بأمريكا في دعمها جرائم الإبادة استخدام حق الفيتو في وجه من سعى لمنع ووقف العدوان الصهيوني وجرائمه في حق مواطني فلسطين المحتلة، إمعاناً منها وحرصاً لحدوث هذه الجرائم، متسائلاً: كيف لنا أن نصدق تباكي أمريكا “أم الإرهاب” على أمن البيئة البحرية وهي من دمرت كل جميل على هذه الأرض، عبر تاريخها الأسود الإجرامي؟
المصدر/ المسيرة نت: