العدوان يدمر 360 موقعاً سياحيا وأثرياً والخسائر تزيد عن 12 مليار دولار .. خبراء : تدمير آثار اليمن جريمة حرب ضد الإنسانية مع سبق الإصرار
صنعاء – يمني برس – خاص
أعتبر المشاركون في ندوة (آثار العدوان على القطاع السياحي) إن التدمير المتعمد من قبل العدوان السعودي وحلفائه على اليمن للتراث الثقافي يمثل جريمة حرب، وأن استمرار استهداف مواقع التراث اليمني يمثل جريمة حرب مع سبق الإصرار والترصد.
وطالب المشاركون في ختام أعمال الندوة التي نظمتها وزارة السياحة ومجلس الترويج السياحي والتي شارك فيها عدد من المهتمين بالقطاع السياحي اليوم الأحد 20 ديسمبر 2015م بضم حماية التراث الى مهمات السلام الأممية وبعثات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة، كما طالبوا المنظمات الدولية المعنية بحماية حقوق الانسان والتراث العالمي والانساني وحماية البيئة ومكونات المنتج السياحي اليمني بالقيام بدورة المناط والضغط على الحكومات المختلفة في حفظ الدماء ووقف الجرائم والانتهاكات الصارخة التي يرتكبها العدوان في حق الانسان اليمني وتراثه الحضاري والتاريخي.
ودعت مخرجات الندوة إلى توثيق وتوضيح حقيقة سيطرة التنظيمات المتطرفة على أهم المحافظات الجنوبية، وعدم قيام تحالف العدوان باستهدافها، بل هناك تواطؤاً واضحاً معها يُسهل مهمة توسعها في السيطرة على الأرض وارتكاب المذابح بحق المدنيين والتدمير المتعمد للمكون السياحي والتراثي والحضاري والإنساني في اليمن عموما وفي عدن ولحج وأبين وحضرموت وغيرها من المدن اليمنية.
وحث البيان الصادر عن الندوة جميع منظمات المجتمع المدني على السعي إلى اتخاذ العديد من الإجراءات والتدابير الهادفة إلى حماية المواقع، منها إعداد ملف يحوي خارطة تشمل كافة الإحداثيات للمواقع والمعالم الأثرية في اليمن التي تم استهدافها وتدميرها، وتسليمه خارطة متكاملة لمنظمة اليونسكو بهذه المناطق بما يجنب استهدافها من قبل قوات العدوان والته العسكرية التدميرية باعتبارها تراثاً إنسانياً عالمياً.
مؤكداً على أهمية إعداد إستراتيجية للتنمية السياحية لما بعد الحرب ومطالبة المنظمات الدولية وعلى رأسها اليونسكو بضرورة تشكيل لجان فنية لفحص هذه الأضرار وتقييمها في كافة المواقع التي اُستهدفت من قبل العدوان، ودراسة تحويل المواقع التي تعرضت لأضرار قصف إلى متاحف حية، كشاهد حي على جرائم العدوان.
وفي الندوة ألقيت عدد من الكلمات من قبل وكيل وزارة السياحة لقطاع الأنشطة مطهر تقي ووكيل وزارة السياحة عصام السنيني والقائم بأعمال رئيس مجلس الترويج السياحي محمد علي ابو طالب استعرضت في مجملها حجم الخسائر التي مني بها القطاع السياحي نتيجة العدوان 12 مليار دولار حتى أغسطس 2015م الماضي، في حين خسر نحو ربع مليون عامل في مختلف مجالات العمل السياحي لأعمالهم ونحو 15 ألف منشأة سياحية كبيرة ومتوسطة وصغيرة من منشآت الطعام والشراب والإيواء والسفر والنقل والتنزة والترفية والاتصال والتفويج السياحي الممتدة على امتداد التراب الوطنية منها 60 فندق في مدينة واحدة، فضلا عن مغادرة الكثير من الخبرات السياحية بسبب الحرب.
داعية إلى تضافر الجهود واصطفاف الجميع في حماية البلد ومقوماته السياحية والحضارية والتاريخية مشيرة الى أن العدوان ساهم في تدمير نحو نحو 360 موقعا ومزارا ومنشأة سياحية وتاريخية واثرية، في حين أدت أعمال القصف إلى قتل 12 بالمائة من إجمالي عدد ضحايا العدوان الذين يتجاوز عددهم ال 7000 الف مدنيا بينهم نساء وأطفال في استهداف العدوان للمناطق السياحية المسجلة في قائمة التراث العالمي الإنساني التابع لمنظمة اليونسكو بينها صنعاء وزبيد .
كما قدمت في الندوة خمس أوراق عمل حيث حملت الورقة الأولى عنوان (المواقع الأثرية في مرمى العدوان)، والورقة الثانية (تأثير القطاع السياحي الخاص جراء العدوان على بلادنا)، بينما الورقة الثالثة (الترويج السياحي ودوره في بقاء اليمن ضمن الخارطة السياحية رغم العدوان)،بالإضافة الى ورقة رابعة بعنوان “الاعلام ودوره في التوثيق وفضح جرائم العدوان”.
وشارك في تقديم أوراق العمل كل من رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف مهند السياني و نائب المدير التنفيذي لمجلس الترويج السياحي أحمد البيل ومدير دائرة المرأة بوزارة السياحة نجاه الشامي وعضو مجلس الترويج السياحي رئيس وكالة الجمالة محمد بازرعة والإعلامي عبد الكريم المدي .
يذكر أن الندوة يصاحبها معرض فوتوغرافي يستمر لمدة أسبوع في بيت الثقافة بمشاركة عدد كبير من المصورين من مختلف محافظات الجمهورية ممن قدموا أكثر من 70 عملا فوتوغرافيا متنوعا جسد حجم الدمار الذي لحق بالقطاع السياحي في مختلف مجالاته بالإضافة إلى بعض أعمال الرسم على الزجاج جسدت جماليات واجهات مدينة صنعاء.