كروكس.. وحقيقة الإسلام الاستخباراتي الداعشي
كروكس.. وحقيقة الإسلام الاستخباراتي الداعشي
مع امتلاك اليمن مؤخرا لصواريخ فرط صوتية تم استخدامها لأول مرة في المحيط الهندي شكل الأمر صدمة لأمريكا وبريطانيا وإسرائيل أربكت حساباتهم وأوحت بخلق واقع جيوستراتيجي جديد في منطقة حساسة جدا من العالم حيث تتضائل الهيمنة الغربية لصالح قوى صاعدة ويُولد توازن عالمي جديد.
وبعد فوز الرئيس بوتين في الانتخابات الرئاسية والتقدم المتسارع المطرد للجيش الروسي على جبهة أوكرانيا فوجئ العالم يوم 23 مارس 2024 بجريمة أثارت موجة استنكار عالمية واسعة ففي Crocus City Hall في مدينة كراسنوغورسك بضواحي موسكو نقل مراسل وكالة “نوفوستي” عن شهود عيان من مكان الحادث ان ثلاثة رجال على الأقل يرتدون ملابس مموهة وبدون أقنعة اقتحموا قاعة للحفلات الموسيقية في المركز المذكور وأطلقوا النار على الجمهور عشوائيا من مسافة قريبة وألقوا قنابل حارقة مما تسبب في مقتل 133 بينهم نساء وأطفال وجرح 140 آخرين جراح الكثير منهم خطيرة، علما ان هذه حصيلة غير نهائية وردت لحظة كتابة هذا المقال.
لكن لماذا يقوم الإرهابيون بالقتل المباشر دون *تغطية وجوههم* وهم عادة ما يستخدمون *أسلوب التفخيخ* الذي يقتل أعدادا هائلة من الناس دفعة واحدة ويثير فزعا هائلا؟
الجواب: الغرض واضح.. حتى يتم تحديد هوية الإرهابيين وشكلهم ودينهم ليتنصل الجناة الحقيقيون من الجريمة ويلصقونها بعنوان “الإرهاب الإسلامي” المطاط، وهذا من زاوية ثانية تهديد بعمليات إرهابية أخرى قادمة لاستهداف العمق الروسي!
لكن روسيا تفهم ذلك جيدا وتعرف هوية عدوها وتتجنب استخدام لفظ “الإسلام” في توصيف هذا العمل الإجرامي فقد أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انه “تم العثور على جميع الجناة الأربعة المنفذين المباشرين للهجوم الإرهابي، أولئك الذين أطلقوا النار وقتلوا الناس، وتم اعتقالهم”، مضيفا انهم حاولوا الاختباء متجهين نحو أوكرانيا، حيث تشير المعطيات الأولية إلى انه تم إعداد منفذ لهم من الجانب الأوكراني لعبور حدود الدولة”.
كما أكد السيناتور الروسي أندريه كليشاس إن هجوم “كروكس” هو جزء من حرب تخوضها أجهزة المخابرات الغربية ضد روسيا منذ سنوات.
تجدر الإشارة إلى أن وكالة “رويترز” كانت من أول الوكالات التي نشرت مساء الجمعة خبرا أفادت من خلاله بأن تنظيم “داعش” أعلن تبنيه الهجوم على المركز التجاري في ضواحي موسكو، وهو إعلان شككت فيه العديد من وسائل الإعلام بما فيها الروسية.
فالمجرمون الذين نفذوا هجوم “كروكس” ذوو لحى وأسماء مسلمة بعد التحقيقات معهم تبين انه تم تجنيدهم بطريقة غير مباشرة عبر تليغرام ثم استلموا تأشيرات في مطار موسكو من أشخاص لا يعرفونهم ثم أخذوا أسلحة تم وضعها مسبقا في مخبأ. فهم بالتالي لا يعرفون حقيقة من حركهم! وذلك أمر طبيعي مع ما يصطلح عليه عالميا بـ”حركات الإرهاب الإسلامي” / “داعش” / “القاعدة” وغيرها من التنظيمات المشبوهة والتي تخترقها المخابرات بالطول والعرض وتحركها لضرب أعدائها في العالم ولتقديم الإسلام بصورة مشوهة..
فهؤلاء الذين يتحركون باسم الجهاد لا يعلمون في سبيل من يُجاهدون ولا ضد من يُجاهدون حيث لا يوجد شخص له تاريخ معروف يقودهم ولا توجد لديهم أجندة حضارية غير القتل والسبي والتدمير بينما يستخدمون لغة مذهبية مبتذلة على غرار دعاة الأعراب ومعظم ضحاياهم هم من المسلمين..
فهؤلاء الذين ضربوا سوريا والعراق وإيران واليمن وضربوا من قبل في ليبيا نراهم اليوم يضربون في روسيا وربما نسمع عنهم غدا يضربون في الصين، لكن هل يتوقع أحد أن يشاركوا في المعركة ضد إسرائيل رغم حرب الإبادة العلنية البشعة التي ترتكبها في غزة والتي حركت حتى الشارع الغربي والضمير العالمي؟
بالطبع: لا..
فهؤلاء المسوخ لا يتحركون إلا لزعزعة الأمن في الدول المعادية لأمريكا لتبقى يد أمريكا نظيفة ولتقديم الإسلام خارج سياق التاريخ والحضارة بصورة كاريكاتورية فجة قبيحة..
فمن هو المستفيد من هؤلاء ومن هو المتضرر منهم؟